|
|
فرص عمل .. عين المجتمع و لكن ما لفتني أثناء سماعي لأحد هذه البرامج الإذاعية التي لا تخلو منها أي من المحطات ، هو السؤال الذي يكثر تكراره من شباب في مقتبل العمر .. هل هناك فرصة سفر تلوح بالأفق ؟ .. تساؤل يدور في أذهان الكثيرين ، و لعل العرافين أو علماء الفلك و الأرقام يطمئنون قلوبهم بعد أن فقدوا الأمل في الحصول على عمل ، و ملّوا الانتظار في أرتال العاطلين عن العمل المتزايدين يوماً بعد يوم .. الهدف بالنسبة لهؤلاء الحالمين هو .. السفر ثم السفر ، و كأن هناك في الضفة الأخرى من العالم ، تتحقق المعجزات و تترامى فرص العمل على الأرصفة أو توزع بالمجان ، و لكن المفارقة .. هل هي فرصة عمل لا تُعوض و تلبي الطموحات ؟ هم هنا في بلدهم يأنفون العمل بالكثير من الأعمال التي يعتبرونها دون مستوى طموحاتهم ، أو تلك التي لا تليق بهم كخريجين جامعيين ريثما تتاح الفرصة المناسبة ، هم هنا لا يعجبهم العجب و لا الصيام برجب ، يتأففون و يتململون .. يلومون و يعتبون ، و يوجهون أصابع الاتهام و التقصير إلى هذا و ذاك ، مطالبين بتحقيق المعجزات و خلق الملايين من فرص العمل على المزاج و المقاس ، و كأن الأمر كن فيكون !!.. أما هناك على أرض الأحلام ، لا يترددون في غسل الأطباق أو تنظيف الطرقات ، و لا يترفعون عن خدمة الآخرين و طأطأة الرؤوس و الانحناء ، يعملون بأي عمل يستكثرونه على وطنهم الأحوج ما يكون بعد الأزمة لسواعد أبنائه المخلصين ، الذين لا يبخلون بعلمهم أو جهدهم و قطرات عرقهم ، إلى من يعملون و يتفانون من أجل وطن لطالما قدم لهم الكثير ، إلى من يقدمون لا ينتظرون ماذا يمكن أن يقدم لهم ، فإلى كل الباحثين عن فرصة سفر ، تذكروا مقولة .. الرئيس الاميركي الراحل جون كنيدي : (انظر ماذا يمكن أن تعمل لبلدك ولا تنتظر ماذا يمكن أن يعمل بلدك لك ) .
|
||||||||||||||||||||||||||||||||||
