|
|
ما بين السطور رياضة نكاد لا نجد مسوغاً لحالة الركون التي يتخذها اتحاد كرة القدم ديدناً للتريث في تشكيل منتخب الرجال ؟! ولا نرى باعثاً لتسرب الوقت في رحلة اعداد عمادها الزمن والمحاولات الحثيثة للتسابق معه ؟! وكم سيكون مقنعاً لو غزا نفوسنا اليقين أن ما يتم طهيه على نار هادئة سينتج مائدة عامرة بما لذ وطاب ؟! وكم سيكون مبهجاً لو استكانت الأفكار للسعي الدؤوب في تسويق الرؤى الحالمة المتكئة على التطلعات والامكانات في آن معاً , والتي يتمخض عنها وليد شرعي لثنائية الواقع والأماني . كثيرون يبحرون في أعماق الممارسات والتصريحات الطنانة لمسؤولي اتحاد الكرة , في سعي لاستشفاف حقائق يرونها في المدى المنظور وقائع ماثلة للعيان , ورسم تصورات أولية لما تؤول إليه الأمور بعد وقت قصير , وفي الداخل قناعة تامة أن المقصود من كل هذا التريث والتأخير إعادة مدرب وطني بعينه إلى دفة القيادة , بعد استهلاك الخيارات البديلة المتاحة جميعها , وإثبات أن هذا المدرب لا غنى عنه في هذه المرحلة بالذات ! ولا مناص من إعادة تكليفه , بصفته منقذاً وخياراً استراتيجياً وحتمياً تفرضه كل الظروف والحيثيات !! وأن العلاقات الشخصية لم تتدخل في الاختيار ؟! ورب قائل إن الاتحاد يملك سلطة تعيين أي مدرب , ولا حاجة لسلوك الطرق الملتوية والمتعرجة لتحقيق هذا الهدف ؟! ولكن العارف ببواطن الأمور وظاهرها يدرك بداهة أن الشارع لا يتقبل فكرة العودة إلى الدفاتر القديمة المهترئة , كما أنه لا يهضم استرجاع ذكريات وأطلال دارسة , أو الخضوع إلى تجارب , أقل ما يقال عنها إنها ليست ناجحة !! لسنا ضد كوادرنا المحلية , بل على العكس تماماً , فثمة دعم معنوي وتشجيع لهؤلاء , بيد أننا نرفض أن تبقى كرتنا حقلاً للتجارب المعادة , ونهبى لتسديد الفواتير وتصفية الحسابات , وميداناً لإبراز العضلات وتسقط الأخطاء والهفوات .. وننتظر من اتحاد اللعبة النأي بنفسه عن هذا الصغائر والسفاسف , والتطلع لخدمة كرتنا ومنتخباتنا .
|
||||||||||||||||||||||||||||||||||
