ولئن ألقى الرئيس أوباما خطابه في القاهرة ليمديده للعالم الإسلامي، فثمة ضوء أخضر من اليهود الأميركيين، وقد ثمنه عالياً كل من جيفري غولد برغ، وروجر كوهين، ورام عمانوئيل ودافيد إكسلرود أما ماراي بيرتز وشال روتمار فقد مقتا ذلك الخطاب.
وقدم أوري نير من حركة السلام الآن برهانا ساطعا على ما تقدم، من خلال استطلاع للرأي مازالت نتائجه سرية، وأشار إلى أن النساء والديمقراطيين على وشك القطيعة مع إسرائيل.
ونشرت الإذاعة الإسرائيلية تقريرا صباح 17 حزيران يبين أن ثمة استطلاعاً بينت نتائجه أن هناك هبوطا حادا في عدد الأميركيين من الذين يعتقدون أن إسرائيل تريد السلام.
فهل هذا الهبوط ناجم عن مجانبة الرئيس أوباما لإسرائيل، وعن أن الشعب الأميركي ينصت لرئيسه؟
وقد أجرت هذا الاستطلاع منظمة «المشروع الإسرائيلي» التي تعمل على غرار آيباك ومجمل اللوبيات الصهيونية في الولايات المتحدة.
وبحسب أوري نير، فإن مراسل الإذاعة الحكومية الإسرائيلية في واشنطن ناثان نحوتمان حصل على نتائج استطلاع حديث لم ينشر رسميا، أجرته منظمة المشروع الإسرائيلي التي تعمل على تحسين صورة إسرائيل في الولايات المتحدة.
ودأبت هذه المنظمة على إجراء استطلاعات رأي، طالبة من الأميركيين المدرجين على لوائح الانتخابات أن يجيبوا عن اسئلتها، وكانت نتائج استطلاعاتها التي نشرت، تبين باستمرار وبمستوى ثابت تقريبا دعم المواطن الأميركي لإسرائيل على افتراض أنها دولة تسعى إلى السلام. ولكن هذا الدعم تغير اليوم رأسا على عقب، إذ إن رئيس الوزراء الاسرائيلي نتنياهو يرفض أن يبحر على مركب الرئيس أوباما الذي يتجه نحو حل الدولتين، وهذا التغيير الجذري في نتائج الاستطلاع هو ما حدا بمنظمة المشروع الإسرائيلي إلى عدم نشر النتائج.
وبحسب الاستطلاع الذي أجري على عينة مهمة نسبيا (800 ناخب مدرجين على اللوائح الانتخابية) بين 9 و11 حزيران تبدى هبوط بمعدل 20٪ في عدد المستطلعين الذين يرون أن إسرائيل تريد السلام. وهذه هي المعطيات:
السؤال : إلى أي درجة ترون أن حكومة نتنياهو تبحث عن السلام مع الفلسطينيين وما مدى جديتها؟
والسؤال نفسه طرح في كانون الأول 2008 وفي آذار 2009 وكانت النتائج بين التاريخين متشابهة، وأجاب آنذاك 66٪ أن إسرائيل تبحث عن السلام بصدق ، أما الذين اعتبروها لا تريد سلاما فبلغت نسبتهم قرابة 30٪.
وفي حزيران 2009 ، وعلى ضوء تباعد وجهات النظر بين أوباما ونتنياهو، والخلاف المفتوح بينهما، حول السلام الفلسطيني الإسرائيلي، فإن 47٪ فقط من المستطلعة آراؤهم أجابوا أن إسرائيل تبحث فعليا عن السلام، مقابل 39٪ كانت إجاباتهم على النقيض من ذلك. وهكذا فنحن أمام انخفاض مهول في نسبة الأميركيين الذين يؤيدون دعم الولايات المتحدة لإسرائيل.
وهذه النسبة انخفضت من 71٪ في آذار 2008 (فترة أنابوليس للسلام) إلى 44٪ فقط اليوم.
وأعلنت الإذاعة الاسرائيلية أن منظمة المشروع الإسرائيلي اعترفت بصحة الاستطلاع وصحة نتائجه، ولكنها قالت إنها غير نهائية.
وأعلنت وكالة نوفوستي للأنباء أن نتائج الاستطلاع أرسلت سرا إلى عدد محدود من الأشخاص في الولايات المتحدة وإسرائيل.
وثمة مصدر آخر نشر هذه المعلومة وأشار جازماً إلى أن ثمة هبوطاً لافتاً في نسبة الناخبين رجالا ونساء في الحزب الديمقراطي، من الذين يدعمون إسرائيل، وأن المشرفين على الاستطلاع قرروا عدم نشر نتائجه بسبب الطابع السلبي للغاية الذي قد يرتبه على إسرائيل.
بقلم: فيليب ويس