تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر
طباعةحفظ


اسـتدعاء لأولي الأمر علـى الفضائية السورية

فضائيات
الأربعاء 24-6-2009م
هند بوظو

سيطر التهيب والدهشة على وجوه الشباب في برنامجهم(للشباب رأي) ووقعوا فريسة الحيرة التي فرضها عليهم الجو العام في حلقة (من هو قدوتك)؟

د.احمد برقاوي بدا غاضبا وغير راض من (اعتماد الشباب للأب والأم والأخ)كقدوة أو مثل أعلى في حياتهم،وهذا الرفض جاء على ما يبدو من قناعته لاختزال وضيق مساحة(المثل الأعلى)في محيط الأسرة الأدنى مرتبة-فكرياً وعلمياً ووعياً..-من(النماذج العليا)مثقفين، أدباء، فلاسفة !!‏

صدمة د .برقاوي بانتقاء واختيار الشباب لقدوتهم هذه هي التي أدهشتني وكأنه انتظر منهم انتقاء واختزالا أرقى،موحيا بصريح العبارة أنه قرر قدوته(الأنا)أناه هو!!‏

فضحالة نضجهم وافتقادهم للروح الوثابة،واعتمادهم الموروث والمكرس،الذي يحمله الخلف من السلف،بكل أزماته وسلبياته وترت أعصاب الدكتور،فدفعت بأحد الشباب للاعتراض على مصادرته حقهم بإبداء رأيهم.‏

اعتقد أن مساوئ حرية التعبير أقل بكثير من مساوئ كتمها،وهو الذي نادى به طويلا د.برقاوي.‏

المهم أن الشباب اختاروا مثلهم الأعلى أقاربهم وذويهم،اختاروا نماذج وشرائح مختلفة ربما بأمزجتها وأفكارها لكنها بالنتيجة من لحم ودم،قريبة منها،تشاكسها وتوافقها...تحنو عليها تارة وتقسو..تدجنها حينا،وتدعها تحلق أحيانا،لكنها بالنتيجة ملتحمة بها.‏

الشباب أعلنوا رأيهم بصراحة دون مواربة،أعجبنا ذلك أم لم يعجبنا..ولكنهم يقينا أجادوا، أربكونا،وجعلونا نقف عند مفترق سؤال..لماذا غاب المثال الأعلى الذي نطمح أن يتبناه شبابنا؟مثل يحرض فيهم الحماس ويصنع آليات فكر ناضجة،تستفز فيهم فعل التغيير،اختاروا لأنفسهم روابط عاطفية تحميهم من الأنا الأعلى،التي تفترض وجود قوة طاغية،ما إن تتداعى كمثل أعلى حتى تحل مكانها قوة الأنا الذاتية،التي تريد التعويض...فتقع في فصام وتمرد وربما عنف،لهذا جاء رفضهم (لأنانا)جميعا مبررا ومنطقيا،ألم يعوا بحواسهم كلها،أن الأنا تلك سيطرت على مفكرينا ونخبنا الاجتماعية والاقتصادية وحتى العلمية منها-طبيب،مهندس،أستاذ جامعي-التي اعتمدت مبدأ (الخلاص الفردي)كقاعدة تواصل مع المجتمع وبالذات مع الشباب،ألم تتهم النخب،القاعدة العريضة الناس،بأنها عاجزة ومدجنة وإصلاحها صعب، لأنها لاتعترف بنخبها الجاهزة لمد يد العون لها،ولا تعترف بها كمثل عليا.‏

ليس هذا فقط،فحلقة «للشباب رأي» ذهبت إلى مكان آخر،فمقدمة البرنامج (نهى النجار)والمفترض أن يكون دورها حلقة وصل،وتقريب وجهات النظر،...أرادت أن تكون هي المحور،لإطلاق نظرياتها ومواعظها وتهكمها،بل وسعت جاهدة لاستفزاز الشباب،وإقناعهم بالحسنى وبالتلميح في منتصف الحلقة وبالإكراه أخيرا لموافقتها الرأي ورغما عنهم بأنهم أي الشباب سطحيون ويقلدون الفنانين بملابسهم وشعرهم (المسبل).‏

فبين الترغيب والترهيب أصرت لإنجاح حلقتها أن يعترف الشباب بأنهم غير متحررين من إعجابهم هذا ومرتبطين كليا بنجمهم،وساعين لتمثله.‏

رفض الشباب إقناعها بالحسنى أيضا بأن اتهامها باطل وأنهم معجبون مثلا بصوت جورج وسوف لكنهم يحترمون صدقه وعفويته بالمقابلات التلفزيونية والصحفية.‏

لكن عبثا فأعضاء المنصة(د.برقاوي،مقدمة البرنامج والطبيبة النفسية)يضحكون أخيرا لجعل الحلقة أقل كآبة وإيصال رسالة إلى الأهل مفادها:إن أبناءكم أجابوا على أسئلتنا،أجوبة ترضيكم أنتم لكنها بالنتيجة لاتعجبنا ولا نصدقها؟‏

لهذا كانت الحلقة استدعاء لولي الأمر ليطلع على سلوك ابنه وإخضاعه إلى مرشد نفسي،لا لنستمع (لرأي الشباب)في حلقة للشباب رأي!!ونرجو للشباب ألا يكون الإحباط مصيرهم،وليعطونا فرصة لنتعلم منهم..‏

إضافة تعليق
الأسم :
البريد الإلكتروني :
نص التعليق:
 

 

E - mail: admin@thawra.sy

| الثورة | | الموقف الرياضي | | الجماهير | | الوحدة | | العروبة | | الفداء | | الصفحة الرئيسية | | الفرات |

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية