من منحهم الفرص التي تناسبهم ولا تتعارض مع دراستهم وجامعاتهم فماذا يخبرنا الشباب من أعمار وبيئات مختلفة عن تدبيرهم لأمور حياتهم ودراستهم وعملهم.
عبد المحسن .ح (طالب اقتصاد) سنة ثانية قال: إنه اعتاد على العمل فهو يعمل مذ كان في الصف العاشر ومن ذلك الوقت وهو مستقل مادياً عن والده.. كما قال إن مصروف جامعتنا كبير ويجب علي أن أؤمنه, هذا إضافة إلى متطلباتي الكبيرة كشاب وأنا بطبعي لا أحب أن يمدني بالمال أي كان.. إلا أن الشيء الذي ساعدني على المواظبة على العمل هو أن جامعتي لا تحتاج لدوام منتظم إلا أنني أضغط على نفسي كثيراً كي أوفق بين دراستي وعملي, ومع ذلك فقد رسبت في السنة الماضية بسبب عملي الدائم ولكنني لا أستطيع أن اتركه الآن وإلا فمن سيتكفل بمصروفي..?
أما جيزيل (طالبة إعلام) تقول: أنا لست من سكان العاصمة ولكنني أدرس هنا في جامعة دمشق وأنا مضطرة للعمل كي أدفع بدل إيجار غرفتي التي أقيم فيها, هذا إضافة إلى متطلبات الحياة اليومية,فنحن عائلة مكونة من /5/ أشخاص لا يعمل فيها سوى أبي, وطالما نحن نسكن في إحدى القرى فدخل المواطن لا يتناسب مع غلاء المعيشة, ومعظم هذا الدخل ينفق مصروف جامعة وسكن ورغم ذلك فإن أبي يرفض فكرة مزاولتي للعمل كي لا يتعارض مع دراستي .. فما الحل?!
ليس لدي وقت للدراسة
باولا.خ : لقد درست حتى الصف التاسع في الولايات المتحدة الأميركية وعندما عدت إلى بلدي بقيت حوالى ثلاث سنوات أقوم بتعديل شهادتي لذا أكملت كمستمعة ومن ثم خضعت لامتحان الشهادة الثانوية وانسحبت فقد شعرت بأن (الصفوف الباقية) صعبة الاختيار وخاصة مادة العربي, لذا توظفت كي أملأ وقتي و أؤمن مصروفي الشخصي وعندها قمت بتأجيل البكالوريا لسنين أيضاً.. وعلى هذا النمط من المعيشة والعمل اعتدت ولم أعد استطيع التوقف عن مزاولة العمل كما إنني لم أعد أملك الطموح كي أكمل دراستي, هذا عن أن معظم الأعمال ذات عدد ساعات عمل طويلة, وعملي أنا يملأ معظم وقتي وليس هنالك من وقت لأدرس فيه.
أما علاء. ه فحالته تختلف, يخبرنا عن نفسه قائلا: أنا أدرس طب الأسنان بالجامعة الدولية للعلوم والتكنولوجيا والتي يبلغ قسطها حوالى 350000 ل.س في السنة الواحدة, هذا عدا عن مصروفي الشخصي الذي يضم مصروف السيارة وفواتير الموبايل.. إلخ.
فإذا حاولت أن أفكر بالعمل لا أستطيع إذ أن دوام جامعتي كامل وطويل وحتى الساعة السادسة تقريباً, كما أنه لا يوجد أي شركة أو مكتب يؤمن لي هذا المبلغ الذي أدفعه, لذا فأنا أضاعف جهودي الدراسية كي أنهي دراستي بالسنوات الخمس المحددة واختص كي أبدأ بالعمل كطبيب ناجح أعود بالنفع على مجتمعي أولاً.. ووطني ثانياً.
العمل أفضل من إضاعة الوقت في المحاضرة
علاء. د(طالب اقتصاد) سنة ثالثة: برأيي إن أي شخص عندما يكبر ويصبح بمرحلة الجامعة لا بد له أن يعمل كي يغطي مصروفه الخاص, فأنا أعمل منذ سنة ولكن الذي منعني من مزاولة العمل في مجال اختصاصي هو أن الفرص التي توفرت لي تحتاج إلى التزام وتفرغ تام وبذلك لا أتمكن من التوفيق بين الدراسة والعمل, أيضاً أريد أن أوضح وجهة نظري بأن معظم الشباب وأنا منهم يفضلون العمل على إضاعة وقتهم في محاولة الاستماع لمحاضرة في مدرج يحتوي أكثر من 500 طالب معظمهم يتابعها واقفاً بسبب ضيق المكان وكثرة الطلاب.
أما (راما.ب) طالبة محاسبة في التعليم المفتوح تقول :(أنا أعمل كي أؤمن مصروف جامعتي في المقدمة وأساعد عائلتي فالأسعار تتزايد يوماً بعد يوم كما أنني أعمل منذ سنتين وهذا ما منعني عن الدراسة على الرغم من أنني آخذ فقط ثلاث مواد في الفصل الواحد إلا أنني عاجزة عن التوفيق بين عملي الطويل ودراستي لذا اجلت جامعتي سنة بسبب ضيق وقتي إذ إنني أعمل من الحادية عشرة صباحاً حتى الثامنة ليلاً وهو دوام طويل جداً لكنني اعتدت عليه.
لقد استعرضنا بعضاً من الحالات الموجودة في مجتمعنا ولا يسعنا سوى أن نذكر المسؤولين عن الشباب لتأمين فرص عمل تتناسب مع وقت دراستهم ومصاريفهم المتزايدة.