فاستعادة الجيش العربي السوري لآلاف الكيلو مترات من الأراضي التي كانت تسيطر عليها المجاميع الإرهابية وتطهيره لعشرات البلدات والقرى التي كان يحتلها الارهابيون و بهذا الوقت القياسي وفي هذا التوقيت تحديداً، حيث الولايات المتحدة والنظام التركي يتسابقان ويلهثان لفرض واقع احتلالي على الأرض السورية، يعد انتصاراً كبيراً لدمشق وحلفائها من شأنه أن يبعث برسائل حاسمة الى أطراف الإرهاب، لاسيما تلك الأطراف التي لاتزال تراهن على دعم الإرهاب وحمايته من أجل تحقيق مشاريعها وأهدافها الاستعمارية في سورية والمنطقة.
الرسالة الأهم التي يتوجب على تلك الأطراف قراءتها وفهمها جيداً هو أن دمشق غير معنية باتفاقاتهم ومشاريعهم لأنها خارج السياق التاريخي لإرادة السوريين الذي لطالما أثبتوا أنهم أقوى من كل الغزاة والمستعمرين وأنهم شعب لا يزال يصنع المعجزات ويصارع المستحيل ويصرعه في ميدان البطولات والتضحيات.
ما هو مؤكد أن التطورات الميدانية المتسارعة سوف تضيف الكثير إلى عناوين المرحلة في ظل الانهيارات المتدحرجة لمنظومة الإرهاب برمتها، وهذا بدوره سوف يضع أطراف الإرهاب أمام خيارين لا ثالث لهما، إما الاندفاع إلى الحل السياسي وفي أسرع وقت ممكن، خاصة ونحن على مسافة أيام قليلة من قمة ثلاثية للدول الضامنة لمساري آستنة وسوتشي، وإما الانتحار والاندفاع نحو السقوط في الهاوية .
مجدداً يبدو المشهد مفتوحاً على كل الاحتمالات في ظل القرار السوري الواضح بحسم كل الملفات العالقة في الشمال السوري، وهذا يؤكد أن الأمور قد وصلت إلى لحظة الحسم التي باتت تفرض تداعياتها وارتداداتها على الأرض.