والتي أطلقت على نفسها اسم»من أجل الحقيقة التاريخية كان 2010»هادئاً ومعبراً, عندما قال : أنا أقوم بعملي كمخرج, وبكل إحساسي ,دون أن أجبر أحدا على أن يتقاسم ذلك معي ..!
ومع أن بو شارب المعروف عنه تخصصه في التاريخ السينمائي لمراحل الكفاح الجزائري, نجح كثيرا في تقديم فيلم طَوق عنقه الذهب إلى بيوتات الحريات في العالم , عندما تناول أحداثا مرَ عليها أكثر من ستين عاما,لواقع الأسر الجزائرية إبان الاحتلال الفرنسي(1925-1962)التي دفعتها الأحداث الوحشية للهجرة عن البلاد الشاهدة على المجازر الجماعية, ومنها مجزرة سطيف(1945) التي أودت بحياة حوالي عشرين ألف جزائري ..إلا أنه لم يجبر أحدا ممن اختلفوا معه ووصفوا فيلمه بالمستفز, والمكيدة السياسية الجارية تحت غطاء وحدث ثقافي عالمي ذي سمعة دولية ...مثلما باتت مؤسسات(بيت الحرية) تستفز الوعي الجمعي للشعوب, فيما تخفي تلك المؤسسات الماكرة التي نجحت اليانور زوجة الرئيس الأميركي الراحل روزفلت بتأسيسها مع محاميها ويندل ويلكي(1941)إبان الحرب العالمية الثانية , والتي أدارت أفكارها من خلال الحرب الباردة عبر التغلغل السري في حياة المجتمعات, بحجة أخذها لدور الداعية للحقوق المدنية, وترؤسها للجنة صياغة الإعلان العالمي لحقوق الإنسان العاملة تحت شعار: «أولوية الديمقراطية وحقوق الإنسان في تشكيل السياسة في مختلف بقاع العالم»...
وعلى مبدأ كيف يسري السم في الدسم , تتبدى رؤية منظمة (بيت الحرية) وأهدافها في وصفها لإسرائيل (كدولة مصدرة للحريات في العالم), ومن ثم قيامها بمشاريع لاتعمل فيها بمفردها , الأمر الذي ينبع من خلاله ذاك التأثير القوي لتلك المنظمة على الأشخاص والحكومات, وتساهم بالتالي في تقديم معايير الحرية في المستقبل السياسي لعشرات الدول, كما تبين تقاريرها المعنونة بـ : تقرير الشعوب في المرحلة الانتقالية,وتقرير مفترق الطرق, وتقرير الحريات في العالم , وعزفها على الدين والصحافة..الخ.
.إضافة للمعلومات التي تؤكد كيف تحررت هذه المؤسسات من قيود التمويل الحكومي ,لتتجه بقوة للتمويل الذي يستمد شرعيته من مصالح المؤسسات الفردية الخاصة , وعلى رأسها مؤسسة البليونير اليهودي جورج سوريس الذي موَل الثورتين الجورجية والأوكرانية بشكل مباشر...
أما ماهي بعض المشاريع التي ترعاها منظمة( بيت الحرية) في الشرق الأوسط على سبيل المثال:
رعايتها لمشروع مساندة الدستور في العراق , والسعي لتأسيس منظمة فيه تدعى «مراقبة الديمقراطية في العراق»..هي نفسها الديمقراطية التي حملتها أميركا في تبرير احتلالها له, وتفكيرها بنثر الزهور الوردية للديمقراطية المزيفة على باقي شعوب المنطقة من خلال استخدام الأسماء الحالمة الضالة عن أوطانها في الإعلام والثقافة والسياسة والفكر...
رشيد بو شارب قدم ثوار الجزائر بلفظ السلطات الفرنسية عندما وصفتهم بالخارجين عن القانون ....وجميلة بو حيرد المناضلة الجزائرية صاحبة الفيلم الوثائقي الشهير المنتج عام 1957 ليوسف شاهين, أكدت لي في حديثي معها صباح جريمة العدوان الإسرائيلي على أسطول الحرية المبحر لفك الحصار عن غزة ,أن حريات الشعوب تصنع الحضارة والتاريخ معا , وأنها لو عاد الزمان بها الى الوراء فلن تكون إلا جميلة : ورقم الزنزانة تسعون ..في سجن وهران !
فعلى ماذا تعول منظمة (بيت الحرية) في فرض مشاريعها المغرقة بالمكيدة الثقافية والسياسية والأخلاقية على شعوبنا , وعلى من تراهن؟
سؤال, من أجل الحقيقة , متى يحين الوقت للإجابة عليه؟؟!!!
raghdamardinic@yahoo.com