حيث يعرض خلالها أربعون فيلماً من أهم ما أنتجته سينما هوليوود عبر تاريخها الطويل، وتنتمي إلى تواريخ مختلفة وتحمل تواقيع مخرجين كبار .
افتتحت التظاهرة بالفيلم الأميركي (كاميلوت) إخراج جوشوا لوغان وهو من إنتاج عام 1967، والحائز على أوسكار أفضل تصميم فني وأفضل موسيقا، وهو من الكلاسيكيات الهوليودية الخالدة التي ناقشت أسطورة الملك البريطاني آرثر الذي يتعرض لمؤامرة تمس عرشه من خلال علاقة بين زوجته وصديقه لانسلوت . وتدور أحداث الفيلم ، في مملكة (كاميلوت) وتبدأ من قصة الأميرة جينيفيري التي يسعى والدها لتزويجها من أحد الأمراء، لكنها تتمرد على ذلك الزواج، وتهرب أثناء حفل الزفاف، لتلتقي مصادفة بآرثر، الذي كان يختبئ فوق الشجرة، ويراقب ما يجري حوله . كاميلوت تلك المدينة التي كان يحكمها ملك عادل، وكتب في وصيته ، أن يتسلم الحكم من بعده من يستطيع أن ينتزع ذاك السيف من قلب الصخرة .
وبالمصادفة، شاهد آرثر ذاك السيف ودون دراية منه بالوصية، حاول انتزاعه، ونجح في ذلك، لتكون النتيجة أن يعتلي عرش المملكة . ويحاول أن يشيع فيها الحق والعدل والمساواة، ويتزوج من الأميرة جينيفيري، ولكن بعد فترة يلتقي بالشاب البطل لانسلوت ليعتمد عليه في شؤون مملكته، ولم يكن يتوقع أن تنشأ علاقة بينه وبين زوجته، رغم تحذيرات الحكيم له، من أن ثمة رجل قوي سيقتحم حياته، ويكون القوي في البلاد . فيلجأ آرثر وبعد تفكير طويل ومعاناة نفسية شاقة إلى فرسان الطاولة المستديرة الذين ينقسمون بين الملك ولانسلوت لتكون النهاية هي الحرب ضد الصديق الخائن .
يعتمد الفيلم أسلوب (الفلاش باك) ويعود بالأحداث إلى بدايات حياة الملك وعلاقته بزوجته، بعد أن يلهمه الساحر ميرلين بأساس مشكلته من خلال قراءة تاريخ حياته بشكل صحيح، لتكون الحرب هي القرار الأخير الذي يتخذه الملك تجاه مأساته. وقد استطاع الفيلم أن يحافظ على ديمومته، لأنه يتطرق إلى نوازع النفس الإنسانية، وما يداخلها من الخير والشر، وهذا الصراع الأزلي، الذي يمتد لكل زمان ومكان، ورغم اختلاط الواقع بالأسطورة، تبقى الخيانة أمراً مرفوضاً، تحشد الجيوش لمقاومتها، وتبقى مصلحة البلاد والشعوب تحتل المكانة الأولى .