ويتناول الكتاب بالدراسة نظرية الفن عند أبي نصر الفارابي «259ـ339هـ» ويحتوي على مقدمة وثلاثة فصول وملحق وخاتمة. ويتضمن كل فصل تمهيداً خاصاً به وخلاصة. .
بعد المقدمة والمدخل إلى حياة الفارابي يأتي الفصل الأول «ماهية الإبداع الفني» متناولاً كلاً من الفن والصناعة، الخيال والعقل، المحاكاة والفن، التلقي والفن. ويسعى الفصل الثاني إلى تقصّي «غاية الإبداع الفني» عند الفارابي من خلال مفاهيم: اللعب، النفع، الكمال، السعادة. ويحتوي الفصل الثالث «وسيلة الإبداع الفني» تفاصيل في عناصر: الحركة، الرقص، الكتلة واللون، النحت والتزويق، الأنغام/ الموسيقى، اللغة والإيقاع، الشعر/ الغناء. أما الملحق فيرسّخ أسس نظرية الفن العامة عند الفارابي من حيث منهج النظرية وأسسها من وجهة نظر مركزية الإنسان، والغائية والأخلاقية، مع خاتمة وقائمة بالمصادر والمراجع.
من كلمة غلاف الكتاب: «لم يكن الفلاسفة المسلمون، والفارابي أحدهم، شرّاحاً لأرسطو وغيره من فلاسفة اليونان فقط، بل كانوا ذوي شخصية فلسفية مستقلة، تؤمن بانتهاج البرهان المنطقيّ في سبيل الوصول إلى المعرفة اليقينية، وتوظف الفلسفات الواردة على نحو يوافق منطقها العقلي. ومن هنا تتوجّه هذه الدراسة إلى استجلاء ملامح نظرية الفن عند الفارابي بعدّها جزءاً من بناء فلسفي شامل خاصّ. لم يكن الفارابي فيلسوفاً فحسب، بل كان مفكراً وناقداً وموسيقياً وشاعراً. وإن المطّلع على مؤلفاته يجدها غنية بآراء نقدية وفنية تشي برؤيته الفنية المتكاملة، وتجعل الباحث متحفزاً لدراستها، ولمّا كانت نظريته الفنية لم تدرس بعد، وكانت هذه النظرية المنثورة في كتبه ذات أهمية في السياق المعرفي والجمالي، فقد جاء هذا البحث محاولاً معرفة الأسس الفكرية لآراء أبي نصر الفارابي، بغية تحديد مبادئ نظريته النقدية في سبيل الإفادة منها تنظيراً وتطبيقاً».