تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر
طباعةحفظ


هل ستنجح خطة عنان في سورية؟!

ريا نوفوستي
ترجمة
الأربعاء 11-4-2012
ترجمة: ليندا سكوتي

يرى الكثير من المحللين السياسيين الروس بأن الخطة التي أُعدت بهدف إنهاء الصراع الداخلي في سورية واقترنت بدعم وتأييد الأمم المتحدة ليس لها إلا النذر اليسير من فرص النجاح في التوصل إلى مبتغاها

وذلك بسبب الدول التي تناصب العداء للحكومة السورية والتي لم تدخر جهدا أو مالا لدعم الفئات المسلحة في الوقت الذي تستمر به بالمشاركة في المفاوضات والمحادثات التي ترمي إلى حل المعضلات القائمة.‏

وفي هذا السياق، تقاطرت آراء الخبراء والمحللين السياسيين بتناول هذا الموضوع من شتى جوانبه حيث نجد أن خبير العلاقات الدولية في جامعة موسكو الحكومية فلاديمير بارتينف قال: «إن ما نشهده من أوضاع في الساحة السورية يعطينا مؤشرا عن صعوبة التوصل إلى تسوية سلمية للنزاع في هذا البلد».‏

إن الخطة التي تقدم بها مبعوث الأمم المتحدة الخاص إلى سورية قد تضمنت عدداً من البنود منها تقديم المساعدة الإنسانية للمواطنين، إطلاق سراح السجناء السياسيين، دفع العملية السياسية في البلاد وسحب القوات العسكرية من المدن.‏

واقترنت بمباركة من مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة، وبشكل غير متوقع لاقت التأييد والترحيب من الحكومة السورية التي اتخذت قرارها بسحب القوات والمعدات العسكرية من المدن السورية الكبرى.‏

على الرغم مما أبدته دمشق من مواقف إيجابية يلاحظ بأن مجموعة الدول التي تطلق على نفسها اسم «أصدقاء سورية» تعلن خلال المؤتمر الذي عقدته في استنبول مؤخراً بأن «المعارضة هي الممثل الشرعي الوحيد للشعب السوري».‏

وهنا ننوه إلى أن عدد المشاركين بهذا المؤتمر يقدر بحوالي 80 دولة ومنظمة وهي جميعا ممن يكنون العداء لسلطة الرئيس السوري بشار الأسد، وأن هذا المؤتمر يضم معظم دول الخليج ودول أخرى غربية من بينها فرنسا والمملكة المتحدة والولايات المتحدة، تلك الدول التي تتمتع بصفة العضوية الدائمة في مجلس الأمن والتي سيتقدم عنان بتقريره إليها.‏

ذكرت قناة الـ بي بي سي بأن دول الخليج ستقدم الدعم المادي واللوجستي على نحو غير محدود إلى الجناح العسكري لمعارضي الحكم في سورية المتمثل بالجيش السوري الحر، فضلا عن أن وزيرة الخارجية الأميركية هيلاري كلنتون قد قطعت وعدا في تصريح لها أدلت به يوم الأحد الماضي بأن حكومتها ستقدم للمعارضة منحة قدرها 12 مليون دولار.‏

في مطلع الأسبوع الماضي ندد وزير الخارجية الروسي سيرجي لافروف بخطط تسليح المعارضة واعتبر هذا الأمر بمثابة محاولة لتشجيع الفئات المناوئة للحكم. وقال بعض المحللين في جريدة ريا نوفوستي بأن التسليح سيعرقل فرص النجاح في تنفيذ البنود التي تقدم بها المبعوث الدولي الأمر الذي سيبقي على الصراعات والاشتباكات بين الحكومة ومعارضيها قائمة.‏

قال مارتينف بأن دمشق قد وجدت نفسها مضطرة للقبول بخطة عنان كي لاتظهر بصفة الطرف المعرقل وذلك لأن رفضها للاقتراح المقدم سيعطي منظورا بأنها غير قابلة أو راضية عن إجراء الحوار.‏

وقال أليكسي مالاشينكوف المحلل في مركز كارنيجي في موسكو بأن ما صدر عن الأمم المتحدة يعتبر إقرارا من المجتمع الدولي بضرورة تسوية النزاع وفقا للمعايير الدولية.‏

ورأى لافروف يوم الأربعاء الفائت أنه ليس لدى المعارضة السورية أي فرصة للنجاح في إلحاق الهزيمة بالقوات المسلحة الحكومية دون تدخل ودعم من قوات أجنبية على غرار ما حدث في ليبيا حين ساعدت قوات حلف شمال الأطلسي في إقصاء معمر القذافي عن الحكم في العام الماضي.‏

وقال فيجيني ساتانوفسكي الذي يترأس دراسات الشرق الأوسط بأن الرئيس الأسد استطاع الانتصار منذ بداية الصراع وتمكن من ضبط الأمن في المدن الكبرى الأمر الذي حدا بالمناوئين له للهرب نحو الجبال والقرى واستخدام أسلوب حرب العصابات في عملياتهم. وذكر كل من مالاشينكوف وبارتينف بأنه في ظل النجاح العسكري الذي حققته القوات السورية فإن الجيش السوري الحر سيسعى إلى تجميع صفوفه بعد ما تلقاه من ضربات ناجحة من القوات السورية النظامية في شهر آذار المنصرم. أما ساتانوفسكي فقد قال بأن الحكم في سورية سيستمر طويلا في السلطة إن هو استخدم الشدة في مجابهة الفئات المعارضة له.‏

وقال بارتينف: «بأنه ليس ثمة خشية أو احتمال من حدوث تدخل خارجي لكن الأعمال العدائية التي تمارس ضد الدولة ستستمر نظرا لما تتلقاه المعارضة من دعم في الأموال والدبلوماسية والسلاح الأمر الذي يخلق مصاعب أمام الحكم في سورية. وقال محللون آخرون بأنه في مختلف الأحوال فإن موسكو تشكل حجر عثرة في وجه كافة الاحتمالات المفضية للقيام بتدخل عسكري ضد سورية عندما تنبه إلى ما يمكن أن تؤدي إليه عمليات التدخل من عواقب وخيمة تماثل في نتائجها ما حدث جراء غزو ليبيا. وفي هذا السياق طالب وزير الخارجية الروسي بالتقصي والتحقيق حول الجرائم التي ارتكبتها قوات حلف الأطلسي في ليبيا مذكرا بأن النزاع الليبي هو الذي قاد إلى الانقلاب في مالي ذلك البلد المجاور لليبيا.‏

 بقلم: أليكسي إيرمنكو‏

إضافة تعليق
الأسم :
البريد الإلكتروني :
نص التعليق:
 

 

E - mail: admin@thawra.sy

| الثورة | | الموقف الرياضي | | الجماهير | | الوحدة | | العروبة | | الفداء | | الصفحة الرئيسية | | الفرات |

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية