ومن المؤكد أن هذا كان ناتجاً عن عدة عوامل أهمها :
- التأميم الذي بدأه عبد الناصر أيام الوحدة والشعارات التي نبهت الناس إلى حقهم في الأرض التي يعملون بها.
- ثورة آذار ورفعها شعار العمال والفلاحين والأرض لمن يعمل بها والمعمل للعامل .
- الحركة التصحيحية المجيدة وشعارها اليد المنتجة هي العليا في دولة البعث ثم إشارة القائد الخالد حافظ الأسد عدة مرات إلى اعتزازه بأصله الريفي وعشقه للأرض ورائحة الأرض دون تكبر أو استعلاء على الكادحين. إذاً ما حدث الان وما الذي غير طباع الناس? إنها ثورة استهلاكية تفرض على الناس مجاراة مايعرض من لباس وممارسة مايدرج من عادات الطعام والأفراح وتقاليد المناسبات .
وهذه المناسبات في مجملها بذخ واستعراض في اللباس والطعام والشراب والزينةوهذا البذخ إن دل على شيء إنما يدل على وفرة مادية في جيوب هؤلاء وإن كانوا من صغار الموظفين أو بدؤوا كذلك ثم تدرجوا بالقفز عدة درجات من السلم وصولاً لأعلى الهرم أو مفتاح أعلى الهرم وكلمة مفتاح لها فعلها السحري في معظم مفاصل حياتنا الرسمية والاجتماعية .
وكي يغطي بعضهم من أين لك هذا بدؤوا في نسج حكايات من الماضي وألبسوها رداء أصلهم العريق المفترض . وأسعفت الذاكرة بعضهم ليتحدث عن رغده في صغره وإرشاد أهله الذي عاد إليهم ورغد أجداده في متواليات القرون . وكي يتناسب الوضع مع هذه المعطيات لابد من الوفر المادي في أيدي الأبناء ولابد من الخادمة التي لاتعمل شيئاً إلا للدلالة على أنهم من ذوي اليسر أي من يستخدمونها والبعض الآخر لم يقف مكتوف الأيدي إذ لابد من مجاراة هؤلاء المفاتيح في المظهر اللائق واللباس العصري والموبايل الذي بدأ يصدح بأعذب الألحان إضافة للإكسسوارات النسائية بكل الألوان ماخلق لدى البعض فجوة بين الدخل والإنفاق ولدى البعض الآخر عذاباً وقهراً للمجاراة.
الحل بيدنا تعالوا لنمجد العمل من جديد ثم تعالوا لإحياء شعارات عظيمة مثل : ( اليد المنتجة الشريفة هي العليا في سورية ) فنوفر على الأسر الكثير من اللهاث وراء المظاهر الزائفة.
امينة الشوون المهنية والاجتماعية الصحية
باتحاد صحفيي دمشق