لكن صمود وتضحيات الشعب السوري في مواجهة هذا الاحتلال بكل الوسائل المتاحة دفعت حكومات الانتداب المتعاقبة للرضوخ لمطالب الشعب من خلال السماح بإجراء انتخابات وقيام هيئات تمثيلية برلمانية في الكثير من المنعطفات التاريخية، انصياعاً لتوازن القوى على الصعيدين المحلي والعالمي الى أن زال الاحتلال وبدأت مع زواله مرحلة جديدة من الديكتاتوريات العسكرية التي ابتليت بها سورية في أواخر أربعينيات القرن الماضي وأوائل خمسينياته، فعلى الرغم من ان الانتداب في معاداته السافرة للنظام البرلماني والانقضاض عليه الا أن حسني الزعيم قد قضى على مجلس النواب بعد سنة ونصف من دورته الاولى، كما قضى الشيشكلي على الجمعية التأسيسية قبل ان تكمل عاماً من عمرها لكن وللحقيقة نقول إنه وعلى أكثر من اربعة عقود عاشت سورية وتعيش استقراراً سياسياً واقتصادياً واجتماعياً الامر الذي دفع بقوى الشر والعدوان للتآمر على هذا الاستقرار فأخذت هذه القوى العميلة المرتبطة بالمشروع الصهيو اميركي ببث سمومها تجاه الشعب السوري ومواقفه القومية والوطنية تجاه كل القضايا المصيرية وخاصة قضية فلسطين واستعادة ما اغتصب من الأراضي العربية من قبل الكيان الصهيوني، حيث شكلت سورية بمواقفها قوة ممانعة ومقاومة لكل مشروع يستهدف القضايا الوطنية والقومية، الأمر الذي أزعج أميركا والغرب ومعهما قوى عربية خليجية، لكن صمود الشعب السوري ووقوفه خلف قيادته أحبط المؤامرة وها هي سورية المتجددة تسير بخطا ثابتة في طريق الاصلاح والتطوير والتحديث في اطار تعددية سياسية وحزبية واقتصادية واجتماعية...‏