نقرأ الفجرَ ونسألُ عن أبناء ليله ونهاره؟
ونسمعُ روايات تتحدث عن قدّيسٍ مازال البحثُ عنه جارٍياً..
يُسمّى «الفجر» حكايته تُكتبُ بأقلامٍ مازال ينسكبُ ودّها..
حبرها نحن, وذاك النداء الأزليّ إذ كتبنا عشقه فوق مفاتن الشمس, كتبنا لغاته شيء يشبه ديجور الأزمان.. يشبه الوقت الذي يستريح على حوافي الدهر, أوبين معلقات الأزل ِ, نقرأه سِفرا من الأيام, يُعتّقُ خوابي الجمال, يُعتّقها قمحاً وشعراً..
يعتّقها قصص تشتاقُ إلى برتقال الحياة, وإلى طينة الألباب.. تشتاقُ مواسم تنبض جمالاً, تنبضُ محبةً.. والسؤال الذي مايزال يسأل هل نحن أبناء الفجر حقاً.. وهل نحن عشاق وقته بالفعل ؟
هل نحن أمناء على عظمة سرّه,على ذلك الشيء الذي يقارب تراتبية الوجود كلّه, يقاربُ تراتبية النطق الأجمل, أوالأوحد, نُطق العشاق, «عشاق الحياة ربّما» أوعشاق الفجر
بناة حلمه القائل «إنيّ على موعدٍ ينتظر الجمال, ينتظر الإبحار إلى حيث اللانهاية».
إنيّ حكاية تُشبه عجوز البحر وطينة الإبداع, ومواجهة الأقدار
حيث كتابه الأول.. ومقولة الفجر إذ قال: إنيّ أرنولمن يدور من حولنا ويقول جازماً: لا تقول: تعثّرتُ بصخرة الزمن, تعثرتُ بها, وضاق عليَّ الأفق, كطفلٍ يبحثُ عن عناوين الزمان والمكان.. يبحثُ عن قمحٍ يُفسرُ له ما جرى, حتى إذ تهادى بنا المركب في بحور هائجة التلاطم, بحورها تغرق الكلمات إذ تقول: ويا ظلام الليل أوالزّمان لا تهتدي إلينا ولا تُخيّم عندنا..
فنحن أبناء الحياة, نحن عشاق فلسفتكَ, فلسفة الجمال وعظمتها ولكن هل نستطيع الاستلهام من بيارق وعدكَ.. من ترميز لغتك؟ من بيارق منسوجة لأجلكَ..
نحن من يوقظ علائم الشروق في كلّ لحظة, ويستودع جماله وسرّه, يستودع سرائر ودّه المعهودة, إذ أخفق جمالُ الوجود بدفء ورقّة أشيائها..
نحن من يوقظ غفوة الأزمان ويقول: (وإنما الأقدار تستوي مراكبها بمقدار الأفعال).. هناك رأينا عجوزاً تقارب دمع الأزمان عمراً, تقاربها وجعاً.. كانت تخبزُ من الأيام صبراً, قرأنا على جبينها: إنها أضاعت طفلاً يسمّى فجراً, كانت تبتسم قائلة: لماذا لا تستطيع ذواتنا التبسّم مع قدوم كلّ فجر؟
ومن ذاك الذي يوقظ الفجر بذات كلّ منا؟
كانت تقصدُ فجر التحدي والوصول إلى ذاك المبتغى.. الوصول إلى شواطئ صفحاتها ناصعة البياض والأماني.. تُسجل عليها نبوءات جديدة, جُملها تعوم على وجه ما, يعوم ُ ويبحثُ عن إعرابٍ ما.. كانت تقصد أن نستلهم من الفجر قصة حياة, مرساة حلمها القلم والمعول, ونافذتها الشروق على ما كلّ هوجديد..
هذه هي الشموس أوالفلسفات التي نبتغي أن تشرق علينا..
في كلّ فجرٍ.. ونكونُ نحن عشاقه «عشاق الحياة» عشاق النبالة التي تُرتجى رغم ما جرى, عشاق ذاك القديس الذي يوجد في مكانٍ نسكنه جميعاً.. «عشاق روايته المُثلى» نكتبها بأقلامنا نحن
ونكون أبطالها الحقيقيين..
«نعشقه» ونمتلك خصوصية الشروق بمعناه الترميزي وما أجمله!
حتى نستحق بالفعل لقب «أبناء الفجر»..