في قضية السكان, خاصة وأن الشباب يشكلون أكثر من نصف السكان وسيكونون آباء للأجيال القادمة, وقد قامت الدكتورة ختام تميم من المعهد العالي للبحوث والدراسات السكانية بدراسة حول الشباب وقضايا الصحة الانجابية شملت عينة من 1200شاب وشابة أعمارهم بين 15-35سنة في الريف والمدينة في المدارس السمية والخاصة وفي قطاعي الانتاج العام والخاص ومن الذكور والاناث على حد سواء والعاملين والعاطلين عن العمل والمتعلمين والأميين.
أهداف
ويهدف البحث الى التعرف على مدى معرفة الشباب السوري و آرائه في موضوعات تتعلق بالصحة الانجابية كتنظيم الأسرة والزواج المبكر وتوقيت الحمل والصحة الجنسية والأمومة الامنة والاجهاض غير المأمون ودور العوامل السكانية والاجتماعية في تحديد مصادر المعرفة لدى الشباب والقاء الضوء على بعض المشكلات الاجتماعية والاقتصادية والأسرية التي يتعرض لها الشباب وما مدى حجمها ووضع الحلول لها. وتزويد الشباب بالمفاهيم التي تنير طريقهم في هذا المجال لتأمين صحة نفسية جيدة و صحة جسدية سليمة كي تساهم في دفع عملية التنمية المنشودة.
العينة
وقد اختارت الباحثة العينة من ست محافظات سورية من أصل 14محافظة وزعت على الشكل التالي: دمشق وحصتها 390مبحوثا حلب وحصتها373مبحوثا حمص وحصتها 150 مبحوثا طرطوس وحصتها 69مبحوثا دير الزور وحصتها91مبحوثاالحسكة وحصتها127مبحوثا وقد تبين ان 23%من آباء المبحوثين أميين و39,8%من أمهاتهم أميات و6%من المبحوثين أنفسهم أميين و21,4%منهم ثانوية و21,6%منهم جامعة وما فوق.
سلوك واتجاهات
كما بينت النتائج أن هناك تمييز بين الذكور والاناث داخل الأسر بنسبة 54%يميزون و46% لايميزون.أما انواع التمييز فكان الاهتمام بتعليم الذكر أكثر من الأنثى بنسبة15,9% والاهتمام بملابسه أكثر بنسبة7,7% والأسرة تخلق كياناً للذكر وتحمله مسؤولية أكبر بنسبة 34,9% ويحل محل الوالد في حال غيابه بنسبة 39,9%.
كما تبين أن 67,8% منهم يعانون من صعوبات مالية في تأمين جميع حاجاته اللازمة مقابل29,3لايعانون و2,9 لايعرفون .
كما تبين أن 90,5%منهم قلقون على مستقبلهم مقابل9,5%لايقلقون,أما عن المعرفة بتنظيم الأسرة فقد تبين أن 71,8%يعرفون و28,2%لايعرفون,و 80,9%منهم يؤيدون فكرة تنظيم الأسرة مقابل 13,2%لايؤيدونها و5,9 لايعرفون,وبالنسبة لأنواع تنظيم الأسرة فكانت معارفهم على الشكل التالي:63,7 %يعرفون المانع الطبيعي والباقي لا. 19,5%يعرفون حبوب منع الحمل والباقي لا. و9,9%يعرفون الواقي الذكري والباقي لا.وبالنسبة لتأييد استخدام وسائل تنظيم الأسرة فكان 53%منهم مؤيدين و36%منهم معارضين و11%لايعرفون لا تأييد ولا معارضة.
وبالنسبة لموقف الشباب في العينة من الزواج المبكر للفتيات فلم يؤيدوه بنسبة غالبة وهي71,4% ومؤيديه نسبتهم28,6%.أما الذين أيدوا الزواج المبكر فقالوا للأسباب التالية:لأن زواج البنت يحميها من الخطأ, ولأنها خلقت من أجل الزواج , ولتتفرغ للأسرة لمساعدة الذكور.
أما معارضي زواج الفتاة المبكر فقالوا:لتستطيع تكميل تعليمها وبنسبة41,8% من المؤيدين,ولأن الزواج المبكر يعني الولادة المبكرة,و لكنها سوف تحمل مسؤولية وهي في سن صغيرة, ولأنه سيؤثر على صحتها.
أما بالنسبة للموقف من زواج الشاب المبكر أي قبل سن العشرين فكانت النسبة الغالبة ضده وبنسبة84,7% من العينة,والمؤيدين بنسبة15,3%, وسبب التأييد قالوا:ليستطيع تربية أولاده وهو في صحة جيدة قبل هرمه, وليحميه من الخطأ, وليحافظ على صحته. والذين لم يؤيدوا للأسباب التالية:لعدم اكمال تعليمه, لعدم اكتمال نضجه, لأنه يتحمل مسؤولية عائلة وهو في سن صغير.و بالنسبة للمعرفة بالفحص الطبي قبل الزواج والقيام به فقد تبين أن 71% يعرفونه و46,3% منهم يقومون به. و17,3%منهم لايعرفونه و39,4% لايقومون به.و11,8% من العينة لم تعرف عنه شيئا. اما بالنسبة لمعرفتهم بالأمراض التي تنتقل عدواها عن طريق الجهاز التناسلي فقد تبين أن 87,2% يعرفون ذلك. ونسبة12,8% لا يعرفون وغالبية الذين يعرفون ذلك يعرفون الايدز أكثر من غيره من الأمراض, وبالنسبة لمعرفة المبحوث بالأمراض التي يمكن أن تنتقل عدواها من شخص لآخر عن طريق الجهاز التناسلي فقد تبين أن 87,2% يعرفون منهم82,4% معارفهم عن الايدز,وبقية الأمراض يعرفون عنها بنسبة بحدود النصف,أما الذين لا يعرفون أبدا فهم بنسبة12,8%.
ضم البحث أسئلة كثيرة أخرى عن المستوى المعيشي والتعليمي للأهل, وتبين من خلالها تأثير ذلك على معارف الشباب ومواقفهم فكلما زاد تعليم الأهل وخاصة الأم زادت معارف الشباب ,وكذلك الأمر بالنسبة للوضع المعيشي.وغالبية العينة من ذوي الدخل المنخفض.وكل تلك العوامل تؤثر على عدد الأولاد والاعتناء بالصحة وزيارة الطبيب واكمال تعليم الأبناء.
وتعود اهمية البحث لأنه يعطينا فكرة عن الوعي بمسائل الصحة الانجابيةوعيا علميا ومعرفيا دقيقا يلبي حاجات المجتمع والأفراد حول الصحة الانجابية, ويزود الشباب بالمعلومات اللازمة ضمن منهجية علمية موثقة, والأهم أيضا أنها تعطينا معلومات عن الشباب وحاجاتهم, وتكشف مكامن الضعف لدى الشباب من الجنسين اجتماعياً وأسرياً وصحياً و علاقة كل ذلك بالمتغيرات الاجتماعية والاقتصادية وربطها بعملية التنمية.