، وفي عينيه شموس وكواكب وأقمار وفي فمه بلابل وحساسين، وعلى صدره بحيرات ومروج وقد تدلت من أطراف أصابعه عقود من الآمال الخضراء تدغدغها وشوشات نسمات بللها الندى، فما إن وطئ عتبة داري حتى أعشب ساحاتها وكانت من قبل جرداء يابسة وما إن اجتاز العتبة إلى الداخل حتى أشرقت داري وكانت عابسة ورقصت حجارتها وكانت جامدة وعبقت بالطيب
أرجاء المكان، وما إن صافحته حتى امتلأ قلبي حبوراً، لكم وددت أن يقيم نيسان عندي إلى الأبد، لكنه ما كاد يسلم حتى راح يودع وعندما ودعني ناولني كأساً من الماء الزلال وقال: «اشربيها ففي شربها الري كله».