تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر
طباعةحفظ


صرخة غونتر غراس وصمت عرب الجامعة !

شؤون سياسية
الأثنين 23-4-2012
بقلم: نواف أبو الهيجاء

غونتر غراس – روائي وشاعر الماني . حاز على جائزة نوبل للآداب عام 1999 وهو اليوم في الرابعة والثمانين من العمر . حين كان المحتلون الصهاينة يحاصرون المقاطعة وفيها الرئيس الفلسطيني الراحل ياسر عرفات وصل غراس إلى رام الله مع عدد من كبار الأدباء والشعراء العالميين تأييدا للحق الفلسطيني .

اخيرا نشر غراس قصيدة تحت عنوان: ( ما يجب ان يقال ) أثارت ثائرة الكيان الاغتصابي الصهيوني ومن يواليه من اساطين الصهيونية ورعاتها في الغرب الاستعماري . وكما توقع هو وكما توقع كل من قرأ القصيدة فإن المحتلين الصهاينة كانوا سيتهمونه بمعاداة السامية – كما هي عادتهم حين يوجه أي انسان انتقادا للكيان الصهيوني الغاصب ، وخاصة ممن تتحرك ضمائرهم الانسانية حيال شعب فلسطين واقتلاعه من وطنه ليقوم في مكانه كيان عنصري عدواني مقيت .‏

ماذا يقول غراس في قصيدته سوى الحقيقة او حتى جزء يسير منها وهي : ان الكيان الصهيوني عدو السلام في العالم بما يمتلكه من أسلحة او رؤوس نووية ؟ وماذا أيضا ؟ ينتقد النفاق الغربي الذي يحابي الكيان الصهيوني ويحميه بينما الغرب نفسه يحرض على شن حرب ضد دولة اخرى لاتمتلك السلاح النووي هي ايران ؟ وهو يؤكد في القصيدة انه سيتهم بمعاداة السامية وهوالذي حصل على لقب ضمير الشعب الالماني بعد الحرب العالمية الثانية – والدليل ان سبعين مدينة في المانيا شهدت تظاهرات مؤيدة له واستجابة لما جاء في القصيدة المذكورة .‏

ومع أن غراس الماني وليس عربيا فإنه نطق اخيرا بما ينبغي له ان يعلن – صرخة ضد ازدواجية المعايير الغربية .. صرخة حق في وجه النفاق الغربي . ولكن لصالح من كانت الكلمات وكانت معها ردود افعال الشعب الالماني الذي يدفع حتى اليوم ثمنا كبيرا لما يقال انها ( محرقة ) النازية ضد اليهود ؟ قيل في معرض الدفاع الغربي عن الكيان الصهيوني ان غراس كان يوما من شبيبة ( النازية ) – ولكن هذا ليس بالجديد فالرجل كتب أفضل رواياته ضد النازية وهو قد خبرها صغيرا في روايته المعنونة ( الطبل الصفيح ). بمعنى ان الصهاينة لم يأتوا بما يخل بماضي الرجل وبمواقفه من النازية . بل إنه هو الذي يتهم الصهاينة بالنازية الجديدة لما يفعلونه بشعب فلسطين وبتهديدهم الفعلي لسلام العالم وأمنه بما يمتلكون من رؤوس نووية .‏

السؤال هو : عدا عن ردود افعال عدد من الكتاب والصحفيين العرب أين هو الموقف العربي الرسمي من الكاتب غراس ؟ اين رد الفعل الفلسطيني ؟ ولماذا ينشغل عرب (الجامعة ) بحرب التهويل والتحريض ضد سورية وينسون ان فلسطين هي قضيتهم المركزية فعلا ؟ لماذا لم تدع السلطة الفلسطينية الى تظاهرات مؤيدة لغراس ومدافعة في الوقت عينه عنه وعن موقفه ليقول الرجل وهو في هذا العمر ان من دافع عن حقهم لم ينسوه وانهم خرجوا في تظاهرات مماثلة لتلك التي شهدتها مدن المانيا السبعين ؟‏

الحقيقة اننا نخسر من يقف معنا لاننا اليوم في شغل شاغل عن همومنا وعن قضايانا المصيرية اما في البحث عن عدو غير العدو الصهيوني كرمى لعيون الغرب الاستعماري خالق الكيان الصهيوني وراعيه والمدافع عنه والذي يمنع عنه العقاب بالرغم من المجازر والجرائم التي يقترفها في كل يوم بحق شعب فلسطين ومن ذلك جرائم الاغتيال والقتل والحصار المفروض على نحو مليون وثمانمائة الف انسان هم اهلنا في القطاع المحاصر وأما البحث في كيفية استقدام التدخل الاجنبي الاطلسي في شؤون بلداننا الداخلية كما تفعل قيادات ( جامعة الدول العربية ) منذ عدة اشهر ان لم نقل منذ عام .‏

من حقنا أن نتساءل اليوم عن موقف عرب الجامعة الفعلي من غراس كظاهرة وكموقف وخاصة اننا نتهم الصمت بأنه متآمر لأن هناك من رآى في قصيدته دفاعا عن ايران مع ان الرجل طالب بمساواة ايران بالكيان الصهيوني في فرض الرقابة على اسلحة الدمار الشامل النووية ولم يقل انه مع امتلاك ايران السلاح النووي بل قال: إنه يرى ضرورة فرض الرقابة على اسلحة الكيان الصهيوني النووية كما هي الحال مع ايران ؟‏

من حقنا ان نتهم ونقول: إن الجامعة – عفوا عرب الجامعة اتخذوا الموقف المتآمر من باب ( ان الصمت مؤامرة – وجريمة ) احيانا .‏

إضافة تعليق
الأسم :
البريد الإلكتروني :
نص التعليق:
 

 

E - mail: admin@thawra.sy

| الثورة | | الموقف الرياضي | | الجماهير | | الوحدة | | العروبة | | الفداء | | الصفحة الرئيسية | | الفرات |

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية