إلا أن الضربات الموجعة والحقيقية التي تهدد كيان الأسرة الأولى هي تلك الضربات التي تنهال على العروسين قبيل البدء بمراسم الزواج... المسكن ...المقدم ... المؤخر .. المهر .. وهذا المهر الذي مازال يعاني منه الكثيرون في مجتمعاتنا العربية ...
و ما تناقلته وكالات الأنباء مؤخراً عن زواج عروسين في احدى صالات العرض للفن التشكيلي في العاصمة السودانية الخرطوم .. حيث قدم العريس الفنان التشكيلي ( اسماعيل ) إلى عروسه ( مي ) مهراً مقداره خمس لوحات فنية مرسومة بإبداع تشكيلي .. حيث افتتح العرض بحضور الأهل والأقارب والأصدقاء في جو احتفالي .. قالت العروس فيه : أنا مسرورة جداً بهذه اللوحات الفنية الابداعية أكثر من أية قيمة مادية درجت العادة عليها..
كما قال والد العروس والبهجة تملؤه : إن القيمة الابداعية والثقافية فوق كل مال زائل ... وما دام العروسان قد اتفقا على الحياة .. وهما شابان مثقفان بلغا سن الرشد - فلماذا نزرع الأشواك بدربهما بمتطلبات اقتصادية تثقل كاهلهما.. كما أكد العريس أنه يقدر عالياً زوجته ( مي ) على حسن تفهمها وتقديرها للابداع و الثقافة في الحياة..
وهذه ليست المرة الأولى التي تندحر فيها العادات والتقاليد البالية .. ففي المملكة العربية السعودية أيضاً اتفق العروسان ووالد العروس على مهر مقداره ( ريال واحد ) في تحدٍ واضح لأزمة المهور حيث جعل هذا المهر ( الريال الواحد ) في لوحة كبيرة تضم صورة العائلة في ترابط اسروي فوق كل ماديات الحياة ... قال عندها والد العروس: إن العلاقات الانسانية فوق كل مال زائل .. وتتطور العلاقات الانسانية بتطور الحياة ...
ومن هنا نقول في الحياة التي تتطور يوما بعد يوم وخاصة في الأوساط الثقافية :
هلموا يا شعراء ... وأدباء ... وفنانين .. وكتّاب .. وموسيقيين ...و.. بأعمالكم الابداعية والثقافية لدعم النواة الاولى في المجتمع ... وتخطي كل الحواجز الاقتصادية ليصبح موسم الربيع من كل عام - وهو فصل أعراس الطبيعةو الخير والتجدد - ليصبح هذا الفصل حصيلة نتاج ابداعي ثقافي على مدار العام ليتوج بالاحتفال المقدس دون منغصات اقتصادية ...