الموضوع ليس بهذه البساطة لكن البساطة أتت من البرامج الطويلة والمملة التي تعرضها بعض القنوات التلفزيونية حيث بإمكانك أن تكتب أي شيء لتملأ الوقت .. هنا يحضرني قول مأثور للرئيس الأميركي الأسبق وودرو ويلسون عندما سئل عن المدة التي يحتاجها لإعداد خطاباته، فأجاب : «الأمر يعتمد على مدة الخطاب... إن كان عشر دقائق، أحتاج أسبوعاً. إن كان خمس عشرة دقيقة قد أحتاج ثلاثة أيام... و إن كان لنصف الساعة يتطلب الأمر يومين من الإعداد... أما إن كان الخطاب مدته ساعة، فأنا مستعد الآن...».
إذن الموضوع هو أن تعرف ماذا تريد أن تقول , ومن سيساعدك في إيصال فكرتك من مذيع ومخرج وطاقم فني كامل , لكن أخطر ما يمسخ النص هو المذيع فالمذيع الجيد يرتقي بالنص إلى أعلى مستوى حتى أنه يجعلك لا تلاحظ الثغرات والعثرات التي قد يشكو منها النص كما الممثل الجيد الذي يؤدي الدور باحتراف ومهنية .
بعض الكتاب يرفضون الكتابة للتلفزيون ويقولون إن عمليات المنتجة والإخراج قد تقتل روح النص فيفضلون الكتابة للصحيفة بدلا من الكتابة للتلفزيون وبالتالي تصل فكرتهم إلى القارئ دون أي تغيير .
في المحصلة العمل التلفزيوني ليس إلا نوعا من أنواع الصحافة و ينطبق عليه كل ما ينطبق على العمل الصحافي من معايير: الدقة، و الحياد، و الموضوعية, لكن إذا كانت الكتابة التلفزيونية مختلفة عن الكتابات الأخرى فذلك لأن الكاتب التلفزيوني مرغم على مراعاة أسلوب الكتابة للتلفزيون مع إدراك تام لما قد يحصل لنصه المكتوب وضرورة انسجامه مع الموسيقا والصورة وعمليات المونتاج الأمر الذي يجعل من الكتابة للتلفزيون من أصعب أنواع الكتابة !
Gh-Yosef@scs-net.org