آلت الشكوكُ إلى حقيقة تؤلمني، حقيقة دخول والدتي غرفتي المتواضعة، تنقل جسدَها المنهكَ خطوتين نحو السرير، حطّت فوقه وملامح وجهها تتآكل .
كنت أنتظرُ فرصةً لأسرقَ كلمةَ من عينيها، تفرحني قبل أن تخرجَ من قوس فهمها الهزيل، كانت مساحاتُ التفكير ضيقةً، خشيتُ أن تكونَ اللحظاتُ المقبلة محملةً بحقائب الذعر ، تحسستُ قلبي يسابق دقاته.
عبثاً حاولت أن أسألَ أمي عن نتيجة الامتحانات،
ارتعشتْ شفاهي وما نطقت، همّت أمي بنطق الحروف ، ظننتها ستبدأ بحرف النون لأكون أسعد إنسانة في العالم ، لكنها بدأته بحرف الراء وأتبعته بالألف فالسين فالباء ... أدمْتُ النظر إلى أمي كما لو كانت حروفُ كلمتها خمسةَ شياطين استحضرتهم لي.
تعالت أصواتُ الجدران مثرثرة، تدعو إلى نفيي، وكان الخوف من ذلّ الرسوب أبدى شيئاً في ذهني ولا قدرة لي عليه . طوتني الأيام على ذلّ الخوف وأنا أبحث عن قشّة أحركُ بها دولابَ الأيام سنة إلى الوراء، أبتْ الأيامُ أن تكرّ إلى الوراء حتى في مخيلتي ، وتقدمتْ لحظةُ الخوفُ تقيّدني ، تدقّ في رأسي وتدقّ.