وأكثر هذه الصور حضورا تلك الزهرة التي تشق الصخور لتنبت رغم قسوة الحجر الذي يحيط بها والجفاف الذي ألم بها.
نعم إنه إيقاع الحياة الذي يولد فينا كل يوم لتكون بداياتنا الجديدة أكثر إشراقا وقوة، ومن يتابع المشهد الاجتماعي والثقافي في سورية لابد سيدرك كم يتمثل هذا الإيقاع صورة حية تنبض بالعمل والجد والمتابعة حتى لتخالنا خلية نحل لاتمل جني العسل في جرارها الخالدة.
والتزامن اللافت الذي يجمع بين فعاليات عديدة تفصلها عن بعضها بضعة أيام، ربما هي مؤشر يثلج الصدر، مثل افتتاح معرض دمشق الدولي بأنشطته وفعالياته وحضوره على الساحة المحلية والعربية والدولية، ومايرافقه من برنامج فني غني يحكي عراقة هذا البلد وأصالته، ويقدم من دمشق إلى العالم رسائل المحبة والسلام في دعوة إلى ثقافة حضارية تحجب كل ثقافات الإرهاب والتطرف التي حاولت أن تعيث الفساد في البلاد الآمنة.
و التحضيرات لافتتاح معرض الكتاب الدولي الذي تحتضنه مكتبة الأسد الوطنية في منارات تجمع فيها ثقافات العالم ونتاجاتهم من أجل مستقبل يرتقي بالوعي والعمل والبناء الإنساني المتحضر.
وفي الآن نفسه يستعد أبناؤنا الطلبة لاستقبال عامهم الدراسي الجديد على إيقاع انتصارات جيشنا العربي السوري في غير بقعة من وطننا سورية يحدوهم الأمل ليكونوا جنبا إلى جنب مع من يحمي براءة طفولتهم من خلال تفوقهم وإعلاء شأن بلادهم بالعلم والثقافة والتفوق.
هي سورية بكل ماتملك من شغف الحياة وإيقاعها الحي، تنبت في كل يوم زهرات يانعة تقاوم تحديات الزمن وصراعاته التي تزيدها قوة وإصرارا على متابعة مسيرتها ودورها على الساحة العربية والدولية، سلاحها الثقافة والصمود والتضحيات.
لقد وعى السوريون حقيقة المؤامرة المحاكة ضد وطنهم سورية، فوحدوا الصفوف وتعالوا على جراحاتهم وبدؤوا رحلة البناء بالمحبة والعيش المشترك تحت سقف الوطن وشمسه التي لاتغيب.