انظر!.... ما زالت الأزهار تعبق خلف الباب
اسمع... الأطفال يلعبون في الساحة
اسمع... نغمات الراديو تنساب من الشرفات
انظر.... لم تنسَ اليوم جارتنا العجوز إطعام حمائمها
والأرض تدور اليوم كما في كل يوم آخر،
لكني أتذوق اليوم طعم الوقت مركزاً أكثر من أي وقت آخر
لكن! مع الدموع في العينين ستصبح أعمى لن ترى الأشياء على حقيقتها
ما الذي جعلك حزيناً هكذا؟ فكل ما كان في السابق هو الآن مجرد ذكرى باردة
لا تسأل لماذا الذي حصل قد حصل فالبراءة الوحيدة هي ألا تفكر
ومع دموعك سترى الأشياء كأعمى.
امسح دموعك وأعطني يدك كولد صغير
انظر ما زالت النجوم تتلألأ في السماء
اسمع ما زالت العصافير تصدح بأروع الأغنيات
وكل ما جعلك حزيناً اليوم هو حلم قد مضى
أنا هنا بجانبك كي أمسح الحزن فلا تسمح للعالم أن يكون أكثر ظلمة
لكن سنقول وداعاً الآن بكل لطف كي نلتقي من جديد
وداعاً يا قطعة السكر التي أنستني طعم الحقيقة المر
وداعاً يا قطعة السكر التي جعلتني أحلق كالطير في سماء من دخان
وداعاً يا فنجان القهوة الذي اعتدت أن أرتشفه كل صباح
حان موعد الاستيقاظ من الغفوة الجميلة، للأسف دائماً هناك موعد لنهاية الحلم
تخيل لعبة القدر! حتى ساعتك الوفية غادرت هذا الصباح معصمي بكل هدوء
وغابت في زحمة المدينة، فجأة وجدت نفسي أنظر إلى يدي الفارغة منك
لقد عرفت هذه الساعة موعد الوداع فآثرت الرحيل دون وداع.
وبقيت لنا ذكريات حلوة لنجترها مع رياح الخريف النائحة،
والساعة كلانا لا يعرف جهة بوصلته التائهة،
لكن لا بد من أن يأتي اليوم الذي سنعرف فيه ما كان الاتجاه الصحيح.
عندها لن ينفع الكلام، فدعني أحبك بقوة الصمت فقلبي لم يعد طفلاً!
والحب وردة لا تذبل أبداً إلى أن يسود روحي السلام والسلام.