تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر
طباعةحفظ


الرئيس بابولياس يبدأ زيارة رسمية اليوم.. سورية واليونان.. تفاعل حضاري ورغبة في الارتقاء بالعلاقات..

دمشق - سانا
الصفحة الأولى
الاربعاء 24-6-2009م
يبدأ الرئيس اليوناني كارولوس بابولياس اليوم زيارة رسمية إلى سورية تستغرق ثلاثة أيام يجري خلالها مباحثات مع السيد الرئيس بشار الأسد وكبار المسؤولين حول العلاقات الثنائية بين البلدين الصديقين والاوضاع على الساحتين الاقليمية والدولية.

‏‏

‏‏

وتعبر العلاقة بين سورية واليونان عن تاريخ طويل من اللقاء والتفاعل الحضاري الذي جمع البلدين والشعبين الصديقين في الماضي والحاضر على ضفتين من ضفاف المتوسط مستندة إلى التفاهم والارادة المشتركة في صياغة عالم يسوده السلام والامن.‏‏

ويبدي البلدان على الدوام الرغبة في تعزيز هذه العلاقات على جميع المستويات السياسية والاقتصادية والثقافية والسياحية ويتطلعان إلى ان يكون لاتفاق الشراكة بين سورية والاتحاد الاوربي دور في تدعيمها.‏‏

وأسهمت زيارة السيد الرئيس بشار الأسد إلى اليونان عام 2003 في اعطاء زخم جديد لهذه العلاقات وجسدت الرغبة في تعزيزها على أسس التفاهم المشتركة و الارادة في صياغة عالم من السلام والامن خال من أسباب الهيمنة تتمتع فيه الدول بسيادتها واستقلالها حيث تم في اطار الزيارة توقيع مذكرة تعاون سورية يونانية في المجالات الاقتصادية والسياسية والثقافية والاجتماعية وتشمل القطاعات العامة والخاصة والمنظمات غير الحكومية.‏‏

في هذا السياق رأت ديانا زاغوريانو بريفيتي سفيرة اليونان بدمشق ان زيارة الرئيس اليوناني لسورية حيث يرافقه وفد من رجال الاعمال ستعطي دفعا للعلاقات الثنائية وستكون فرصة مناسبة للاطلاع على افاق الاستثمار في سورية مشيرة إلى أن العلاقات الاقتصادية تسير بالتوازي مع العلاقات السياسية المتطورة.‏‏

ووصفت بريفيتي في مقابلة مع وكالة سانا العلاقات السورية اليونانية بالممتازة القائمة على روابط تاريخية وعريقة ومرت بتجارب غنية طوال السنين قائلة نحن شعبان ودولتان تجمعنا حضارة وأمور كثيرة أيضا وتعود التجارة بين بلدينا إلى أقدم العصور وكنا دائما نستطيع تخطي المشاكل التي تعترض طريق هذه العلاقات.‏‏

وعبرت بريفيتي عن دعم بلادها لتحقيق السلام العادل والشامل في المنطقة وفق قرارات الشرعية الدولية مشددة على اعادة الجولان المحتل إلى سورية وانه من غير الممكن الوصول إلى سلام دون سورية.‏‏

واكدت السفيرة اليونانية ان بلادها تؤيد التوقيع على اتفاق الشراكة السورية الاوروبية وبالسرعة الممكنة وتسعى من خلال الجهود التي تبذلها مع الدول الاوروبية ليتم ذلك في اسرع وقت ممكن.‏‏

وأضافت ان توقيع اتفاقية الشراكة السورية الاوروبية لن يكون فقط في صالح سورية وانما في صالح الاتحاد الاوروبي بشكل عام حيث ستتحرر علاقاتنا الاقتصادية بشكل أكبر وهذا سينعكس في زيادة حجم التبادل التجاري الذي وصل بين بلدينا إلى حوالي 20.‏‏

مليون يورو مشيرة إلى ضرورة ازالة العوائق في العلاقات الاقتصادية ما يسهم في ازالة العقبات الاخرى.‏‏

وحول العلاقات الثقافية قالت سفيرة اليونان بدمشق ان العلاقات انطلقت منذ عام 1952 وتتطور بشكل مستمر وهناك تبادل خبرات في المجال العلمي بين البلدين ونحن نسير بشكل ممتاز في هذا المجال.‏‏

ولقد شكلت العلاقة السورية اليونانية جسرا بين حضارتين تتكاملان معا من خلال تبادل الافكار والمشاعر والتعاطف الانساني عبر منه سقراط وافلاطون وارسطو وفيثاغورث بفلسفتهم وعلومهم إلى ارض العرب و الكندي والفارابي وابن سينا وابن رشد إلى ارض اوروبا مجسدين بذلك التواصل الحضاري والانساني الرفيع الذي تتبادل فيه الشعوب الاخذ والعطاء.‏‏

وفي هذا الاطار يقول عالم الآثار اليوناني البرفسور نيكولاس افسترانيوس رئيس قسم الدراسات التاريخية القديمة في جامعة سالونيك ان اليونانيين يشعرون بان جذورهم التاريخية هي في ارض سورية لافتا إلى ان الحضارة اليونانية انطلقت من مدينة تدمر السورية قبل نحو خمسة الاف عام الامر الذي يؤكد عمق العلاقات الحضارية والثقافية بين البلدين.‏‏

هذا وقد قال الرئيس اليوناني كارولوس بابولياس إن دور سورية مهم للغاية في المنطقة وهي مفتاح حل قضايا الشرق الاوسط موضحا انه لا يمكن أن يكون هناك سلام دائم في المنطقة اذا لم تقبل كل الاطراف بقرارات مجلس الامن وتحترمها واذا لم يتم اعادة الجولان إلى سورية.‏‏

ورأى الرئيس بابولياس في حديث لصحيفة الوطن السورية نشرته أمس ان دور سورية في المنطقة مهم على اعتبار أنه جزء من الحل وليس المشكلة لافتا إلى ضرورة أن يكون الحل في الشرق الاوسط على أساس الحوار وقرارات الامم المتحدة وليس فرض الامر الواقع.‏‏

وبشأن العلاقات القائمة بين البلدين وصف الرئيس بابولياس العلاقات السورية اليونانية بالجيدة مشيرا إلى ضرورة بذل كل الجهود الرامية إلى تقوية هذه العلاقات على أوسع مدى.‏‏

وقال ان زيارته إلى سورية ستشكل فرصة للارتقاء بمستوى التعاون الاقتصادي والتجاري إلى مستوى العلاقات السياسية القائمة بين البلدين مضيفا ان هذه الزيارة تشكل ايضا فرصة لدعم وتطوير علاقات الصداقة التقليدية بين شعبينا ويتمثل جوهر هذه الزيارة برغبة الطرفين في الارتقاء بمستوى التعاون الاقتصادي والتجاري إلى مستوى علاقاتنا السياسية ولهذا السبب يشارك في الوفد الذي سيرافقني عدد كبير من رجال الاعمال اليونانيين.‏‏

واكد الرئيس اليوناني التزام بلاده بسياسة قائمة على المبادئ واحترام القانون الدولي والالتزام بالقيم الاخلاقية تجاه قضايا الشرق الاوسط مشيرا إلى ان الاتحاد الاوروبي كثف تعاونه مع الولايات المتحدة بشأن ايجاد حل لقضايا المنطقة وتم خلال الاجتماع الاخير لمجلس اوروبا تأتي الالتزام بحل الدولتين ووجهنا إلى اسرائيل نداء لايقاف عمليات الاستيطان غير الشرعية وأكدنا أن موضوع غزة موضوع ذو أولوية مباشرة مشيرا إلى ان اليونان تدعم الحقوق المشروعة للشعب الفلسطيني وتؤيد انشاء دولة فلسطينية مستقلة وفق قرارات الامم المتحدة.‏‏

وحول اتفاقية الشراكة السورية الاوروبية اعرب الرئيس اليوناني عن تأييد بلاده لتوقيع هذه الاتفاقية لاستكمال اطار التعاون القائم حاليا بين سورية والدول الاعضاء في الاتحاد الاوروبي لافتا إلى أن هذه الاتفاقية ستكون في مصلحة الطرفين.‏‏

واعرب الرئيس بابولياس عن أمله في أن تشهد زيارته لسورية توقيع الجانبين السوري واليوناني اتفاقية التشاور السياسي بين وزارتي خارجية البلدين مبديا الرغبة في الاسراع باجراءات استكمال اتفاقيات أخرى.‏‏

واشار إلى ان العلاقة اليونانية السورية واليونانية العربية هي نتيجة للروابط التاريخية القديمة بين الحضارتين اليونانية والعربية وكانت مثالا للتبادل المثمر للافكار والاعمال بين الحضارات وهي دليل على أن الحضارات لا تصطدم بعضها ببعض بل تتعايش وتغني كل منها الاخرى.‏‏

وابدى الرئيس بابولياس اعجابه ببرنامج الاصلاح الاقتصادي في سورية والتقدم الذي أنجز في العديد من المجالات إلى جانب موقع سورية الجغرافي الذي يعد من أهم عوامل تنشيط التعاون بين سورية واليونان وتوسيع مجالاته مشيرا إلى ابداء رجال الاعمال اليونانيين اهتماما كبيرا للاستثمار في سورية. وأشار الرئيس اليوناني إلى ان بلاده بصفتها عضوا بالاتحاد الاوروبي تسعى للمساهمة في عملية الاصلاح التي تشهدها سورية من خلال الخبرات التقنية التي تملكها في مختلف المجالات مثل مجال السياحة والاثار والنقل والبناء والصناعة والاتصالات اللاسلكية وادارة الموارد المائية وغيرها.‏‏

واضاف ان سورية تمتلك كنوزا تاريخية تحتوي على المعلومات والافكار المفيدة للمؤرخ وللانسان المعاصر ولقد كانت دوما وعبر القرون مفترق الطرق والملتقى الجغرافي للامم التي تبادلت الخبرات والمعلومات وأعطت سورية هذا الانطباع الفريد الذي شكل لها صورتها المميزة انها بلد تنتشر في أرجائه الكنوز الثقافية والاثار وملتقى اجتمعت فيه الاديان والثقافات.‏‏

إضافة تعليق
الأسم :
البريد الإلكتروني :
نص التعليق:
 

 

E - mail: admin@thawra.sy

| الثورة | | الموقف الرياضي | | الجماهير | | الوحدة | | العروبة | | الفداء | | الصفحة الرئيسية | | الفرات |

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية