من أهمية متنامية لما تضطلع به الشجرة من دور في حماية البيئة والتخفيف من أخطار التصحر، ما يجعل من زيادة المساحات الخضراء والحفاظ على غاباتنا من الأهمية بمكان حتى تستنهض لأجله كل الجهود الخيرة.
ولعل ما يضفي على العمل التطوعي بشكل عام وحملات التشجير بشكل خاص أهمية أكبر هو الدور الذي بات يؤديه الشباب لهذه الغاية، من خلال حملاتهم التطوعية لزراعة الغابات وتجديدها بشكل مستمر، فضلاً عن الدور التوعوي الذي يقومون به للمحافظة على الغابة والعناية بالشجرة كرمز للخضرة والحياة.
في هذا الإطار تأتي حملات التشجير المستمرة التي تقوم بها شبيبة اللاذقية، والتي كان آخرها حملة التشجير التي أقامتها بمناسبة الذكرى ال 65 لميلاد حزب البعث العربي الإشتراكي حيث نفذ فرع الشبيبة في اللاذقية – مكتب التنمية والعمل التطوعي بالتعاون مع مديرية الزراعة (دائرة الحراج) حملة تشجير بمشاركة أكثر من 80 مشاركاً ومشاركة من روابط المدينة الأولى والثانية والشرقية لتشمل الحملة غرس حوالي 400 غرسة صنوبر ثمري في منطقة صنوبر جبلة – مشروع التربية والتنمية كما تضمنت حملة التشجير حملة نظافة شملت المنطقة، بالإضافة إلى محاضرة أدارها المهندس الزراعي صالح حمد في الهواء الطلق تحدث فيها عن أهمية الغابات وخاصة غابات الساحل.
الشجرة عطاء
* الدكتور محمد شريتح أمين فرع اللاذقية لحزب البعث العربي الاشتراكي وخلال مشاركته الشباب بحملة التشجير قال: لا شك بأننا اليوم في الذكرى الخامسة والستين لذكرى ميلاد حزبنا العظيم نقوم وبشكل تطوعي من قبل الفعاليات الاجتماعية في هذه المحافظة بتشجير المناطق التي تحتاج إلى ذلك من خلال فريق عمل كبير ودائم من أجل إظهار هذه المحافظة بأبهى صورة، فهذه المحافظة التي احتضنت فيها ثرى القائد الخالد حافظ الأسد، ستبقى دائماً باقية قلعة الصمود لكلّ العرب وبقيادة سيد الوطن الدكتور بشار الأسد.
وعن خصوصية العمل التطوعي أضاف أمين فرع الحزب: للعمل التطوعي آثاره الإيجابية الكبيرة على المستوى الوطني وعلى مستوى المحافظة، وهذا العمل الايجابي الذي يقوم به شبابنا في المجتمع له أثره الطيب حيث نشاهد اليوم تواجد الشباب بكلّ الأعمال التي تستقطب هذه الشريحة العمرية من خلال الأنشطة والندوات والملتقيات والحوار حيث نجدهم فاعلين على مستوى الممارسة الذهنية وعلى مستوى التواصل اليومي مع كلّ الفعاليات وكذلك على صعيد المهارة اليدوية والتي تجسّدت اليوم بزراعة الأشجار وكل ذلك من أجل إيصال الأفكار الطيبة في سورية إلى العالم.
* اللواء عبد القادر محمد الشيخ محافظ اللاذقية وخلال مشاركته لشبيبة اللاذقية حملة التشجير قال: الشجرة عطاء وربط الجيل بالأرض مهمة أساسية لنا، لأن الشاب متى أحب الأرض فإنه يدافع عنها ويحميها، ومحافظة اللاذقية مميزة بغطائها النباتي الأخضر لذلك علينا الحفاظ على جماليته وبالمقابل نكمله من خلال ربط هذا الجيل بالأرض بالشجرة وبمحبته لها لأن الشجرة عطاء وغذاء وظل وخضرة وتؤثر في الطبيعة وفي الطقس، وهؤلاء الشباب وهؤلاء الرجال الذين حولنا وما يقومون به هو تدريب لهم على المستقبل لحياة أفضل كي يبقى عملهم التطوعي عنواناً للألفة يتجسّد عملاً وعطاءاً وخيراً على الأرض.
تكريس لثقافة العمل التطوعي
* لورين الجردي أمين فرع الشبيبة في اللاذقية اشارت إلى أهمية تكريس العمل التطوعي كثقافة يومية يمارسها الشباب الذين أثبتوا دائماً على أنهم أهل للعمل التطوعي وأول من امتهن هذه الثقافة في المجتمع .. وقالت: هي ثقافة الاعتماد على الذات واستثمار جهود وخبرات ومواهب الشباب لتسخيرها في العمل الذي ينجح بهذه الحالة التطوعية والمشاركة المجتمعية بين الشباب،وثقافة التطوع المنتشرة في سورية وضمن منظمة اتحاد شبيبة الثورة هي دليل على رقي الفرد ورقي دور الشاب في مجتمعه.
* غضفان مخيص رئيس مكتب التنمية والعمل التطوعي قال: الشجرة تعطينا ولا تطلب مقابل عطائها وقد تعلمنا أن البعثي أول من يضحي وآخر من يأخذ، جئنا في ميلاد البعث نحن شبيبة الثورة لنزرع الشجرة ونضع حداً للاعتداء عليها.
وعن الأنشطة التطوعية التي نفذتها شبيبة اللاذقية أشار عضو قيادة فرع الشبيبة إلى أن حملات التبرع بالدم مستمرة وكان إطلاق بنك الدم الافتراضي بمبادرة من فرع شبيبة اللاذقية الذي يضم عدداً كبيراً من الشباب المتطوعين من كافة الزمر الدموية الجاهزين للتبرع فور اقتضاء الحاجة دعماً لمسيرة الإصلاح وجرحى الجيش والمدنيين.
مسؤولية مجتمعية
* المهندس الزراعي لؤي اسماعيل رئيس شعبة الإنتاج بمديرية الزراعة قال: نحن نشارك دائماً كافة الجهات بمواسم التحريج ومنهم منظمة اتحاد شبيبة الثورة التي نتشارك معها دائماً وهذه هي الحملة الثالثة التي نتشارك معها حيث نقدم لهم الغراس ونقدم المواقع بينما يقدمون هم المتطوعين الشباب الممتلئ بالحماس والطاقة والمتسلح بالوعي وبالمسؤولية وذلك حفاظاً على الغابات وعلى الغطاء النباتي وعلى الوطن.
* المراقب الحراجي ميمون أحمد: الشجرة بحد ذاتها مسؤولية كبيرة، لذلك علينا أن نوعي الشباب لأهمية الغابة وفوائدها السياحية والمناخية وبالمقابل نقوم بحمايتها، من هنا يجب أن نتشارك جميعاً بهذه الحملات التطوعية والتي تشمل تشجير وتحريج و تقليم وتهذيب الغابات من خلال عمليات التربية والتنمية التي نقوم بها بشكل دوري وسنوي للغابات بالإضافة إلى التشارك بحملات النظافة وفي كلّ المناطق، ونحن وبمجرد زراعتنا لشجرة فنحن نحصد ثمارها مسبقاً وزراعة الشجرة بحد ذاتها إنجاز كبير.
* المهندس الزراعي صالح حمد مسؤول إرشاد حراجي في دائرة حراج اللاذقية: نحن باستمرار نتشارك مع شبيبة الثورة بفعاليات متعددة سواء أكانت مسارح أو ندوات أو محاضرات أو لقاءات أو حملات نظافة و تشجير وعلى مدار العام حيث شاركنا أيضاً شبيبة الثورة بمشروع القرية الهدف والذي يتضمن في جانب منه حملات تشجير ونظافة وغيرها، وطبعاً من ملك الشباب ملك المستقبل، ومن شب على شيء شاب عليه لذلك نحن ننطلق إلى كافة الشرائح العمرية والمهنية لترسيخ هذه الفكرة، لذلك نحن نضع أيدينا وإمكانياتنا لنشارك الشباب حملاتهم التطوعية ونركز على حملات التشجير لأهميتها ولدور الشباب في تفعيل هذه الحملات للوصول إلى نتائج نحن بأمس الحاجة إليها عندما نرى غاباتنا وغطاءنا النباتي بأفضل حال.
التطوع اكتشاف للذات
* عماد الحايك، مصطفى منصور، رهف حسن مشاركون في الحملة قالوا: لم نتوان يوماً عن المشاركة بكافة النشاطات التي تحمل طابعاً تطوعياً لأننا من خلالها نجد ذاتنا ونحقق بعضاً من طموحنا في تفعيل طاقاتنا نحو فعل يخدم المجتمع والإنسان والوطن ونحن بذلك نحقق جزءاً من رسالتنا التي يجب أن نستمر فيها بالتعاون مع الآخرين نحو هدف واحد وهو بناء الوطن والدفاع عنه.
* براءة بوبو، علي عباس أكدا بأن حملات التشجير تجعلهم يتوحدون مع الطبيعة ومع اللون الأخضر فالشجرة ارتبطت بحياة الإنسان على الأرض منذ بدء الخليقة وحظيت باحترام الشعوب حظوة كبيرة بلغت حد التقديس ذلك لأنها تلازم الإنسان في احتياجاته اليومية طوال الحياة وكل الأديان السماوية ذكرت قدسية الشجرة واعتبروا أن المسؤولية في الحفاظ على الشجرة ليس فقط لحاجة الانسان للغابة بل لأنها عامل أساسي في التوازن البيئي، بالإضافة إلى أن حملات التطوع تجعلنا فاعلين في المجتمع ونحن قادرون على القيام بالكثير.
بدورهم غاندي داؤود، دانيال ديوب، أوضحا أنه لا يمكن إحصاء فوائد وأهمية الغطاء النباتي الطبيعي لأية بقعة من بقاع الأرض وذلك بسبب الفوائد الكثيرة المباشرة وغير مباشرة له حيث يعتبر الغطاء النباتي القاعدة الأساسية في الهرم الغذائي لكافة الكائنات الحية، ومن أهم النظم البيئية بما يحويه من كافة الأنواع النباتية لذلك فالشجرة تعد الرئة الحقيقية للطبيعة، فضلاً عما يوفره الغطاء النباتي للإنسان من الموارد الطبيعية التي يستخدمها في الغذاء و الكساء و الموارد الطبيعية الأولية واللازمة للصناعات الدوائية وخامات التصنيع والمواد الأولية.
واعتبر الشباب أن العمل التطوعي بات جزءاً من سلوك وقيم الشباب وخاصة إن كان العمل التطوعي تجاه البيئة فالمسؤولية أكبر.
حملات متواصلة
حملة التشجير هذه لم تكن الأولى من نوعها فقد سبق وأن قامت شبيبة اللاذقية بحملات تطوعية وذلك تأكيداً على الحضور الفاعل للشباب في المجتمع فقد نفذ فرع الشبيبة في اللاذقية بالتعاون مع مديرية الزراعة حملة تشجير في رأس البسيط بمشاركة 70 شاباً وشابة زرعوا خلالها حوالي 600 غرسة صنوبر مثمر وسبق هذه ذلك حملة أخرى حيث شجّر الشباب بالتعاون مع المحافظة بمناسبة عيد الشبيبة موقع بيت حليبية التابع لمشقيتا.
وكان العام الماضي حافلاً بحملات التشجير على مدار العام حيث قام الشباب بتشجير القرية الهدف في البهلولية، وتشجير مقر المخيمات التي نفذت نشاطات مكاتب فرع الشبيبة فيها، كذلك تمّ تشجير العديد من ساحات المدارس، كما شملت الحملة تشجير الغابات المحروقة في جبال البسيط، مع العلم أن حوالي 1500 شاب وشابة ساهموا في حملات تشجير العام الماضي حيث زرعوا 15ألف غرسة خلالها».
وفي سياق الحملات التطوعية أطلقت شبيبة اللاذقية خطة لنشر ثقافة الطاقة الخضراء، وترشيد الطاقة الكهربائية، وتقليل الهدر المائي بالتعاون مع مديرية الكهرباء والمياه والصرف الصحي، وهناك خطة للتعاون مع مديرية الزراعة- تنمية المرأة الريفية- لإقامة دورات تفاعلية تتوجه للشباب من الشريحة العمرية 20 وحتى 35 عاماً وذلك لبلورة أفكار الشباب فيما يخصّ تأسيس مشاريع ريفية صغيرة، كما يجري العمل على ورشات تثقيفية صحية بالتعاون مع مديرية الصحة وجمعية تنظيم الأسرة، حيث ستشمل المواضيع الصحية»المخدرات/التدخين/ السكري/ صحة المراهقين/مقاومة ضغط الأقران/أمراض الكبد» بالإضافة إلى حملات تطوعية للنظافة، وتنفيذ ورش في قانون السير والسلامة المرورية بالتعاون مع فرع المرور وبعض الجمعيات الأهلية المهتمة، بالإضافة إلى ورشات التخفيف من مخاطر المدن وإدارة الكوارث.