السينمائي حيث يقع على كاهلها مهمة دعم مواهب الإخراج السينمائي الشابة التي لم تتلق تعليماً أكاديمياً وليست مصنفة في نقابة الفنانين إذ تستمد هذه الوحدة تمويلها من الاعتمادات المخصصة للإنتاج السينمائي في المؤسسة.
وتعرض السيناريوهات والأفكار والمشاريع التي يتقدم بها السينمائيون الشباب على لجنة خاصة تشكل لهذا الغرض وفي حال الموافقة عليها تنتقل إلى مجلس شؤون الإنتاج ومن ثم إلى مجلس الإدارة لإقرارها، حيث لا يتم البدء بتصوير الفيلم إلا بعد موافقة مجلس الإنتاج ومن ثم مجلس الإدارة على المشروع وميزانيته وخطة تصويره.
وجاء في القرار أن المؤسسة العامة للسينما تتولى دعم السيناريوهات والأفكار التي تنال الموافقة وفق عدة أشكال منها تقديم المؤسسة للسينمائي الشاب معدات التصوير والإضاءة والمونتاج طيلة الفترة التي يحتاجها الفيلم وبلا أي مقابل كما تندب المؤسسة لصالح الفيلم وعلى نفقتها مدير إنتاج محاسباً ومصوراً وفنيي إضاءة ومساعد مونتير ومستشاراً سينمائياً.
وحددت المؤسسة في مشروعها الذي أقره الدكتور رياض عصمت وزير الثقافة أن يتصف الشاب المتقدم لتلقي الدعم بثقافة سينمائية جيدة وأن يكون حسن الإطلاع على التقنيات السينمائية الحديثة إضافة إلى كونه عربياً سورياً وألا يكون قد تجاوز الثلاثين من عمره.
وقال محمد الأحمد مدير عام المؤسسة العامة للسينما إن المؤسسة في ظل غياب الإنتاج السينمائي الخاص هي أكثر الأطراف المعنية في سورية بالشأن السينمائي العام وستبقى هي الضامن الأول لدعم سينما ذات طابع ثقافي وطني، ولهذا تحاول المؤسسة اليوم الخروج من هيمنة النوع السينمائي الواحد حيث كانت بوادر ذلك بإنتاج أفلام رسوم متحركة للأطفال تفردنا بها فنحن الدولة العربية الوحيدة التي نحت هذا المنحى لما لسينما الطفل من أهمية في تربية الناشئة وتثقيفها وانتزاعها من ركام الأفلام التجارية الطاغية في سوق الفيلم الدولي.
وأضاف الناقد السينمائي أنه من واجبنا اليوم احتضان المواهب الجديدة حيث شكلنا من أجل هذه الغاية لجنة إشراف على السيناريوهات والأمور التقنية والمالية تعمل على انتقاء النصوص المقدمة ومتابعة عملية الإنتاج من ألفها إلى يائها التي ستصل في الخطة الموضوعة لهذا العام إلى قرابة 15 فيلماً قصيراً مع فتح المجال أمام المشاريع الجديدة أمام هامش عريض من الحريات والتعبير بعيداً عن أي شروط مسبقة تحد من حرية الفكرة وطبيعة العمل الإبداعي.
وقال الأحمد إن ما يشاع عن أن الهامش الرقابي للمؤسسة صار أضيق من الهامش الموجود في التلفزيون قول فيه الكثير من الإجحاف بحق تاريخ المؤسسة العامة للسينما التي لطالما كانت السباقة في تهديم ذهنية الرقابة نحو أفلام سورية نالت أهم الجوائز في أعرق مهرجانات العالم منذ سبعينيات القرن الفائت، ولذلك سيكون هامش الرقابة مفتوحاً وعريضاً أمام أفلام الشباب لتحقيق جرأة فنية واجتماعية لأعمالهم أكثر من أي وقتٍ مضى.