تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر
طباعةحفظ


مسير لاستكشاف وادي البلوطية

شباب
2012/4/23
لمى يوسف

كل يبحث عما يرّوح عن نفسه بعمل.. يبحث.. باكتشاف.. وشباب سورية يطمحون دائماً لإعطاء وقتهم قيمة مضافة، تنير مسير أيامهم، ويتنفسون الصعداء

معها في الهواء الطلق.. وكما في كل شهر تزرع جمعية “طبيعة بلا حدود” غراسها للحفاظ على البيئة واستكشاف الغموض في طبيعة أرضهم المثمرة دائماً بالعطاءات النادرة.. لذلك كانت وجهة مسيرها لهذا الشهر وادي البلوطية في بانياس..‏‏

عمق التاريخ‏‏

عن هذا المسير يقول رئيس مجلس إدارة الجمعية السيد حازم سليمان: نفذت جمعية طبيعة بلا حدود مسير استكشاف لوادي البلوطية الواقع إلى الشمال الشرقي من مدينة بانياس. شارك في هذا المسير أشخاص يتنوعون في خلفياتهم الثقافية والدراسية وفي انتماءاتهم الجغرافية، إذ قصد ذلك الوادي 127 شخصاً من خمس محافظات سورية /اللاذقية وطرطوس ودمشق وحمص والسويداء/. وقد دفعهم إلى ذلك المكان شغفهم بالطبيعة ورغبتهم في استكشافها من ناحية ومن ناحية أخرى الفرصة الكبيرة للتواصل وبناء علاقات اجتماعية جديدة.‏‏

متابعاً: مشى الجميع مسافة حوالي ثمانية كيلومترات حيث بدؤوا مسيرهم من وادي قرية الزللو وصولاً إلى وادي قرية البلوطية فقد تلاقى المشاركون عند ضفتي النهر وتحديداً عند نبع صالح وسبحوا في جداوله.. وتعرف بعضهم إلى طاحونة غانم الشيخ المائية التي قدم السيد أبو بسام مختار قرية الغرزية شرحاً وافياً عن هندستها وتصميمها وآلية عملها. ثم تابع الجميع مسيرهم صعوداً ساحة كرم الزيتون في قرية البلوطية ليودعوا نهارهم في قرية كل ما فيها من شجر وحجر وبشر يشير ويدل بقوة إلى أنها قرية ضاربة ومتجذرة في عمق التاريخ، وتعتبر بحق من أجمل قرى الساحل السوري. فمن التضاريس الرائعة إلى الغابة المختلطة بسحر مكوناتها إلى المروج الخضراء وكرم الزيتون في وسط القرية والذي يصل عمر كل شجرة من أشجاره إلى مئات السنين، ثم إلى عبق التراث في معصرة الزيتون اليدوية العتيقة ذات الباطوس الحجري والطنب الخشبي ، وكذلك الطواحين المائية التي كانت حتى فترة ليست بعيدة تعتمد على الطاقة المائية كطاقة نظيفة صديقة للبيئة في طحن القمح وإنتاج طحين الخبز.‏‏

سياحة بيئية‏‏

وأكد السيد سليمان قائلاً: إن مسير الاستكشاف هو أحد أنشطة السياحة البيئية التي تنفذها جمعية طبيعة بلا حدود على مدار العام وتهدف إلى: تعريف المشاركين بمنطقة طبيعية جديدة تقع في سلسلة الجبال الساحلية و اطلاعهم على بعض مكوناتها من نباتات وأزهار برية وحيوانات وتضاريس وينابيع وسواق وطواحين مائية. كما الترويج لسلوكيات بيئية حسنة تبدد الإساءة العفوية للطبيعة الموجودة بقوة بين أفراد مجتمعنا من خلال توجيه المشاركين للالتزام بعدم قتل أي نوع من الكائنات الحية. وعدم الإفراط في قطاف الأزهار البرية لنمنحها فرصة أكبر للتكاثر.‏‏

والحفاظ على الطبيعة من النفايات بل حملها في كيس خاص إلى المكبات الخاصة. والاحتفاظ بأعقاب السجائر في علب جيب صغيرة يحملها كل مدخن. وخلق شكل من أشكال الحراك الاجتماعي والتبادل الثقافي من خلال إفساح المجال للتعارف والتواصل بين المشاركين الذين ينتمون إلى ثقافات و نطاقات جغرافية متعددة و توجيه ذلك الحراك و لو جزئياً باتجاه خدمة قضايا البيئة و التنمية عموماً .‏‏

تساؤل‏‏

فُتن المشاركون في هذا المسير بعبق التراث وسحر الطبيعة ولكن كما العادة لابد من الشجون! التساؤل المشترك لكل المشاركين في ذلك المسير من أعضاء هيئة تدريسية في جامعتي دمشق وتشرين وأطباء ومهندسين وخريجين وطلاب جامعيين وفنانين ونشطاء بيئيين.. هو أين هي الجهات الحكومية من ذلك التراث الذي يندثر. ومن ذلك النهر الذي تلوثه مياه الصرف الصحي لقرية العنازة؟! أما من حلول؟! أم إنها وفي حال وُجدت لا يمكن أن تبصر النور إلا بعد سنوات طوال...‏‏

إضافة تعليق
الأسم :
البريد الإلكتروني :
نص التعليق:
 

 

E - mail: admin@thawra.sy

| الثورة | | الموقف الرياضي | | الجماهير | | الوحدة | | العروبة | | الفداء | | الصفحة الرئيسية | | الفرات |

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية