فكان ذلك مفتاحا لسؤال آخر وهو: ماذا يريد المواطن من عضو مجلس الشعب حتى يعطيه صوته? سؤال توجهنا به لشريحة من الناخبين من أساتذة الجامعة بدمشق, حيث قالت الدكتورة صفاء برقاوي أستاذة في قسم علم الاجتماع: أريد ممن يترشح إلى المجلس أن يكون قادرا بشكل حقيقي على تمثيل الشعب وليس المهم أن يكون ذكرا أم أنثى المهم أن يقدم وعودا يستطيع تنفيذها, وأن يتقيد بوعد قادر على تلبيته أفضل من بيان طويل قد لايعمل منه شيئا.وبالنسبة للمرأة: من الضروري جدا أن تكون على قدر كبير من الإدراك لتمثل نساء سورية اللواتي سينتخبنها. ولا نريدها فقط من أجل تحقيق نسبة تمثيل النساء في البرلمان, فمن المهم في ظل الشفافية التي نعيشها أن يكون التمثيل حقيقيا وأن تكون الفائدة عامة وليست من أجل هذا القطاع أو ذاك وأن نفكر بالقاعدة ككل.
وترى الدكتورة برقاوي: إن هذا الدور التشريعي يجب أن يتوجه نحو المرحلة الأولى من التعليم وخصوصا المعلم الذي يقع عليه دور أساسي في بناء الأجيال, فهو إذا كان مرتاحا في عمله سيعطي بإخلاص ويخلق جيلا على قدر من الوعي والمسؤولية.
ونريد أيضا أن يهتم بمساعدة الأسرة بشكل حقيقي بعيدا عن الشعارات لتنشئة أولادها على أساس أخلاقي قيمي.. لأن التركيز على التربية في الأسرة وفي المرحلة الابتدائية سيقدم الخير لكل القطاعات من خلال جيل يستطيع مواجهة أعباء الأمة.
وعلينا ألا نقول: نريد قطاع الموظفين أو أساتذة الجامعة أو الصناعة بل نريد بيئة سليمة لكل القطاعات.
أما الدكتور طلال مصطفى من كلية الآداب فقد أجابنا على سبب وجود عدم الثقة بين المواطن وممثلي مجلس الشعب قائلا: إن هذه الفجوة تتزايد ولم تأت من فراغ, فالمواطن له تجربته السابقة مع عضو مجلس الشعب الذي يزوره ويلتقي به ويقدم له الوعود الكبيرة أثناء الانتخابات, ولكن عندما تصدر النتائج ينقطع هذا التواصل بشكل كامل, إضافة إلى شعور المواطن بأن دوره غير فاعل في رفع ممثل حقيقي مع وجود هامش آخر للانتخابات ليس فيه دور.
وأعتقد أن هناك نوعا من التضليل للمواطن لأننا نلاحظ شعارات ضخمة لا يمكن تحقيقها لأنها تحتاج إلى استراتيجية دولية وخطط خمسية وتحتاج إلى عشرات السنين مثل (لتنمية صناعية أفضل, القضاء على البطالة, تكافؤ الفرص..) وعليه فنحن نريد من المرشح أن يقدم بياناً انتخابياً متواضعاً بأهداف يمكنه تحقيقها مع زملائه..أن يركز على المطالب الخدمية المعاشية التي تخص حاجات المواطن بشكل مباشر.
صحيح أننا بحاجة لهذه الأهداف الكبيرة لكنها تحتاج لكل الهيئات وليس لمجلس الشعب فقط.
وحول ما يريده الأستاذ الجامعي من ممثليه قال: المجالس السابقة حملت بعض المطالب وكانوا على تواصل مع الجامعة, لكن ما نريده هو متابعة الأمور المهمة وحل الصعوبات الكبيرة التي تواجهنا وتواجه الطلاب أيضا المتمثلة بضيق البناء وعدم وجود قاعات تدريسية كافية للوفود الكبيرة من الطلاب والذي وصل عددهم إلى 45 ألف طالب في كلية الآداب في حين البناء مخصص ل 5000 طالب فقط. ونريد حلا لموضوع المخابر والمكتبات والحدائق والظروف التدريسية التي تهيء الأساتذة على العطاء بشكل أفضل فهناك معاناة بالنسبة لنا ولطلابنا.
الدكتورة إيمان حيدر القائمة بالأعمال من جامعة دمشق: ما نريده من المرشحين الجدد تحقيق العدالة الاجتماعية لأنها ميزان الظلم الاجتماعي لكل الناس.. وأن ينظر إلى المصلحة العامة وليس إلى مصلحة فردية ونحن في المجالس السابقة لم نلمس حلولا للحاجات المتجددة للمواطن وما نلاحظه اليوم في هذه الحملة الانتخابية هو شعارات أكبر بكثير من قدرة الأشخاص الذين يطرحونها (نحن نريد محو البطالة) شعار يحتاج إلى استراتيجية دولية وعدالة اجتماعية قائمة على تكافؤ الفرص, وكل ما نريده أن يكون ممثل الشعب على درجة عالية من الوعي وأن يدافع عن حقوق المواطن بشكل منطقي قانوني واجتماعي.
أما الأستاذ رضوان الإمام مدرس إرشاد اجتماعي سابقا من جامعة دمشق أجابنا: إن أغلب المرشحين للدخول إلى المجلس يسعون للتمتع بالميزات والحصانة وليس نتيجة لإيمانهم الحقيقي بخدمة الشعب والوطن.
وأعتقد أنه يجب أن يكون لأصحاب الاختصاص الذين لديهم إمكانيات علمية نصيب أكبر لأنه من غير المعقول أن يناقش عضو مجلس الشعب قانونا من القوانين ليس لديه فكرة عنه.
وهناك عدد كبير من المرشحين لم يضعوا برنامجا انتخابيا ثم تنزل القوائم وتصرف المبالغ ويكتفي هؤلاء بطرح الصور والعبارات الشعارية التي لا تقدم للمواطن أي برنامج أو خطة عمل واضحة سيقوم بها هذا المرشح مثلا هناك من يقول: لا أقبل أن تبقى أحلامنا سرابا.
ونحن كمواطنين نريد مجلسا حقيقيا بلجان حقيقية ليست نفعية ونريد برنامجا يحاسب عليه المرشح فيما بعد ونريد صحافة تتحدث عن خطوات المجلس بشكل صريح فهذا العضو مثال أم لا, ولا نريد تقارير إذاعية عن قبة المجلس خالية من النقد.