تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر
طباعةحفظ


غاب بصرها.. لكنها حاضرة البصيرة..الشابة إخلاص حلاق في المرتبة الثانية على مستوى محافظتها في الأولمبياد العلمي

شباب
2012/4/23
علي جهاد سرحيل- اللاذقية

تعيش بيننا ،نراها بجمالها ولطفها وذكائها ولا ترانا ...تقدم عبرة للغير وتترجم كيف يستطيع الإنسان الخروج

من سواد عينيه إلى نور النجاح والتفوق والنجاح.. إنها إخلاص حلاق فتاة بعمر 15 عاما ..قدمت للناس معجزات وغيرت نظرة من حولها إلى المكفوفين ..الطالبة الحائزة على المرتبة الثانية على مستوى المحافظة في امتحانات الأولمبياد العلمي السوري في محافظة اللاذقية ..في هذه المساحة نتابع تفاصيل المشهد:‏‏

تحديت الإعاقة‏‏

تقول إخلاص: شعرت بالحماس للمشاركة ولم تكن إعاقتي مانعاً عن المشاركة، تقدمت بطلب انتساب إلى الامتحان ..ونتيجتي الأولى على مستوى مدرستي(يوسف نداف)، والثانية على منطقتي وأنا من سكان الرمل الشمالي، كل أصدقائي أصبحوا أكثر فخراً بي وكذلك أهلي الذين لم يتركوني أبداً، لم أكن أتوقع أن أصل إلى الفريق الوطني لمحافظة اللاذقية وأحقق حلمي في النجاح والتفوق.‏‏

وأضافت: كنت أسمع الأسئلة أثناء الامتحان من المدرس المساعد وأقوم بقول الإجابة ويكتبها المدرس الثاني على ورقة إجابتي والحمد لله كانت نتائجي رائعة، كنت في وقت الامتحان أتخيّل السؤال في شيء من الخيال الذي عندي، وأشكر الله على التوفيق...‏‏

أمل جديد‏‏

في عمر السنتين أصيبت إخلاص بالحمى التي أدت إلى فقد البصر بشكل تدريجي بعد عدة عمليات مضنية أتعبت كاهل إخلاص وأهلها، وأدت إلى مشاكل في الوزن حيث ازداد وزن إخلاص بشكل كبير بسبب الأدوية التي اتبعتها في علاجها، وفي عام 2002 تقول إخلاص: دخلت في غيبوبة لمدة ستة أشهر ولكن بعد ذلك والحمد لله على كل شيء بدأت بتحريك أطرافي ولساني وعندما فتحت عيني سألت عن الضوء ظناًً مني بأنه غير مفتوح، ولكن كنت قد فقدت البصر كلياً... وتتابع: رغم ذلك لم أيأس فقمت بدراسة التاسع ونجحت ودخلت العاشر باندفاع، وحتى الآن إلى أن أصبحت في الفريق الوطني لمحافظة اللاذقية وتقول: أنا سعيدة بالاجابة لأن أصدقائي وأولاد الجيران عادوا إلى المدرسة بسببي أنا، ولأني أشعلت فيهم الأمل من جديد.‏‏

وقالت: لقد حظيت بالرعاية الرائعة من المهتمين والمتابعين، ولكن أواجه مشكلة في دراستي المدرسية وهي مع كتب الصف العاشر فهي لا توجد على كاسيتات بطريقة السؤال والجواب، الدراسة عن السيديات المرافقة للكتب لا تقدم نفعاً لمن هم بحالتي.‏‏

وعندما سألت إخلاص عن كلمة تودعنا بها أملاً بلقاء آخر ....قالت: يوجد شعور لم أستطع أن أعبّر عنه وهو حينما وصلني الخبر بأني من متفوقي المحافظة، ذلك الشعور الغريب الرائع الذي أتمنى أن أحس به مرة أخرى عندما أكون في الفريق الوطني الذي سيمثل أمي الغالية وبلدي الحبيب سورية، أنا صحيح فقدت بصري ولكن بصيرتي معي والله معي، و أتمنى أن أقدم الشكر لكلّ من ساعدني ولكل المحبين...‏‏

إضافة تعليق
الأسم :
البريد الإلكتروني :
نص التعليق:
 

 

E - mail: admin@thawra.sy

| الثورة | | الموقف الرياضي | | الجماهير | | الوحدة | | العروبة | | الفداء | | الصفحة الرئيسية | | الفرات |

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية