تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر
طباعةحفظ


لـدى الذكــور أعلـى من الإناث... التشــوُّهات الولاديـة أول أسـباب وفيات الرضع...في سورية .. انخفاض وفيات الرضع 48٪

تقارير
الأربعاء 24-6-2009م
ميساء الجردي- براء الأحمد

لأول مرة في سورية

بعد أن تابعنا هذا الموضوع مع المعنيين تبين ومن خلال دراسة ميدانية أجريت لأول مرة في سورية حول أسباب وفيات الأطفال دون الخمس سنوات وتناولت معدل وفيات الولدان: أن هذا المعدل بلغ 8.78 لكل ألف ولادة حية، في حين بلغ عدد وفيات الرضع 15.5لكل ألف ولادة حية.‏

وبحسب ما أشار إليه الدكتور نضال أبو رشيد من مديرية الرعاية الصحية الأولية: حققت سورية انخفاضاً واضحاً في معدلات وفيات الرضع بين عامي 1993 - 2001 بنسبة 48٪ وصولاً إلى انخفاض وفيات الأطفال إلى 18 بالألف عام 2006 إلا أن الدراسة الحالية التي قدمتها وزارة الصحة بالتعاون مع المكتب المركزي للإحصاء ومنظمة اليونيسف تعتبر أضخم دراسة أجريت في سورية حتى الآن، حيث أوضحت النتائج وجود أسباب جديدة للوفيات وخاصة وفيات الولدان والتي شكلت 50٪ من عدد الوفيات بينما 12٪ لمن هم دون الخمس سنوات و 38٪ لمن هم فوق الأربعة أسابيع ودون السنة وذلك مؤشر للتركيز على البرامج الصحية ولاسيما الوقائية منها في فترة الوليد.‏

وتعتبر معدلات الوفيات من المؤشرات الصحية العامة التي تعكس مدى تقدم الوضع الصحي والطبي لدينا ولكن عندما تبين الدراسة حدوث 60٪ من إجمالي الوفيات حدثت في المستشفى فإن ذلك يؤكد عدم الاقتصار على المستشفيات في تحديد أسباب وفيات الأطفال وأن هناك أسباباً أخرى تتعلق بالرعاية الصحية الأولية للأم الحامل وبالجانب الاجتماعي والثقافي والاقتصادي للأسرة وحالة الطفل بعد الولادة من وزن أو قصة مرضية أو تشوهات، ومن هنا يؤكد الدكتور نضال في تقريره حول الدراسة ضرورة إعطاء الأولوية للبرامج التي تهتم بالرعاية الصحية وإجراء دراسات حول التشوهات الولادية بهدف الوقاية لأن حدوث هذا الأمر المحزن في الأسرة هو انعكاس لعملية التنمية الشاملة.‏

الخدمة الأقرب بالجودة الأعلى‏

أهم ما ميز هذه الدراسة أنها حددت معدل وفيات الولدان بشكل دقيق ولأول مرة في سورية من خلال جمع البيانات حول عدد الولادات في السنة الماضية وعدد الوفيات من الولدان خلال نفس الفترة.‏

الدكتور عماد الدقر - معاون وزير الصحة قال: أتت هذه الدراسة بعد عدة دراسات كانت بداياتها منذ عام 1996 حين أجرت وزارة الصحة دراسة حول الوفيات عند الأطفال دون الخمس سنوات من العمر فكانت النسبة 44٪ من الوفيات بين الولدان، أما الخدج 33٪ ونسبة الرضوض الولادية 30٪ وبين الرضع من 1- 11 شهراً شكلت التشوهات الولادية السبب الرئيس للوفيات 24٪ والحوادث كانت السبب الرئيس لوفيات الأطفال بين 1 -4 سنوات وقد أعيدت هذه الدراسة عام 2001 وكانت النتائج مشابهة، وحالياً بينت هذه الدراسة أن 50٪ من وفيات الأطفال دون الخمس سنوات متعلقة بالولدان وكان السبب الرئيس للوفيات بينهم هي التشوهات الخلقية بنسبة 29.4٪ وتلاها الخدج 23.9٪ ولدى الرضع 21.7٪ منها تشوهات خلقية ونسبة الحوادث 31.25٪ لأطفال من عمر 1-4 سنوات.‏

برامج وخطط‏

ويضيف د. الدقر: لوحظ ارتفاع نسبة الوفيات لدى الولدان خلال الأيام الأولى من الولادة وحالياً برامج انعاش الوليد ومشافي صديق الطفولة وبرامج رعاية الحامل ورعاية الوليد تحاول التأثير بشكل ايجابي لخفض تلك النسبة، إضافة إلى تعزيز برامج الممرضة والقابلة الزائرة للأمهات في المنازل، ولدينا برامج مشافي صديق الطفولة نحاول تطبيقها في مشافي التوليد وهناك معايير عديدة يجب أن تطبق وتخضع لها كل مشافي التوليد وأهمها وجود الكادر المؤهل للتعامل مع الطفل وكادر خاص لإنعاش الوليد إضافة إلى وجود الأطباء بشكل دائم والخدمة الجيدة على مدار اليوم، وقد توجهنا لبرامج مشافي صديق الطفولة لزيارة كل مشافي التوليد في جميع محافظات القطر وأن يعمل على هذا الاتجاه وتدريب الكوادر وتشجيع موضوع الإرضاع الوالدي والتركيز عليه لأنه يجنب الطفل الكثير من الانتانات والتي هي من أسباب الوفيات.‏

وقد اعتمدنا اللامركزية في شعارنا الحالي ونريد أن نصل بالمواطن بخدمة أقرب له وبالجودة الأعلى، وقد أصدرنا التعليمات إلى كل مديري المشافي لضرورة التركيز على موضوع الخدمات للمواطن.‏

ولكن يبقى التساؤل لماذا يهرب المواطن من خدمة مجانية إلى خدمة مأجورة؟.‏

ضرورة الاهتمام‏

وزعت الوفيات حسب الخصائص الرئيسة للأطفال إلى ثلاث فئات عمرية الأولى وفيات الولدان والتي بلغت 112 وفاة دون 28 يوماً والثانية للرضع من عمر الأربع أسابيع ودون السنة وبلغت 86 وفاة، أما الثالثة لوفيات الأطفال بعمر السنة ودون الخمس سنوات فبلغت 26 وفاة.‏

وحسب هذه الأرقام لابد من إجراء وتقديم الكثير من الخدمات والتركيز على تلك الفئات العمرية ولاسيما الوقائية لإنقاص تلك المعدلات والتركيز على البرامج الصحية وتقديم الرعاية الوالدية بكافة مراحلها قبل وأثناء الولادة وأثناءها وبعدها لأنها تلعب دوراً مهماً في الوقاية من حدوث الوفيات ولاسيما لمرحلة الولدان والتي كانت بنسبة 50٪ وأكثر من ثلث الوفيات حدثت في اليوم الأول بعد الولادة.‏

أكثر لدى الذكور‏

أما وفيات الأطفال الرضع فقد شكلت نسبة 76.6٪ من وفيات الأطفال وحدثت لدى الذكور بنسبة أكبر من الإناث وبحدود 53.6٪ ونسبة الوفيات في الأرياف والقرى أكبر من المدن والمناطق الحضرية، واعتبرت الأرياف مناطق الخطر العالي وكانت 25.4٪ من الوفيات في المناطق الحضرية، إضافة لهذا ثلثا حالات الوفيات بالفئات العمرية الثلاث كانت في المحافظات الشرقية والشمالية (حلب، ادلب, دير الزور والرقة والحسكة) وبنسبة 69٪ وشكلت نسبة الوفيات في تلك المحافظات نصف وفيات الأطفال، وهذا يدل على ضرورة التوجه إلى تلك المناطق وتقديم كل الدعم والبرامج الصحية.‏

الحالة التعليمية وزواج الأقارب‏

لا يمكن إغفال دور زواج الأقارب في زيادة نسبة التشوهات لدى الأطفال وبالتالي زيادة نسبة الوفيات، حيث تبين أن 55.9٪ من الأطفال تواجد علاقة قرابة بين الأبوين وهذه النسبة تفوق بكثير النسبة الموجودة بين العامة وأعلى نسبة فيها كانت في فئة الأطفال الرضع.‏

والمستوى التعليمي لعب دوراً في ذلك، فكلما ارتفع المستوى التعليمي للأمهات تناقصت نسبة الأطفال المتوفين في الفئات العمرية الثلاث ويظهر هذا في الفرق بين الريف والحضر.‏

اعتبارات أخرى‏

الظروف الاقتصادية والاجتماعية لأسر المتوفين لعبت دوراً مهماً، وتم توزيع الوفيات حسب بيئة الطفل المتوفي كمصدر مياه الشرب وحسب مصدر الطاقة ونوع النار المستخدمة في المنزل وحسب نوع مادة أرضية المنزل وعدد الغرف الموجودة فيه، وتبين أن أكثر من نصف أسر الأطفال المتوفين تستخدم الأنابيب كمصدر لمياه الشرب و40٪ تستخدم الغاز كمصدر للطاقة و40٪ تستخدم موقداً مكشوفاً في المنزل و40.4٪ تستخدم البلاط كأرضية المنزل و40.4٪ من الأسر لديها غرفة واحدة فقط.‏

30.7٪ حوادث‏

وبالتدقيق في نسب وفيات الأطفال من عمر 1-5 سنوات تبين أن وفيات الأطفال بسبب الحوادث كانت النسبة الأكبر وبحدود 30.7٪ من إجمالي الوفيات في هذه الفئة وتساوت نسبة الوفيات بسبب الإسهالات والانتانات التنفسية وبحدود 7.7٪.‏

أسباب جديدة للوفيات‏

تعطي النتائج والاحصائيات السابقة دليلاً على وجود أسباب جديدة مسؤولة عن وفيات الأطفال بعد أن أصبحت برامج التلقيح جيدة في سورية والأسباب المرتبطة باللقاحات لم تعد تسبب الوفيات.‏

هذا ما أكدته الدكتورة ايمان بهنسي مديرة برامج الصحة والتغذية في اليونيسف، مشيرة إلى الأسباب الحالية مثل التشوهات الولادية التي بدأت تظهر بشكل أكبر كأحد الأسباب المهمة للوفيات وموضوع الخدج وانتانات الدم وغيرها من الأمور التي لها علاقة بشكل أساسي في مواضيع يجب العمل عليها حالياً مثل زواج الأقارب، الانجاب المبكرللأطفال، الرعاية للأم الحامل أثناء الحمل وبعده.‏

وهناك ضروريات‏

وفي سؤالنا لها عن الملاحظات والمقترحات التي سيتم العمل عليها مستقبلاً قالت: نسبة ومعدلات الوفيات أصبحت قليلة جداً في سورية، لكننا نبحث اليوم كيف يمكن أن نصل إلى الأهداف العالمية، أي كيف نجعل الـ5٪ أو الـ6٪ أقل مما هي عليه. وهنا يوجد تداخلات نوعية يجب دراستها لمعرفة طرق القضاء عليها.‏

ونحن نعمل على تدريب الكوادر الطبية وتأهيلها لتقديم خدمات جيدة لصحة الطفل، ومن المهم أن يكون في كل مشفى توليد طبيب أطفال لمراقبة الولدان وقسم لانعاش الوليد، وفحص الأطفال فور ولادتهم بالإضافة إلى جاهزية المشافي الكاملة، ومن حيث الدعم نحن ملتزمون وفق الأولويات الوطنية التي تقرها عادة الحكومة السورية وبشكل خاص الخطة الخمسية العاشرة، ونحن نقدم كل ما يتعلق باللقاحات سواء البرامج الروتينية أم الداعمة، برامج استئصال شلل الأطفال، القضاء على الحصبة..الخ.‏

فروقات جغرافية‏

تشير الوقائع إلى وجود فروقات واضحة بين محافظة وأخرى في مسألة الوفيات، وبحسب الدراسة نجد أن وفيات المناطق الريفية في المحافظات الشمالية والشمالية الشرقية (ادلب-حلب-دير الزور-الرقة-الحسكة) تشكل نصف وفيات الأطفال أي 110 من أصل 220 وفاة.‏

هذا المؤشر يدفع المعنيين للتوجه بالأهداف إلى تلك المناطق وبحسب الدكتورة بهنسي هناك مناطق جغرافية ليست فيها نسبة توعية كافية وبحاجة لأعمال مركزة أكثر تساعد في الوصول إلى نسبة وفيات قليلة، على المستوى الوطني، ولهذا يتم توجيه رسائل صحية مهمة وبسيطة موجهة إلى المدارس والأسر ولكل شخص بهدف تحقيق توعية عالية.‏

وقد جمعت هذه الرسائل في كتيب بعنوان (حقائق الحياة).‏

إضافة تعليق
الأسم :
البريد الإلكتروني :
نص التعليق:
 

 

E - mail: admin@thawra.sy

| الثورة | | الموقف الرياضي | | الجماهير | | الوحدة | | العروبة | | الفداء | | الصفحة الرئيسية | | الفرات |

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية