تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر
طباعةحفظ


مخاطر انتشار السلاح النووي والعجز الدولي

شؤون سياسية
الأثنين 23-4-2012
هيثم عدرة

قضايا كثيرة بحاجة إلى إجابات حول الانتشار النووي , والطريقة التي سيتم التعامل بها إن كان على المنظور القريب أو البعيد , وما هي النظرة المستقبلية أو لنقل الاستراتيجيات حول توسيع النادي النووي للدول عن طريق انضمام أعضاء جدد من البلدان إليه , أو محاولة الحد من هذه الحالة عبر قيود جديدة يضعها المجتمع الدولي إزاء هذا الأمر .

مهما يكن الأمر فإن ازدياد الدول التي تمتلك السلاح النووي في العلن أو السر يشكل في رأي البعض من المتابعين والمحللين خطرا على ضمان الأمن العالمي , والبعض الآخر يرى أن امتلاك السلاح النووي يمكن أن يشكل عاملا إضافيا للحيلولة دون وقوع نزاعات إقليمية جديدة , أي بمعنى آخر يشكل حالة ردع متبادلة .‏

الآراء في هذا الإطار تتباين ويمكن أن تكون الآراء لها طابع في بعض الأحيان تجاه دولة أخرى له بعد عدائي أو تعارض المصالح , أو الابتعاد عن المعايير الدولية في تحقيق العدالة في هذا المجال , وان موضوع السماح بامتلاك التقنيات النووية مرهون بالمعطيات السياسية التي تحددها في الغالب الولايات المتحدة حول أي شيء يتعارض مع مصالحها واستراتيجياتها أو يمس امن ووجود إسرائيل لذلك نلاحظ آراءها في الموضوع النووي تنطلق من هذه الأرضية وتحاول بالطبع أن تبرر ذلك من خلال تركيزها الدائم على السلم الدولي وكأنها هي التي تريد بناء البشرية والمحافظة عليها وغيرها لديه نزعة التدمير للسلم والأمن الدولي وبالطبع هي تنطلق من هذه التوجهات كونها تعتبر نفسها المسيطرة على المؤسسات الدولية وتعتبر نفسها وصية على العالم وان مشيئتها تجاه أي أمر يجب أن تطبق , وهي بنظرها لايوجد احد قادر على الوقوف في وجهها , ولكن بعض المحللين يقللون من حجم ماتراه الولايات المتحدة ونظرتها النرجسية إلى نفسها خصوصا وان واقع القطب الواحد قد انتهى وبدأت الأرضية مناسبة لظهور تكتلات أو لنقل أقطاباً دولية أخرى يكون لها دورها في النزاعات الدولية من جهة وإعادة العدالة أو لنقل التوازن إلى المؤسسات الدولية .‏

كلما فشلت جولة من المفاوضات مع إيران حول برنامجها النووي يشتد الجدل بين المحللين في شأن موضوع انتشار السلاح النووي , فالبعض منهم يعتقد بعدم جواز توسيع نادي الدول النووية , بل إن هذا التوسع في نظر البعض ينطوي على أخطار من الناحية العسكرية والسياسية أيضا , فوجود السلاح النووي وخصوصا لدى الدول التي يغيب الاستقرار عن أنظمتها السياسية أو التي تطبق سياسة خارجية لايمكن التكهن بعواقبها وخصوصا إن استخدام السلاح النووي في تلك النزاعات ينطوي على عواقب كارثية على مستوى العالم .‏

طبعا هذه التحليلات تخرج من جهات تبرمجها الإدارة الأميركية وفق مشيئتها ووفق أهدافها , ويمكن القول: إن واشنطن وحلفاءها يقومون بشتى المسائل لزيادة الضغط على إيران والذريعة برنامجها النووي , والملاحظ أن واشنطن وحلفاءها عازمون على مواصلة الضغط وتصعيده باستمرار لإبعاد طهران عن المتابعة أو التوقف عن برنامجها من خلال السيمفونية التي اعتدنا عليها وهي أن العقوبات ستشتد في حال امتنعت عن المشاركة في مفاوضات جدية.‏

البعض يقلل من خطورة التهديدات الأميركية والاوروبيةعبر العقوبات ,ويمكن القول انه مجرد الحديث دائما عن تشديد العقوبات هذا يعني أن الولايات المتحدة لاتريد حلا سلميا لملفها النووي ويبدو أن واشنطن تستخدم ملف إيران النووي لإجبار طهران على تنازلات في ملفات أخرى لاسيما في أفغانستان والعراق وفلسطين .‏

الأمر المستغرب يتم الحديث عن البرنامج النووي الإيراني وكأن إسرائيل غير موجودة أو كأنها لاتمتلك القدرات النووية ,وهذا ماتتم ملاحظته من قبل العالم بأجمعه في حين يؤكد الجميع أن الخطر النووي القادم ربما يكون من خلال الترسانة النووية التي تمتلكها إسرائيل , فأسلحة الدمار الشامل الموجودة لديها هي بحد ذاتها تشكل تهديدا لأمن واستقرار منطقة الشرق الأوسط من جهة والأمن والسلم الدولي من جهة أخرى ,إضافة إلى أن إسرائيل لاتلتزم بالتعهدات الدولية ذات الصلة والتي تضر بمعاهدة منع الانتشار , وأيضا بالجهود التي يبذلها المجتمع الدولي في هذا الصدد, والولايات المتحدة تدرك تماما ماتمتلكه إسرائيل من سلاح تدمير شامل ورغم ذلك لاتحرك ساكنا وكأن ذلك لايشكل تهديدا للأمن والسلم الدولي .‏

ويفيد عدد من الخبراء أن ظهور المفاعلات النووية وسعي الدول لامتلاك ذلك ستكون مطلوبة وخاصة في المناطق النائية والوعرة وفي الجبال وفي الصحارى ,والمفاعلات المتوسطة والصغيرة تصلح كذلك لتحلية المياه وذلك أمر مهم للغاية بالنسبة للعديد من بلدان آسيا وإفريقيا التي لديها منافذ إلى البحر لكنها تعاني من شح المياه العذبة , ويتم الحديث عن الآفاق الواسعة لاستخدام الذرة للأغراض السلمية بوصفه بديلا نافعا وأكثر نقاوة من الناحية الايكولوجية عن النفط والغاز والفحم , إلا أن بعض العلماء المتشككين يعتقدون بوجهة نظر مغايرة تماما , فهم يرون بأنه لاوجود لمفاعلات ذرية مأمونة بالكامل , وكل مفاعل منها يمكن أن يغدو مصدرا لخطر مميت , إضافة إلى اعتقاد البعض أن الإرهاب النووي يهدد العالم وهو يتلخص ليس فقط في صنع أو سرقة شحنات نووية , ويمكن أن تستخدم التكنولوجيا الذرية لمهاجمة المحطات الكهروذرية أو المراكز النووية الأخرى, وبالتالي يمكن أن تدفع البشرية نفسها إلى نفق نووي مسدود لامخرج منه ، ولا بد من القول إن تطبيق المعايير الدولية في الموضوع النووي يفترض أن تطبق على الجميع دون استثناء , ولكن مانلاحظه هو الانتقائية في تطبيق المعايير , وهذا مايؤكد أن الولايات المتحدة الأميركية تنطلق في استراتيجياتها في هذا الإطار وفقا لمصالحها بعيدا عن تطبيق المعايير الدولية .‏

إضافة تعليق
الأسم :
البريد الإلكتروني :
نص التعليق:
 

 

E - mail: admin@thawra.sy

| الثورة | | الموقف الرياضي | | الجماهير | | الوحدة | | العروبة | | الفداء | | الصفحة الرئيسية | | الفرات |

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية