تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر
طباعةحفظ


مؤتمر علماء بلاد الشام لنصرة القدس يشكل اتحاداً والعلامة البوطي رئيساً ...الوقوف في وجه الممارسات الصهيونية لتهويد القدس.. تأييد النهج الوطني لسورية .. إحياء ثقافة المقاومة

سانا - الثورة
أخبار
الأربعاء 11-4-2012
ناصر منذر - وضاح عيسى

دعا مؤتمر علماء بلاد الشام لنصرة القدس الفعاليات العربية والاسلامية الى الوقوف في وجه الممارسات الصهيونية الخطيرة لتهويد القدس الشريف وهدم المسجد الاقصى ضمن خطة مدروسة والقيام بخطوات عملية تتخطى البيانات والدراسات ودعوة وسائل الاعلام العربية والاسلامية للقيام بدورها في فضح ممارسات الصهاينة ونشر ثقافة الوعي والتصدي لكل أشكال البغي والظلم والاساءة لفلسطين ومقدساتها.

وأكد المشاركون في توصياتهم الصادرة في ختام اعمال مؤتمرهم مساء أمس أن الصمت العربي والعالمي المريب تجاه ما يجري في القدس وخاصة المسجد الاقصى هو مشاركة في الجرائم التي ترتكب بحقه ما يفرض العمل على تصعيد الحملة الجماهيرية في أنحاء العالم العربي والاسلامي لاعادة القدس الى مكانتها في صدارة أولويات تحرك المسلمين في العالم.‏

وشدد المشاركون على رفض الارهاب بكل أشكاله وأساليبه وضرورة التفريق بينه وبين المقاومة المشروعة وابعاد تهمة الارهاب عن المقاومة المشروعة بشكل كلي والعمل على فضح الجرائم الظالمة التي يمارسها العدو الصهيوني ضد الشعب الفلسطيني الاعزل ومقاومة هذا الظلم بكل الوسائل المتاحة.‏

وطالب المشاركون علماء الامتين العربية والاسلامية باحياء ثقافة المقاومة المشروعة بين الشعوب دفاعا عن الحقوق والاراضي والمقدسات المحتلة وتكريس الخطاب الديني العام الى دعم المقاومة في فلسطين وجنوب لبنان والجولان السوري المحتل.‏

كما دعوا وسائل الاعلام العربية والاسلامية للقيام بدورها في فضح ممارسات الصهاينة وأساليبهم في زرع الفتن والشقاق بين أبناء الدين الواحد والعمل على بيان أهمية الوحدة والائتلاف ونبذ التفرقة والاختلاف وخصوصا ضمن هذه الفوضى الاعلامية في بعض القنوات الفضائية التي تثير النعرات الطائفية والدينية.‏

وأكد المشاركون حق الشعب الفلسطيني في المقاومة بكافة الوسائل والسبل واعتبار هذا الحق حقا مشروعا أقرته الشرائع السماوية والقوانين الوضعية وان نصرة المقاومة في فلسطين واجب شرعي وانساني.‏

وعبر العلماء عن استنكارهم ورفضهم لما يتعرض له العلماء في فلسطين المحتلة من استدعاء للتحقيق والاعتقال داعين الى توفير حصانة حقيقية دولية لعلماء الدين في فلسطين.‏

كما طالبوا الحكومات العربية والاسلامية بالخصوص وسائر الحكومات الاخرى باستصدار القوانين اللازمة التي توجب احترام المقدسات الدينية لجميع الاديان ومحاسبة الاعلام المفرق والتصدي له وترسيخ فقه الازمات والشدائد لمواجهة الحصار والظلم الواقع على بلدان عديدة في الوطن العربي.‏

ودعوا ابناء الامتين العربية والاسلامية الى مزيد من العمل الجاد لجمع الكلمة ووحدة الصف والتمسك بوحدة الامة وأهدافها وأراضيها.‏

وأيد المشاركون النهج الوطني لسورية في العمل الجاد للحفاظ على وحدة أرضها في ظل المؤامرات المتتالية التي تحاك ضدها والمحاولات المتكررة التي تهدف للنيل من استقرارها وأمن شعبها وضمن ما يحاك من مؤامرات وابعاد الكيد والعداوة للاسلام والمسلمين وجوانب الغزو الفكري والثقافي والعلمي.‏

واستنكر المشاركون الفتاوى التحريضية والطائفية الصادرة عن بعض علماء المسلمين في الدول العربية واعتبروها مسيئة للعلماء وطلبة العلم والشرائع السماوية ولا تتفق مع مبادئ الاسلام واحكامه المبنية على فقه الواقع والمقاصد العامة والخاصة وليس ما تمليه المصالح الشخصية أو مقاصد الاعداء معتبرين انه كان من الاجدى والاحرى بدلاً من هذا التحريض المباشر واللهجة الدموية في الخطاب الديني ان يذكروا الناس جميعا في سورية وعلى مختلف فئاتهم وشرائحهم وطوائفهم وشرائعهم بأهمية حقن الدماء والخروج من الأزمة.‏

كما اكدوا رفضهم لما تقوم به القنوات الفضائية والوسائل الاعلامية المغرضة التي تغذي أفكار الفتنة وتشجع على القتل وسفك الدماء البريئة وتدمير الممتلكات العامة والخاصة في سورية معتمدة في ذلك على فتاوى التحريض والقتل.‏

وحملوا علماء الامة ودعاتها مسؤولية الكلمة والموقف تجاه ما يجري في سورية وما تتعرض له مذكرين بأبرز مهام العلماء والدعاة والتي تتجلى في العودة الى الله بالحكمة والموعظة الحسنة وألا يجعلوا من أنفسهم قضاة على العباد أو أعوانا أو أدوات لتنفيذ ما يجتمع عليه الغرب وأتباعه من ارادة لتدمير البلاد وتفريق وتشتيت العباد.‏

واوضحوا ان واجب علماء الامة بيان الموقف السديد تجاه تطورات الاحداث في سورية وذلك انطلاقا من الاحساس بالمسؤولية الشرعية والاخلاقية الملقاة على عاتقهم لهذا محملين أصحاب الفتاوى المضللة المغرضة مسؤولية الكلمة والموقف أمام الله والشعوب والتاريخ.‏

وادان المشاركون الاعمال الارهابية التخريبية التي تحدث في سورية والتي راح ضحيتها الكثير من المواطنين الابرياء مؤكدين ان هذه الاعمال منافية لما جاءت به الشرائع السماوية والاخلاق الانسانية.‏

واكدوا رفضهم لكل أنواع التطرف والغلو والارهاب الممنهج الذي تتعرض له سورية والذي يتمثل بعمليات اجرامية لتنظيم القاعدة والجماعات التكفيرية وغيرها من المسميات موضحين أن هذه التنظيمات والجماعات تخدم مصالح معادية للاسلام والمسلمين.‏

كما شددوا على عدم استغلال الخطاب الديني لخدمة اتجاهات سياسية شخصية أو فئوية انتمائية وعدم استغلال عواطف الناس لتمرير افكار لا تعبر عن منهج الاسلام الصحيح في التعامل مع الوقائع والمسائل.‏

ولفتوا الى أن الاستهداف المستمر من قبل أعداء الامة لسورية هو بسبب مواقفها الثابتة في وجه المؤامرات التي تحيكها أمريكا والكيان الصهيوني ومن يعمل على تحقيق أهدافهما، ودعمها المتواصل للمقاومة الفلسطينية واللبنانية وغيرهما من حركات التحرر في العالم.‏

وأكدوا ضرورة اعطاء الفرصة الحقيقية لتنفيذ وتفعيل الاصلاحات الجارية في سورية على أرض الواقع وحث المعارضة على القاء السلاح واللجوء الى الحوار لمد جسور التواصل للمشاركة الحقيقية الصادقة في بناء الدولة ورقيها وتقدمها.‏

ونوه المشاركون بالمواقف المقاومة والشجاعة لسورية حكومة وشعبا بقيادة السيد الرئيس بشار الأسد من القضية الفلسطينية التي كانت ولا تزال تحملها واجبا مقدسا لتبقى القضية الفلسطينية القضية الرئيسة لها حتى انتهاء الاحتلال وقيام الدولة الفلسطينية وعاصمتها القدس الشريف.‏

بيان المؤتمر: بلاد الشام هي منطلق الدعوة إلى الله‏

كما صدر عن المؤتمر بيان تلاه الدكتور الدكتور محمد عبد الستار السيد وزير الاوقاف جاء فيه: اذا كان الدعاة هم ورثة الانبياء في الدعوة الى الله وتبليغ رسالته الى الناس فما أجدرهم في اقتباس شمائلهم والاقتداء بهداهم كي تظل هذه الوظيفة قائمة بين الناس فيوجد من يدعوهم اذا غفلوا أو تشددوا ويذكرهم اذا نسوا وبالمقابل يعينهم اذا تذكروا ويأمرهم بالمعروف اذا استقاموا وينهاهم عن المنكر اذا انحرفوا.‏

كما جاء في البيان: حيث ان الظروف الراهنة والمؤامرات الخطيرة التي تحاك ضد امتنا وشامنا وعروبتنا واسلامنا تحتاج الى وقفة دعاة يفهمون الاسلام فهما سليما ويسعون في ايصاله الى أبناء الامة بعيدا عن التشويه والتحريف والتقوقع وبما يتفق مع طبيعة العصر الذي نعيش فيه الممتلئ بالفتن الجسام ونظرا لكون بلاد الشام هي منطلق الدعوة الى الله ولما يحمله علماء بلاد الشام عبر التاريخ من منهج وسطي معتدل ولدورهم الرائد في تنمية التفاهم والتقارب وتعزيز الحوار بين أتباع المذاهب المختلفة وللمكانة العلمية والدينية الرفيعة التي تبوأها علماء بلاد الشام ولم شمل أبناء الوطن الواحد والتنبيه الى خطورة وأبعاد ما يجري في المنطقة عموما وسورية خصوصا من أحداث لا تخدم الا أعداءنا وتنعكس سلبا على قضايانا الخارجية وحياتنا السياسية والاقتصادية والاجتماعية والعلمية والدعوية وغيرها في مقابل الاصوات التي ظهرت مع الاسف من بعض الدول العربية والتي تمثل رموزا دينية ودعوية دعمت وأيدت وأفتت بالقتل والتخريب بحق الشعب العربي السوري ولم تقف موقف المنصف والمصلح القوام بالقسط كما أمر الاسلام ونبيه صلى الله عليه وسلم ونظرا لمكانة بلاد الشام ومعالمها التاريخية والدينية والعلمية على مر التاريخ وخاصة المسجد الاقصى المبارك وجامع بني أمية الكبير بدمشق حيث أضحى منارة للعلم والعلماء وموئلا لطلاب العلم والزائرين من كل مكان.‏

واضاف البيان: ان ما سبق يؤكد الاهمية الملقاة على عاتق العلماء عموما وعلماء بلاد الشام خصوصا بصدد تحقيق وتفعيل وترسيخ ما تم الاشارة اليه ولاسيما في أوقات الازمات والملمات حيث ان يقظة الامة لا تكون إلا بالوعي ولا يكتمل لها هذا الدور إلا من خلال العلماء وأهل الوعي مشيرا الى انه وتفعيلا للدور المحوري الهام لعلماء بلاد الشام أجمع المؤتمرون على تشكيل تجمع علمائي باسم اتحاد علماء بلاد الشام وتم انتخاب الهيئة التأسيسية للاتحاد من60 عالما وانتخبت الهيئة التأسيسية مكتبا تنفيذيا وقد انتخب المؤتمر فضيلة الاستاذ الدكتور محمد سعيد رمضان البوطي رئيسا لاتحاد علماء بلاد الشام ونوابا للرئيس هم سماحة السيد سماحة عباس الموسوي من لبنان الشقيق وفضيلة الدكتور الشيخ تيسير التميمي من فلسطين الشقيقة وفضيلة الشيخ محمد هشام سلطان من الاردن الشقيق وسوف يصدر النظام الداخلي للاتحاد لاحقا.‏

بدء فعاليات المؤتمر‏

هذا وكان قد بدأت صباح امس وبرعاية السيد الرئيس بشار الأسد فعاليات مؤتمر علماء بلاد الشام لنصرة القدس «الأقصى صرخة حق في وجدان الامة» الذي تقيمه وزارة الاوقاف بالتعاون مع تجمع العلماء المسلمين في لبنان بمشاركة علماء من سورية والاردن وفلسطين ولبنان وذلك في مكتبة الأسد الوطنية بدمشق.‏

السيد: الخطر الذي يواجه‏

القدس دق ناقوسه منذ أمد بعيد‏

وقال وزير الاوقاف محمد عبد الستار السيد ان القدس كانت على مر العصور مظهرا للتحدي والمقاومة ومطمعا للغزاة وأمام هذه التحديات كانت السبب المباشر لتوحيد العرب والمسلمين أيام صلاح الدين الايوبي الذي حررها من الفرنجة مضيفا.. فلتكن القدس الان السبب المباشر لاعادة جمع العرب والمسلمين ما دام الكل متفقا على تحريرها وان للمسجد الأقصى المكانة العقائدية لدى الامة الاسلامية وان الكيان الصهيوني ما زال جاثما فوق القدس والمسجد الأقصى ويدنس المقدسات وينتهك الحرمات ويهجر أهلها وسكانها ويمارس تطهيرا عرقيا بحق الوجود الاسلامي والمسيحي في المدينة المقدسة باجراءاته القمعية التعسفية المتواصلة.‏

واوضح ان العدو الصهيوني يمضي قدما بمخططاته ومؤامراته للنيل من القدس ومقدساتها كاملة وبالاخص المسجد الأقصى وان محاولاته تنوعت لضم المدينة إلى كيانه ومحاولة جعلها عاصمة أبدية له على الرغم من أنها مدينة محتلة لا يجوز ضمها مخالفا بذلك القانون الدولي والمعاهدات والاتفاقيات الدولية وخاصة اتفاقية جنيف الرابعة.‏

واعتبر الوزير السيد أن ما يجري على أرض فلسطين ومقدساتها يرفع هذه القضية إلى مستوى العالم الاسلامي أجمعه وهي من هذا المنظور ستتحول من صراع على الحدود إلى مقاومة من أجل الوجود ومن قضية شعب وأرض إلى قضية مصير وهوية للامة أجمع داعيا إلى التعامل مع القضية الفلسطينية والقدس والاقصي وكنيسة القيامة باعتبارها جزءا من مشروع استعادة الحياة والوجود والهوية للامة العربية والاسلامية من أجل استئناف مسيرتها الحضارية.‏

واكد وزير الاوقاف أن الجماهير الاسلامية تواقة إلى تضافر الجهود والى التضامن الاسلامي ونصرة القدس والى الصلاة في المسجد الأقصى ومشاركة اخوتنا المسيحيين في الصلاة بكنيسة القيامة موضحا أن الخطر الذي يواجه مدينة القدس والمسجد الأقصى المبارك دق ناقوسه منذ أمد بعيد وكلما تقاعس العرب والمسلمون عن كبح هذا الخطر الصهيوني والتصدي له كثف المحتل من وتيرة تهويده للمدينة المقدسة علانية وهو ماض في تنفيذ مخططاته في مواصلة الحفريات تحت المسجد الأقصى بهدف تعريضه للانهيار بصورة تلقائية رغم أن علماء الاثار اليهود أقروا بأنهم لم يجدوا أثرا لهيكلهم المزعوم.‏

وقال الوزير السيد ان الفضائيات والاعلام الصهيوني المسموم يوجه لنا ضربات في الصميم لنحرف الاتجاه ونعيش أعداء والعدو الحقيقي يتربص بنا الدوائر في كل يوم موضحا أن محاولات زرع الفتنة من قبل أعداء الامة وبث الفرقة والنزاع بين أبناء الامة الواحدة وأبناء الوطن الواحد يأخذنا بعيدا عن قضيتنا الاساسية ما يتطلب من علماء بلاد الشام الذين يتسمون بالمنهج الوسطي المعتدل أن يكونوا صفا واحدا في وجه الفتن التي تبث سمومها من أنحاء العالم العربي والاسلامي وفي وجه الحملات التكفيرية وأعداء الدين وابطال فتاوى القتل والاجرام والارهاب التي يستهدف اصحابها اليوم سورية بمقوماتها الوطنية والقومية والعقائدية والدينية ويحللون سفك دماء أبنائها ويستبيحون أعراضهم وقتل اولادهم وتشريدهم وبأيدي أخوة في العروبة والدين غافلين عما يجري في الاراضي المحتلة وفي القدس الشريف وما تتعرض له المقدسات من تدنيس وانتهاكات.‏

ودعا الوزير السيد علماء بلاد الشام إلى تعرية المخططات والمؤامرات التي تحاك ضد سورية وامتنا فالخطاب الديني الذي يحملون أمانته هو خطاب منضبط بأصول ومقاصد الشريعة وعنوان للتسامح والتآخي ويؤدي دورا رائدا في تصحيح المفاهيم وتشكيل رأى عام يتفق مع مبادئنا الدينية وقيمنا العربية وبما يشمل ثقافة قبول الاخر وهو يوحد ولا يفرق ومن شأنه أن يؤهل الامة لتكون رائدة الخير في المجتمع البشري ويقدم الاسلام للعالم على هذا المستوى الرفيع.‏

وأكد ان المنهج الذي يسلكه علماء بلاد الشام هو المنهج الذي تعيشه سورية بكل أبنائها سلوكا وواقعا مخاطبا علماء الامة بالقول.. على عاتقكم تقع المسؤولية الكبرى في الدفاع عن الارض والمقدسات والحفاظ على الامن والامان واستقرار البلاد مستنيرين باحساسكم الديني العميق كي ينتصر ايماننا وتنتصر امتنا بوحدتنا وكي لا تقع في فخ المؤامرات وشرك من يلبسون عباءات الاسلام.‏

وبين وزير الاوقاف ان المرحلة الحالية التي تتعرض لها سورية وامتنا العربية والاسلامية هي مرحلة مفصلية لا مجال فيها للتهاون والتخاذل مشيرا إلى ان اعداء الامة يتربصون بها ويعملون على تفريق كلمتها ويجهدون للنيل من عقيدتها وتشويه اسلامها بفتاوى باطلة واحكام مدسوسة لا علاقة لها بالدين.‏

واشار الوزير السيد إلى ان المؤامرة التي تتعرض لها سورية تهدف إلى النيل من مكتسباتها وانهاء دورها المحوري الهام في المنطقة ووقوفها إلى جانب حلفائها لتحرير الاراضي العربية المقدسة واستعادة الحقوق المغتصبة موضحا ان ما تريده امريكا وربيبتها اسرائيل ومن لف لفهما ليس تطبيق الاصلاحات ولا تحقيق الحرية والديمقراطية في سورية بقدر ما يهمهم تحقيق ما سعوا اليه جاهدين عبر السنوات الماضية وهو تدمير سورية والقضاء على رسالتها القومية باعتبارها صاحبة المشروع القومي الممانع ورائدة الموقف العربي النضالي الذي يحتضن المقاومة العربية ويدعمها كافضل اسلوب تتعامل به الامة العربية مع العدو الصهيوني المتمثل في دولة الكيان الصهيوني.‏

وقال ان تلك الدول تدرك اليوم ان نضال ابناء سورية في سبيل نشر مبادئ الرسالة القومية وتحقيق اهدافها يعني احباطا لمخططاتها وسدا منيعا يقف في وجه مطامعها في المنطقة العربية والسيطرة على مقدراتها اقتصاديا وسياسيا وعسكريا وثقافيا وبالتالي نهاية أكيدة لها على المدى القريب والبعيد وتقليصا لنفوذها على امتداد الاراضي العربية مؤكدا ان صمود سورية وتمسكها بمواقفها المبدئية الثابتة من مختلف قضايا امتنا وفي مقدمتها تحرير الاراضي العربية المحتلة والمقدسات الدينية واسترجاع الحقوق الوطنية للشعب العربي الفلسطيني كان كفيلا باحباط مخططاتها وافشال مؤامراتها السابقة واللاحقة.‏

واضاف.. ان الهجوم الذي شنته قوى التآمر على سورية شعبا وجيشا وقيادة مستخدمة كل امكانياتها وعبر عملائها بالداخل والخارج يعيدنا إلى حقيقة ان كل ما جرى ويجري في المنطقة ليس الا وجها من اوجه الصراع بين المشروع الصهيوني وحق شعوب هذه المنطقة بأرضها وخيراتها وتقرير مصيرها في محاولة للقضاء على قوى المقاومة ودول الممانعة التي تمثل سورية اهم ركائزها عبر استخدام الامكانات من مال وسلاح واعلام حاضن لمحاصرة كل عوامل وبؤر التصدي للمشروع الصهيوني من حركات مقاومة او دول ممانعة واذكاء كل انواع الصراعات في المنطقة متذرعة بالدفاع عن حق الشعوب بالحرية والديمقراطية ومكافحة الفساد لتحويل الانظار عن الصراع الحقيقي والجذري وبالتالي يكرسون جهودهم اليوم باستهداف كوني لسورية لاسقاطها وصولا إلى اسقاط بلاد الشام ومواقفها النضالية لمواجهة هذه المؤامرة التي تخدم المشروع الصهيوني بكل ابعاده.‏

ولفت إلى ان سورية وشعبها وقيادتها وماضيها وحاضرها ومستقبلها ومقدراتها يتعرضون لمؤامرة كونية دنيئة حيكت في ظلام اجهزة الاستخبارات الصهيونية الامريكية وتنفذها ايد للاسف عربية اثمة ملوثة بكل اصناف الخيانة والتواطؤ لاسقاط مهد الرسالات السماوية في جميع انحاء العالم مؤكدا ان سورية كانت وستبقى القلعة الصامدة الشامخة وشعبها لن يتهاون بالمساس بسيادة الوطن وامنه واستقراره ولن ترهبه المؤامرات والتحديات وانها كانت وما زالت مضرب المثل في وحدتها الوطنية وتآلفها الديني ونسيجها الاجتماعي المتماسك وهي بمقوماتها الحضارية والتاريخية عصية على المتآمرين وعلى كل من يريد النيل منها كما انها ستحبط المؤامرات وتجهض التحديات لانها تدافع عن مبادئ الحق والعدالة وستبقي قلعة المقاومة وفلسطين قضيتها المركزية الأولى وسيبقى المسجد الأقصى وكنيسة القيامة هاجسها حتى تحريرهما من براثن الاحتلال الصهيوني وستبقي بلاد الشام موئلا لكل مسلم حر في دنيا العروبة والاسلام.‏

وقدم الوزير التهنئة باسم علماء بلاد الشام إلى الاخوة المسيحيين بجميع طوائفهم بعيد الفصح المجيد داعيا الله تعالى ان يعيده عليهم وعلى وطننا بالخير.‏

كما قدم تحية اجلال واكبار لقواتنا المسلحة درع الوطن وحماة الديار سائلا الله ان ينصرهم ليعود الامن والاستقرار إلى ربوع الوطن وأن يرحم شهداءنا الابرار الذين قدموا ارواحهم الطاهرة دفاعا عن الوطن.‏

المفتي حسون: نشر الحب والأخلاق والتسامح لتحرير قبة السماء القدس‏

بدوره قال سماحة المفتي العام للجمهورية الدكتور أحمد بدر الدين حسون.. ان من جمال القدر أن يكون لقاؤنا اليوم في دمشق قلب العروبة والاسلام حاملة لواء رسالات السماء ونلتقي في هذه الساعة التي يتطلع فيها العالم كله إلى سورية ليروا ما قالوا انه يوم وقف اطلاق النار في سورية.‏

وأضاف سماحة المفتي.. ان هذه الجملة أحيطت بأكف ناعمة ظاهرها الخير وباطنها الشر وان كل الفضائيات اليوم تنظر إلى ماذا سيحدث على أرض سورية وأنا أقول لهم ما يحدث على أرض سورية اليوم جواب ترونه الان بأعينكم فهؤلاء علماء فلسطين والاردن ولبنان ودمشق قد أعادوا للحق نصابه وقالوا سنعود إلى الشام أرضا ورسالة ولن نعترف بحدود سياسية وستبقى بلاد الشام من غزة إلى أنطاكية كما أرادتها السماء مستقبلة للرسالات حاضنة للانبياء مشرقة بالنور على العالم فلقاؤكم اليوم ايها العلماء هو الرد على فضائياتهم فان اطلقوا النار علينا سنطلق النور عليهم.‏

واعرب المفتي حسون عن استغرابه ممن يرسلون البعثات الواحدة تلو الأخرى قائلاً.. ان البعثة الأولى كانت من أخوتنا العرب وجاؤوا إلى سورية والدمعة في عيونهم على شهداء سورية من مدنيين وعسكريين والتقيت بهم فلما دخلوها ورأوا أبناءها عادوا ليقولوا لساسة العرب ان الدماء التي تسفك في سورية هي من صنع بعض أيديكم مستشهدا بما قاله رئيس البعثة محمد الدابي الذي أكد لهم ان شعب سورية قد وضع دمه من أجل القدس وفلسطين وقد بذل روحه من أجل أمته العربية والاسلامية والسلام الانساني فلماذا أرسلتمونا مراقبين ولم تأتوا أنتم مصالحين مؤيدين جامعين للاخوة في سورية لتكون هي سوركم الحامي ورأس حربتكم التي اقتضيناها للدفاع عن فلسطين وعن أمتنا جميعا.‏

وأضاف المفتي حسون انه وقبل ان يبدأ كوفي عنان مهمته إلى سورية قالوا انه فشل متسائلا لماذا يا أخوتنا من العرب والمسلمين تريدون موت سورية ولماذا تريدون قتلها.. وطلبتم من دعاتكم أن يرفعوا الاكف بعد الصلوات للدعاء على الشام أما كان الحري بكم أن تقولوا اللهم أصلح بين أخوتنا في بلاد الشام واجمع قلوبهم ووحد صفوفهم وأبعد من يريد المكر بهم واما كان الحري باتحاد علماء المسلمين ومن كل أئمة المساجد التي تدعو على أبناء الشام أن يقتدوا برسول الله صلى الله عليه وسلم بما قال في الشام واهلها.‏

وتابع سماحة المفتي.. لقاؤنا ليوم لنعلن أن حدود سايكس بيكو تحت أقدامنا وليست على قلوبنا وليست في مدارسنا مؤكدا ان دماء شباب سورية الذين تم اغتيالهم على يد الارهابيين كانت من أجل القدس فأزهقت على أرضنا وقال.. يا من تريدون الفتنة في أرضنا اتقوا الله فينا فما أعددنا أبناءنا ولا جيشنا الا من أجل القدس فماذا قدمتم ايها العرب لسورية فنحن الذين بذلنا دماءنا في الكرامة في جنوب لبنان وفي غزة.. أما كفاكم طعنا في ظهورنا أما قطعتم عام 1980 من برلماناتكم كل المعونات للمجهود الحربي من أجل سورية ومنعتم أموالكم عام 1981 من أن تصل اليها وساهمتم في الحصار لكي لا يصل السلاح اليها.‏

وقال سماحة المفتي.. نحن نعد الجيل الجديد في سورية والاردن وفلسطين ولبنان الذي لا يعترف بحدود سياسية ولاعرقية ولا طائفية ولا مذهبية ولا يستمع لفضائياتكم المضللة ولا ينتمي لتقسيماتكم.‏

ودعا المفتي حسون العلماء ليساهموا في نشر الحب والاخلاق والتسامح لتحرير قبلة السماء القدس قائلا.. ان ذلك لن يكتمل الا اذا اتحدتم بقلوبكم يا علماء بلاد الشام.‏

وختم سماحته بتوجيه رسالة إلى الانسانية جمعاء وقال.. ثقوا بأن أرضنا باركتها السماء وقدستها أقدام الانبياء وتلقت الرسالات واختارها الله له واختارنا لها فمن أشعل عندنا نارا أحرقته في بيته ومن أهدى الينا زيتا ونورا أضأنا له في قلبه.‏

البطريرك لحام: القدس مفتاح الحرب والسلام‏

من جهته غبطة البطريرك غريغوريوس الثالث لحام بطريرك انطاكيا وسائر المشرق والاسكندرية والقدس للروم الملكيين الكاثوليك قال.. ان قيامة المسيح هي عيد القدس بامتياز وان عنوان هذا المؤتمر لنصرتها مع المسجد الأقصى وصرخة حق في وجدان الامة والعالم بأسره.‏

واضاف ان كل انسان يشعر انه مواطن مقدسي لان القدس مدينة ايماننا كلنا ولذا لا يجوز المفاضلة بالكلام عنها خصوصا بين الديانات فالقدس مدينة مقدسة للديانات بكونها مهد وحي الله للبشر دون تمييز او استئثار أو احتكار كما أنها متأتية من كونها مكان الوحي على مر العصور حتى قبل المسيحية وهي في المسيحية مكان الفداء والخلاص.‏

ولفت إلى أن القدس في الطقوس المسيحية هي أم الكنائس قاطبة ومنبع الطقوس والصلوات والاحتفالات والاعياد الكنسية والاسرار والعبادات موضحا أن كل كنيسة في العالم المسيحي هي كنيسة القيامة وان كل احتفال للمسيحية يوم الاحد هو احتفال بحدث القيامة في القدس والدخول إلى كل كنيسة أينما كانت في العالم هو الدخول إلى كنيسة القيامة وأن الالاف من الاشعار والصلوات والاناشيد تتلا كل احد لاجل القدس.‏

واكد البطريرك لحام ان قدسية هذه المدينة المقدسة للديانات جميعها يجب ان تكون مفتاحا للسلام في المنطقة ولابد أن نبعد عنها كل ما يمكن ان يجعلها سبب نزاع وحرب وكراهية وحقد كما لابد أن ننزع عن القدس كل نظرية سياسية نظرية القوة والبطش ونظرية الاستئثار داعيا العالم كله وبشكل خاص مسيحيي العالم كي يقوموا بحملة عارمة للدفاع عن قدسية القدس وطابعها الفريد الوحيد في العالم والدفاع عن الطابع القدسي الشامل للديانات.‏

وقال ان القدس هي اليوم اكثر من اي وقت مضي وسط العالم ومفتاح الحرب والسلام داعيا الله أن يأتي اليوم الذي نحتفل فيه معا بسلام القدس لانها مدينة الله المقدسة مشيرا إلى أن موضوع القدس والسلام والاقصى والاماكن المقدسة شغل حيزا كبيرا في المجمع السينودس لاجل الشرق الاوسط الذي عقد في روما في تشرين الاول 2010 وضم الكنائس المشرقية وخرج بتوصيات ونداء إلى الاسرة الدولية ولاسيما منظمة الامم المتحدة وناشدها أن تعمل بشكل جاد من أجل تحقيق السلام العادل في المنطقة وذلك بتطبيق قرارات مجلس الامن وباتخاذ ما يلزم من اجراءات قانونية لانهاء الاحتلال للاراضي العربية كافة.‏

وقال البطريرك لحام ان الدفاع الاساسي عن الأقصى والقيامة وفلسطين ومقدساتنا وقيمنا الايمانية المقدسة هو وحدة العالم العربي والاسلامي ولكني اعول اكثر على العالم العربي لان القدس عربية وتاريخها الاطول هو عروبتها ولهذا فان المسؤولية الكبرى تجاه القدس والأقصى والقيامة تقع على كاهل العالم العربي مشيرا إلى أن وحدة الصف العربي هو بيت القصيد وخط الدفاع الأقوى عن القدس وان الانقسام الذي تشهده الامة هو الاساس في تدهور اوضاع القدس في مقدساتها الاسلامية والمسيحية وأبنائنا وبناتنا واخوتنا واخواتنا في المخيمات.‏

واستنكر ما تتعرض له اليوم سورية من تحالف دول عربية عليها ودفع هذه الدول المال والسلاح لاجل تدميرها وعقد قمم لجامعة عربية بدونها مؤكدا ان هذه الجامعة ما عادت تجمع بل تعمل على التفرقة وتحارب وحدة العالم العربي التي هي الاساس لحل القضية الفلسطينية والدفاع عن مقدساتنا في القدس والاراضي المقدسة وفلسطين وبخاصة كنيسة القيامة والمسجد الأقصى المبارك.‏

العلامة البوطي: ملكية الأوطان لاتسقط بالتقادم‏

بدوره قال العلامة الدكتور محمد سعيد رمضان البوطي.. انه من الحقائق التي يجب أن يعلمها كل مسلم عربيا كان أو أعجميا وأن يعلمها كل عربي مسلما كان أو مسيحيا أن مدينة القدس التي تقدست بمسجدها الأقصى أقدس أجزاء وطنه الذي يعيش في ربوعه والذي يفديه بحياته بعد مثوي رسول الله والبيت الحرام انه مهما طال زمن اغتصابها وامتد أمد العدوان عليها ومهما تكاثر جنود الباطل الذين يؤيدون الاغتصاب ويقرون العدوان ويتجاهلون الحق وأصحابه فان ملكية الاوطان لا تسقط بالتقادم كما ان تطاول أمد الاغتصاب لا يحيل الباطل إلى حق ولا يقلب العدوان إلى امتلاك.‏

وأضاف العلامة البوطي...‏

ان التاريخ يقول ان القدس بما حولها حررت من الاحتلال الروماني الذي ظل جاثما على صدرها لعدة قرون وعادت حقا شرعيا لاهلها وذويها من مسلمين ومسيحيين ويهود عن طريق الفتح الاسلامي وتفيأ الكل ظلال الدولة الاسلامية التي ضربت المثل الاسمي للعالم كله في العمل على اسعاد رعاياها كلهم من خلال الاحتكام إلى ميزان العدالة الاسلامية التامة التي ظلت متسامية على فوارق الدين والمذهب واللون واللغة وقد ظلت لهفتها على جميع مواطنيها كلهفة الام الرؤوم على أولادها دون أي تفريق تلك هي الدولة الاسلامية الخاضعة لسلطان الحق والعدل.‏

ولفت العلامة البوطي إلى انه في عهد القرصنة الدولية استلب الحق من أصحابه خلال ظلام ليل داكن من المؤامرة ذات الخيوط البريطانية المعروفة حيث هدمت دعائم حق شرعي قانوني فوق أرض فلسطين وأقيم مكانه كيان اسرائيلي غاصب له أن يتمتع برغائب لاحدود لها وأن يستهين في سبيلها بكل ما هو مرسوم من القوانين والقيم الدولية والانسانية بل أن يمضي ويدوس عليها كما يشاء وفي ظل هذه الصلاحية التي يمتلكها احتل كل ما طاب له أن يحتله من البقاع وفي مقدمتها القدس وراح يبني ما يشاء من المستوطنات لمن يستقدمهم اليها من أطراف العالم وراح يبنيها على أطلال بيوت استحلها فهدمها وطرد سكانها وأصحابها الشرعيين بكل ما شاء من وسائل الارهاب والقتل وأنواع البطش.‏

واكد العلامة البوطي ان العدو الاسرائيلي ما زال يمارس اجرامه هذا دون توقف وانه ماض في ترسيخ المزيد من أقدامه على القدس التي احتلها راميا بذلك حق الامة وصرخة القانون الدولي وراء ظهره بل تحت أقدامه أيضا ان اقتضي الامر.‏

واشار العلامة البوطي إلى ان الشريعة الاسلامية توجب على المسلمين جميعا رد أي عدوان يتجه إلى بقعة ما من ديار الاسلام كما يجب عليهم جميعا العمل بكل السبل على استنقاذ المغصوب منها واعادة الحق إلى أصحابه مؤكدا ان هذا الواجب منوط بالامتين العربية والاسلامية جمعاء حتى تحرير القدس المقدسة.‏

وقال العلامة البوطي.. غير أنه من المؤسف والمؤلم أن الشعور بهذه المسؤولية التي أناطها الله بأعناقنا جميعا قد انحسر عن بال أكثر المسلمين ولاسيما أولئك الذين تفصلهم عن القدس ومأساتها وهاد وجبال واماد ثم ازداد الشعور بذلك تقلصا حتى كاد ينحصر في أفكار وأفئدة أصحاب النكبة أنفسهم أولئك الذين هجروا من ديارهم وحرموا من ممتلكاتهم دون أن يقف معهم على أرض المقاومة والمعاهدة على وحدة المصير الا جيران لهم عاهدوا الله على الوفاء ونصرة الشقيق حتى وان غدت الارواح هي القيمة التي لا بد من بذلها للوفاء واستحصال الحق ولقد كان في قضاء الله أن يكون هذا الجار الوفي هو سورية وقد نظرنا فوجدنا اخوة لنا كانوا من أعز أصحاب الديار المغصوبة استقامة على النهج قد أدركهم اليوم ما صرفهم عن النهج وأنساهم خطورة الميثاق.‏

وختم العلامة البوطي كلمته بالقول.. لقد فرغت منذ أيام من قراءة كتاب عنوانه قطر واسرائيل ملف العلاقات السرية لمؤلفه سامي رفائيل أول ناسج للدبلوماسية الاسرائيلية الخليجية حيث عبر فيه عن اماله في تحقيق التطبيع بين اسرائيل والمنطقة بأسرها ومن ثم في هيمنة الشبكة الاقتصادية الاسرائيلية على مختلف أنشطة المنطقة في زمن قريب متسائلا.. أيهما الذي سيتغلب تفاؤلنا بأنشطة منظمة التعاون الاسلامي التي آلت إلى ذكرى عزيزة قد خلت أيامها وانطوت ولم يبق منها الا عنوان أم أن آمال رفائيل بفضل قادة الخليج وأثريائهم.. الجواب نقرؤه في قول الله تعالى: «والله غالب على أمره ولكن أكثر الناس لا يعلمون».‏

الشيخ الزين: النهوض بالأمة‏

والدفاع عن الأقصى‏

وقال فضيلة القاضي الشيخ أحمد الزين رئيس مجلس أمناء تجمع العلماء المسلمين في لبنان.. ان قضية فلسطين تحتاج من العلماء والشيوخ من مفكري وقادة هذه الامة مراجعة الذات حيث مضى 60 عاما ونيف واسرائيل مستمرة في تنفيذ مشروعها وفلسطين والشعب الفلسطيني مظلوم من العرب والمسلمين والانسانية والحضارة والامم المتحدة ومجلس الامن.‏

واشار الزين الى أن العرب تركوا الشعب الفلسطيني وحيدا يواجه العالم وأوروبا وأميركا والصهيونية العالمية والمؤسسات الدولية وانشغلوا بأتفه الامور فيما اسرائيل مستمرة في تطبيق مشروعها والامة العربية والاسلامية في غياب مستمر عن القرار منذ ذلك الوقت.‏

وخاطب العلماء بالقول ما نحتاجه هو استرجاع القرار الذي نستنبطه من كتاب الله ومن رسوله لا من الدولار لنستطيع ونقرر مساندة الشعب الفلسطيني ونحتاج الى وحدة الامة العربية والاسلامية وتعاونها وتالفها وانسجامها وطرح القيم الانسانية والحضارية التي تملكها وحملها للناس ولاسيما انها تملك الاخوة الانسانية وقيم العدالة والتراحم والالفة والتعاون الانساني.‏

ودعا رئيس مجلس أمناء تجمع العلماء المسلمين في لبنان الى أن يكون لقاء العلماء هذا في دمشق بداية للقاءات تتكرر للدرس والتمحيص والتفكير والتأمل من أجل وضع المشروع الذي ينهض بالامة ويحمي ويدافع عن المسجد الاقصى موضحا ان عملية تحرير فلسطين لا تتم والامة غائبة ومنقسمة على نفسها لان ذلك يساعد العدو الصهيوني المستكبر ويجعله يواصل سعيه لايقاع الفتنة بين ابناء العالم الاسلامي.‏

واضاف ان الصهيونية العالمية وأوروبا وأميركا ومجلس الامن والامم المتحدة تقف وراء اسرائيل فاذا ما دعونا الى تأكيد الوحدة كسبيل لحماية القدس وتحرير فلسطين فهذا أمر من بديهيات الامور وهذه الوحدة لن تقتصر على الوحدة الاسلامية وانما تتعداها للوحدة الانسانية والحضارية بين جميع المذاهب والطوائف من مسلمين ومسيحيين لتنصر كل قضايا المظلومين والمستضعفين في العالم.‏

الشيخ قبلان: القدس محور صراع الأمم‏

من جهته قال فضيلة الشيخ احمد قبلان المفتي الجعفري الممتاز في كلمة علماء لبنان.. ان الشام مرمى الامم ومركز التوازنات في المنطقة لذا لابد أن يؤسس علماء بلاد الشام ذراعا صارخة لتؤرخ على نافذة القدس أن أول وجع العرب خلافهم على اعتبار دارها وأثمان مسارها وتلك أول الفتن على أن استحضار القدس من الشام يعني استحضار صراع الامم وفرز المعسكرات وقسمة الملاحم وخريطة الحروب التي لا تنتهي الا على أسوار القيامة فالقدس ستشكل دائما اختلاف الحق والباطل ومحور صراع الامم والطموحات العابرة والخصومات التي توقد نيران خصومتها بالجثث والفتن والاشلاء.‏

وأضاف قبلان: ان الله تعالى وعد الذين امنوا وصابروا وجاهدوا انهم سيدخلون القدس دخول حرب وفتح بعد أن يسحقوا محتليها لتعود مئذنة السماء وقبة الانبياء وشرف المجاهدين وقلادة الزعامات التي لا تطأطىء رأسها الا لله تعالى.‏

وقال: ان سورية التي شكلت عصب حلف المقاومة والانتصارات تشكل اليوم أيضا حجر التوازنات في العالم وشريكا قويا في صناعة الانتصارات الكبرى بدءا من هزيمة واشنطن المذلة في العراق والتي تهاوي على اثرها اكبر ميزان ردع استراتيجي وصولا الى انتصارات تموز التي حولت تل أبيب من قوة فعل الى طالب ضمانات ومن حرس لمصالح الغرب الى عبء على الغرب ومصالحه.‏

وأضاف قبلان: ان ادخال حلف الناتو بساتر طموحات الشعوب العربية سيتحول الى سايكس بيكو جديدة وما نراه اليوم في ليبيا واشباهها خير دليل على ذلك مؤكدا ان تاريخ سورية المقاومة منذ تكونت لا يجيد الا عقلية يوسف العظمة وسلطان باشا الاطرش والقائد الخالد حافظ الأسد والسيد الرئيس بشار الأسد الذين أرخوا للمقاومة دروسا فأخرجوا الحق عزيزا من المحن والبلاءات.‏

واكد ان يد سورية لن ترفع الزناد في دفاعها عن فلسطين في وقت كانت فيها القدس تباع بخسا في مزادات بعض العرب والاتراك مشيرا الى أن دمشق من القدس كالرأس من الجسد.‏

واوضح قبلان ان التطورات الاخيرة تؤكد شلل يد الناتو وخسارته لمعظم أوراقه في ظل الاصلاحات التي تشهدها سورية والتفاف الشعب حول قيادته وتحمل الجيش والشعب والقيادة الاكلاف الصعبة في الدفاع عن موقع سورية ودورها وانبراء علماء الاسلام لكشف زيف مشيخات الفتن وتجار الاشلاء الذين للاسف حاولوا بكل ما استطاعوا تغطية شياطين الغرب بعباءة الاسلام الحنيف اضافة الى الموقف الروسي الصيني الذي اكد معادلة العالم الجديد انتهاء بالدول الصديقة الاخرى التي اثبتت انها مفخرة للاخلاقيات والدفاع عن القضايا العادلة.‏

ودعا قبلان من غرر بهم الى أن يشاركوا في عميلة اصلاح سورية وتطويرها بعيدا عن أقنعة أستانة ومشيخات الفتنة لانه ليس في عقل حلف الاطلسي الا المذابح كمذابح سايكس بيكو.‏

كتمتو: التأكيد على‏

هوية القدس وعروبتها‏

وقال الشيخ عبد الله كتمتو عضو هيئة علماء فلسطين في الخارج ان دمشق احتضنت أهل فلسطين منذ قدومهم من بلدهم الذي أخرجوا منه بغير حق وأعطتهم ما لم يعط شخص يقيم في أي بلد اخر مضيفا اننا بحاجة الى أن نطلق صرخة من أجل القدس من أرض المقاومة واحتضانها لتدوي في أصقاع هذا العالم على أن هذه الامة لا يمكن أبدا أن تهدأ ولا أن تستقر دون كرامة أو حرية.‏

واكد كتمتو أن الصرخة يجب ان تكون أولا لحكام العالم الاسلامي وينبغي أن تصبح القضية الفلسطينية والقدس ليست مجرد ثقافة في وقت من الاوقات وليس في مناسبة من المناسبات بل يجب أن تكون القدس وفلسطين قضية العرب والمسلمين الاولى كما يسطرون في كل أدبياتهم التي باتوا يغيرونها اليوم في دول الجوار وما حولها داعيا الى الوقوف صفا واحدا في تقديم الدعم المادي والمعنوي والاعلامي وتثبيت الحق كي لا تبقى فلسطين وحيدة في الميدان قائلا ان اردتم استحضار فلسطين والقدس فعليكم أن تجدوها وتوجدوها في كل مشاريعكم اليومية.‏

وأضاف كتمتو: ان ما يفعل اليوم في القدس من تهويد يجب أن يدفعنا لا لان نتكلم في الكلام السياسي عن حكم التهويد لفلسطين ولا أن نقول هل تهويد القدس وفلسطين جائز شرعا أم غير جائز شرعا.. وندخل في هذا الترف الفقهي فالمطلوب اليوم أن نرسخ فكرة نابعة من العقيدة أولا ومن التاريخ ثانيا ومن الديمغرافية والجغرافية ثالثا بأن هذه الارض أرض مسلمة أبدا مهما تقادم عليها الزمن.‏

كما اشار كتمتو الى ضرورة أن تصبح قضية فلسطين أحد مقررات الهيئات التعليمية والتدريسية في كل مستوياتها مستغربا انه في يوم الارض الذي مضى عليه أيام لم نسمع بلدا عربيا واسلاميا يتحدث عنه ويقيم له أنشطة الا سورية مؤكدا أن واجب الدعاة جميعا نشر القضية الفلسطينية عامة والقدس خاصة وفضح مخططات الصهيونية والتأكيد على هوية القدس وعروبتها ومطالبة المجامع الفقهية والعلمية للقيام بدورها في احياء الروح الاسلامية في الامة واصدار الفتاوي التي تلزم الامة حكاما ومحكومين بانقاذ المسجد الاقصى والتأكيد على أن فلسطين والقدس وقف اسلامي ليست ملكا للفلسطينيين وحدهم بل ملك للمسلمين عامة وللاجيال المسلمة الى قيام الساعة.‏

واكد كتمتو ان قضية فلسطين هي قضية الامة لذلك نعلي الصرخة بهذه المفاهيم ونحمل المسؤولية وقال نؤدي الشكر لهذا البلد المعطاء سورية التي تحتضن اليوم مؤتمر علماء بلاد الشام أكناف بيت المقدس حتى ننطلق من هذا البلد الذي يعطينا دروسا في المقاومة وننطلق الى القدس محررين وفاتحين.‏

د.سلطان: الوهابية السلفية‏

تسير وراء المشروع الصهيوني‏

وقال الدكتور محمد هشام سلطان في كلمة علماء الاردن ان حدود بلاد الشام من تركيا الى مصر من النيل الى دجلة فسورية القديمة سورية الكبرى المقاومة للمشروع الصهيوني من النيل الى الفرات والقدس الان هي الشعار والمعركة فاما أن يكون هناك بقاء لسورية ولبلاد الشام واما أن تكون لاسرائيل كما يقول الاسرائيليون لكن خسئوا جميعا ما دامت هذه القلعة قائمة.‏

وأضاف سلطان: اننا الان في موقف صعب لان العلماء انقسموا الى قسمين قسم من العلماء المزيفين الذين يسيرون حاليا وراء المشروع الصهيوني العربي ليحللوا ويحرموا ما شاء وقسم من العلماء النهضويين القوميين الوطنيين المسلمين الذين يحملون لواء المقاومة معربا عن أمله في أن يكون هذا المؤتمر لعلماء المسلمين أجمع وأن يأتي اليه في المرة القادمة من كل البلاد الاسلامية لاننا نعيش في معركة علمية.‏

وأشار سلطان الى ان المعركة الحالية معركة ثقافية وعلينا كعلماء واجب أن نوعي الامة وأن نفهمها أن هناك تيارا اسلاميا أمريكيا على الساحة ليس ابن اليوم معتبرا ان الوهابية السلفية تسعى وتسير وراء المشروع الصهيوني وان هناك أيضا حركات اسلامية تسير في نفس هذا المسار وقال كعلماء علينا أن نوضح هذا وأن نحمي الامانة التي في أعناقنا ونوضح أن هناك معركة بين الحق والباطل والكل يعرف الحق الان.‏

وبين الدكتور سلطان انه ما دامت اسرائيل وأمريكا وعملاؤهم من قطر والسعودية ودول الخليج يسيرون في مسار واحد فهذا يعني أن الحق هو الذي يعادي ولهذا تعادي حاليا سورية لضربها وقصف بلاد الشام من أجل المشروع الصهيوني الامريكي في المنطقة.‏

وقال يجب علينا أن نحمي الرسالة وأن نقف مع سورية في محنتها التي تمر بها وندرك أن هناك مؤامرة ونعرف أن النار تصب من قطر الى هذه الحركات الاسلامية ويمولونهم بالسلاح والمال وبكل شيء من أجل زعزعة هذا الوجود.‏

واضاف سلطان: ان القدس تحتاج الى عمل وقوة وهناك مؤتمرات كثيرة عن القدس وقبل أيام عقد مؤتمر عن القدس في قطر متسائلا كيف يعقد مؤتمر في قطر عن القدس وهي تعترف باسرائيل ومؤكدا انه على الدول التي تريد أن تنادي بالقدس قطع علاقاتها مع اسرائيل أولا ثم تتكلم عن القدس وانه لا يجوز لاحد أن يتكلم عن القدس وعلاقته مستمرة مع اسرائيل.‏

وتابع ان الجامعة العربية التي أصدرت قرارات لمقاطعة سورية للاسف لم تصدر قرارا واحدا لمقاطعة اسرائيل أو بسحب سفير عربي من اسرائيل مؤكدا ان القدس تحتاج الى بلد كسورية صامد قوي ونحتاج أيضا الى أن يفهم الشعب السوري المغرر به أن هؤلاء يتكلمون باسم الاسلام وهم من الاسلام براء.‏

واستغرب قول بعض الحركات الاسلامية في القاهرة وتونس نحن نعترف باتفاقيات كامب ديفيد وقال كيف تكون هذه ثورات وهي تعترف بكامب ديفيد وفلسطين والقدس تحتاج الى معركة سياسية اقتصادية عالمية وتحتاج الينا جميعا كمسلمين وان نكون كلنا معا ومع سورية في هذا الصمود وعلينا حمل هذه الرسالة.‏

واضاف سلطان: ان قلوبنا في الاردن معكم لاننا نعرف الحق والباطل وهناك قوم لا يتكلمون عن اسرائيل ولا عن القدس بينما يتكلمون عن سورية وبعض الحركات الاسلامية تقول ان القضية الان هي سورية وحولت مسارهم من قضية فلسطين الى قضية سورية وجعلوا منها قضية لانهم يعيشون بالمؤامرة الامريكية الصهيونية الاسلامية ولكنهم ليسوا اسلاما ونسأل الله أن يتولد من هذا المؤتمر في هذا البلد المبارك وبلاد الشام التي نزل فيها40 حديثا في فضائل الشام وستبقى صامدة وقلعة نضال حتى تتحرر بلاد الشام.‏

الحلواني: القدس تتعرض‏

لهجمات مسعورة منظمة‏

من جانبه قال عادل الحلواني مدير مؤسسة القدس الدولية سورية.. ان القدس تعرضت على مدى سنوات الاحتلال لهجمات مسعورة وفق برامج منظمة تهدف الى تغيير معالمها واستئصال سكانها بغية تطهيرها من أصحابها وارتكب المحتل مجازر في القرى المجاورة للقدس وعلى رأسها دير ياسين ليرعب الناس ويفرغ القري من ساكنيها ويمسح عن الوجود الشطر الغربي من مدينة القدس والقرى التابعة لها.‏

وأضاف انه بعد نكسة حزيران كان احراق المسجد الاقصى وبدأ مسلسل طويل من محاولات السيطرة على المنازل والاحياء والاوقاف الاسلامية والمسيحية والاعتداء على المقابر وانتهاج سياسة الاعتقالات والابعاد والعبث بمناهج التعليم المدرسي ونشر المخدرات والاضرار بالخدمات الضرورية للناس لمحو الهوية العربية والاسلامية للمدينة وافراغها من أهلها.‏

وقال الحلواني ما فتئت الاعتداءات تتوالى على المسجد الاقصى دون هوادة وكان منها زيارة التدنيس الشهيرة التي قام بها شارون لساحات المسجد الاقصى وانطلاق الانتفاضة الثانية انتفاضة الاقصي عام 2000 وصولا الى زيارات الجماعات اليهودية المتطرفة التي انتهكت حرمة مسجدنا المبارك في الاونة الاخيرة التي شهدت حفريات خطيرة أسفل المسجد وفي محيطه والعالم كله يرى ويسمع.‏

وأضاف الحلواني ان قضية القدس وفلسطين كانت في سورية التي تحتضن العمل الجماعي الايجابي للامة وهي تدفع الان ما تدفع بسبب تلك المواقف المشرفة فكانت سورية أرضا خصبة لنشاطات المؤسسة التي تمول سنويا مشاريع في قطاع الاسكان والتعليم والصحة والمقدسات بملايين الدولارات لكن القدس تحتاج أكثر من هذا بكثير.‏

وأشار الى تجربة مؤسسة القدس في تحفيز المجتمع الاهلي وتحريك شرائحه المختلفة وبيان أساليب الدعم المتنوعة وعقد الشراكات الحكومية داعيا المؤتمر لان يكون فرصة تجمع الجهود العاملة لاجل القدس وتوحيدها وفق أعلى المعايير المهنية وان يكون همها العمل الدائم المتواصل للدفاع عن مدينة القدس المحتلة وتثبيت أهلها.‏

ولفت الى أن اللجنة الشعبية العربية السورية لدعم الشعب الفلسطيني ومقاومة المشروع الصهيوني قدمت الكثير من الدعم للفلسطينيين بصمت ودون صخب كما هو شأن الناس المخلصين داعيا الى العمل المؤسساتي الممنهج الحكومي والاهلي بهدف اطلاق افاق الابداع في ابتكار أساليب ذكية لنصرة القدس.‏

واقترح الحلواني على المؤتمر أن يتم انشاء رابطة علماء لاجل القدس تنظم جهود أهل العلم الشرعي في هذا المضمار لتنضم الى جوار رابطة أطباء لاجل القدس ورابطة مهندسون لاجل القدس اللتين أطلقتهما المؤسسة قبل أكثر من عام علما أن الادبيات المتعلقة بالرابطة متوفرة لدى مؤسسة القدس الدولية.‏

حضر افتتاح المؤتمر أحمد الاحمد الامين العام لحركة الاشتراكيين العرب وفضل الله ناصر الدين الامين العام للحزب الوحدوي الاشتراكي الديمقراطي والدكتور ياسر حورية عضو القيادة القطرية للحزب رئيس مكتب التربية والتعليم العالي والدكتور رياض عصمت وزير الثقافة والدكتور عدنان محمود وزير الاعلام وحسان الصاري وزير الدولة ورؤساء وممثلو الطوائف المسيحية في سورية وعدد من قادة وممثلي فصائل المقاومة الفلسطينية ورئيس اللجنة الشعبية العربية السورية لدعم الانتفاضة وعدد من علماء الدين الاسلامي ورجال الدين المسيحي والمفكرين وأساتذة الجامعات.‏

***‏

تشكيل اتحاد علماء بلاد الشام وانتخاب‏

العلامة البوطي رئيساً في الجلسة الأولى للمؤتمر‏

وقد استهلت الجلسة الاولى لمؤتمر علماء بلاد الشام لنصرة القدس أعمالها بتشكيل اتحاد علماء بلاد الشام وانتخاب العلامة محمد سعيد رمضان البوطي رئيسا له والسيد عباس الموسوي من لبنان والشيخ تيسير التميمي من فلسطين الذي لم يتمكن من حضور المؤتمر بسبب عرقلة سلطات الاحتلال الاسرائيلي خروجه والشيخ الدكتور محمد هشام سلطان من الاردن نوابا له وعضوية ستين عالما: 25 من سورية وعشرون من لبنان وعشرة من فلسطين وخمسة من الاردن.‏

وتحدث في الجلسة التي حملت عنوان «القدس والمسجد الاقصى» كل من فضيلة الشيخ الدكتور حسام الدين فرفور رئيس مجمع الفتح الاسلامي والدكتور توفيق البوطي نائب عميد كلية الشريعة بجامعة دمشق والشيخ مصطفى ملص عضو تجمع العلماء المسلمين في لبنان والباحث الشيخ كميل نصر والمؤرخ التاريخي الدكتور سهيل زكار حيث ركزت المحاور التي تناولها المتحدثون حول موضوعات القدس قضية الامة الاسلامية ومسؤوليتها وقضية القدس في ميزان القوانين والاعراف الدولية ودور علماء الامة في نصرة القدس ودور سورية المقاوم والممانع في الدفاع عن القدس والاراضي العربية المحتلة اضافة الى تهويد القدس والانتهاكات الصهيونية للمسجد الاقصى والمقدسات.‏

ولفت المشاركون الى دور سورية ودعمها لقضية فلسطين والذي تمثل في وقوف الشعب السوري مع اخوانهم في فلسطين في شتى الميادين وفي ثبات سورية ورفضها التفريط بأي حق للشعب الفلسطيني في استعادة حقه الكامل في أرضه وعدم التنازل عن أي حق في سيادة هذا الشعب على أرضه او في حماية ورعاية مقدساته.‏

وأوضحت المداخلات ان التاريخ سجل موقف سورية من العدوان الظالم الذي شنه العدو الصهيوني ولا يزال ضد أهلنا في فلسطين منذ اليوم الاول للاحتلال ودعمها المستمر للمقاومة الشريفة ضد العدو الغاصب منذ فجر هذه المقاومة والحرص على توحيد كلمة فصائل المقاومة في مواجهة العدو الصهيوني اضافة الى امتزاج الدماء الزكية الفلسطينية والسورية التي ضحت لتسقي تراب فلسطين في مواجهة الطغيان الصهيوني.‏

وأكدت المداخلات أن قضية فلسطين يجب ان تبقى القضية المركزية للعالم الاسلامي وانها ليست قضية الشعب الفلسطيني وحده ولا تملك اي جهة كانت تدعي لنفسها الوصاية على هذه القضية تقديم التنازلات او التفريط بذرة من تراب الاقصى او تراب اي جزء من فلسطين معتبرة ان المسؤولية تجاه القدس تبدأ من عدم التفريط بأي شكل من الاشكال بحق الامة في فلسطين وتنتهي بكل وسائل المقاومة للمشروع الصهيوني في اغتصابه الارض وتشريد الشعب.‏

واشارت الى انه ورغم محاولات تضليل الرأي العالمي والتحكم بالمنظمات الدولية إلا ان حق الامم لا يتغير بقرار من منظمة جائرة منحازة وان حقوق الامم تبقى وستسترد بالتضحيات وبذل الجهود مؤكدة ان الحقوق تصان بوعي الامة لمسؤولياتها التي تبدأ باعادة التضامن والتلاحم بين شعوبها ودولها على محور واحد هو الهوية التي يجب المحافظة عليها وعدم التخلي عنها والحقوق الواجب صونها.‏

واوضح المشاركون ان اشغال الشعوب والدول بقضايا داخلية هو أحد أبرز الاساليب التي تصرف طاقات الامة عن توحيد وجهتها نحو قضيتها الاولى قضية بيت المقدس والمسجد الاقصى داعية الى ادراك خطورة تبديد طاقات الامة في مشاغل تصرفها عن قضيتها الاولى قضية فلسطين مؤكدة ان تمزيق الامة واضاعة مقدراتها وتشتيت صفوفها يعتبر تفويتا لاي فرصة يمكن ان تؤدي الى جمع شملها وتحقيق وحدة كلمتها او استعادة مقومات قوتها.‏

ودعا المشاركون جميع شعوب العالم الاسلامي وجميع الشعوب الحرة للدفاع عن الحق والعدالة ومطالبة المنظمات الدولية بالعمل بصدق واخلاص على تحمل مسؤولياتها في الدفاع عن حقوق الشعب الفلسطيني وحماية المقدسات في أرض فلسطين من العدوان الصهيوني الجائر الذي تتكرر من خلاله جرائم تدنيس المسجد الاقصى وسائر المقدسات والاعتداء عليها واقامة المشاريع التي تهدد سلامة ابنيتها.‏

كما أكد المشاركون في مداخلاتهم انه على علماء الامة وفي مقدمتهم علماء بلاد الشام ان تتضافر طاقاتهم لجمع شمل الامة وتوحيد طاقاتها لنصرة قضية فلسطين والقدس واتخاذ كل الوسائل المتاحة في سبيل ذلك معربين عن املهم في نجاح المسعى لنصرة القدس وجمع شمل الامة لتحقيق أهدافها في سبيل ذلك.‏

وبين المشاركون أهمية عودة الامة الاسلامية الى مكانتها الطبيعية وادراكها أن وجودها ومصيرها وكرامتها مرتبط بوجود الاقصى وكرامته وعزته مؤكدة انه لا وجود لهذه الامة ولا عزة ولا كرامة لها والمسجد الاقصى يستغيث ويستصرخ من كيد الصهاينة الذين دنسوه.‏

واستعرض المشاركون تاريخ مدينة القدس والقرارات الدولية الصادرة عن الامم المتحدة ومجلس الامن والتي قوبلت من الكيان الصهيوني بتصعيد ممارساته التعسفية بحق الشعب الفلسطيني والتصرف من قبل هذا الكيان الغاصب على أرض فلسطين تصرف الدولة ذات السيادة لا المحتلة والغاصبة من خلال تغيير الواقعين الجغرافي والديموغرافي واصدار العديد من القوانين التي تضمن لها السيطرة على القدس فضلا عن اجراءاتها شديدة القسوة تجاه الشعب الفلسطيني والمخالفة للاعراف والمواثيق والمعاهدات الدولية مؤكدين ان ما يساعد اسرائيل في التمادي في اجراءاتها القمعية والتهويدية للقدس الدعم الامريكي المطلق لها والضعف والصمت العربي تجاه هذا الموضوع.‏

واعتبر المشاركون أن القضية الفلسطينية شكلت اكبر تحد واجهته الامتان العربية والاسلامية وان ما ساعد على ذلك هو وجود شرخ فكري واجتماعي وديني تمثل باللعب بالورقة الطائفية تنفيذا لمهمة جمعية التبشير الصهيونية التي تقول ان مهمتها اخراج المسلم من الاسلام ليصبح لا صلة له بالله مشيرين الى أن حكام الخليج ينفذون هذه المقولة الصهيونية حيث ارتضوا لانفسهم أن يكونوا أدوات لمخطط ينال من فلسطين الجريحة والوطن العربي واليوم من سورية دولة وحضارة ودورا.‏

كما بينوا ان المتصهينين اصطفوا في المؤامرة التي تحاك ضد سورية واشغلوها ردحا طويلا من الزمن بمجابهات داخلية في الوقت الذي أضحى ما يحصل في الاقصى والقدس من تهويد وتشريد ودمار منسيا لافتين الى خلق الصهيونية للعرب أعداء وهميين لتحويل الانظار عن العدو الاساسي وهو اسرائيل ومن يقف بجانبها من أدوات تستخدمها متى تشاء.‏

وأكدوا ان ما يحصل اليوم في ما سمي الربيع العربي من قتل ودمار وتمثيل بالجثث وتخريب للاقتصاد وتمزيق للحمة الوطنية التي طالما نعمنا بها هو خير دليل على أن المدبرين لذلك لا ينتمون الى هذا العصر بل الى عصور الانحطاط والرجعية داعين الى شحذ الافكار والهمم والتعاضد والتعاون لمناصرة القدس وتحرير الاراضي العربية المحتلة كافة.‏

***‏

الجلسة الثانية تناقش أبعاد‏

المؤامرة التي تتعرض لها سورية‏

كما ناقش المشاركون في المؤتمر في جلسته الثانية ابعاد المؤامرة التي تتعرض لها سورية ومحاولة النيل من مواقفها الوطنية والقومية ودور الفكر التكفيري والفتاوى التحريضية والطائفية وخطرها على وحدة الامة وتوحيد جهود علماء بلاد الشام في مكافحة التطرف والطائفية والتحديات التي تهدد وحدة الامة وسبل مواجهتها من قبل علماء بلاد الشام.‏

وقال الشيخ محمد شريف الصواف المشرف على مجمع كفتارو: ان الاسلام مشروع حضاري تنموي يملك اسباب النجاح والرؤية الاستراتيجية والخطوات المرحلية وشمولية الحل وهو مخطط للصلاح والاصلاح استطاع ان يصنع حضارة انسانية كانت نقطة مضيئة في تاريخ الانسانية ومواجهة التحديات الداخلية والخارجية التي اعترضته منذ بزوغ فجره.‏

ولفت الصواف الى التحديات الخارجية التي تعترض الامة من خلال تكالب اعدائها وتحالفهم لنهب ثرواتها ومخططات التقسيم التي تلوح في الافق لزيادة شرذمتها وبث الروح الطائفية والعرقية وتصدير الفتاوى والتزييف والتهويل الاعلامي والغزو الفكري من خلال العناوين البراقة كالديمقراطية والحرية.‏

وقال: ان هذه التحديات يضاف اليها مجموعة من المشكلات والمعوقات الداخلية كازدياد الفقر وغياب مناهج التنمية الاقتصادية وخطط التأهيل والترشيد وازدياد نسب البطالة وعدم ايجاد حل لمشكلات الامية والتخلف الحضاري.‏

ولفت الصواف الى ان مواجهة هذه التحديات يجب ان تنطلق من التأكيد ان الصراع العربي الاسلامي مع الصهيونية هو التحدي الخارجي الاكبر للامة وضرورة التنبه من المشاريع الاعلامية والسياسية التي تهدف الى تهميش هذا الصراع وصناعة اعداء افتراضيين في الداخل والخارج لشغل الامة عن عدوها المتربص بها.‏

بدوره اوضح الشيخ علي خازم امين سر مجلس الامناء لتجمع العلماء المسلمين في لبنان مسؤولية علماء بلاد الشام في مواجهة المؤامرة التي تتعرض لها سورية وقال: ان العنوان الحقيقي للمؤامرة هو انهاء مقاومة الاحتلال الاسرائيلي لفلسطين وقتل روح الجهاد في الامة حيث ان سورية تشكل الحلقة الاقوى الباقية على مستوى الحكومات العربية التي تخاذلت جميعها وقررت الغياب عن هذه الساحة.‏

وقال: ان الاستقرار في سورية يمنع فتنة التقسيم الداخلي ويمنع الحالمين بالخضوع لاسرائيل من تحقيق اهداف المستعمرين وان علماء الدين مدعوون لتحديد دورهم ووظائفهم على هذا الاساس لتجنب الخراب.‏

من جانبه قال مدير اوقاف حلب الدكتور احمد عيسى محمد: ان الواقع العالمي اليوم يتطلب ترسيخ الفكر الوسطي من خلال الالتزام بالتعاليم الاسلامية قولا وفعلا وخاصة في ظل انتشار الفكر التكفيري الذي جلب على الامة الكثير من المصائب مضيفا ان محاربة مظاهر التشدد والغلو ونبذ الآخر والتفرقة الطائفية تأتي من خلال فتح الباب لتلقي العلم الشرعي الصافي عن العلماء العاملين المخلصين ودعم ذلك وتشجيعه وافتتاح كليات العلوم الشرعية في الجامعات لان الاسلام الوسطي في بلاد الشام هو الذي يجب ان يصدر الى العالم اجمع لانه المعبر القوي عن حقائق الدين ولبابه.‏

وأكد انه لا يمكن لاي مسلم ان يقر بالسياسات الاستعمارية في سورية التي تحرض على تشجيع الفتنة وتنمية بذور الفرقة بين افراد المجتمع الواحد والمتعايش بالاعتماد على شعارات خاطئة ومشبوهة ومتخفية وراء قرارات اممية تتحكم في تفسيرها وتأويلها وتجعلها اداتها القانونية للتدخل في الشؤون الداخلية في سورية لنشر الفوضى والانقسام.‏

بدوره اكد عباس علي الموسوي عضو مجلس امناء تجمع علماء المسلمين في لبنان ان الخيار الوحيد لمواجهة الاحتلال الاسرائيلي لفلسطين يتمثل بالمقاومة المسلحة لانها اللغة الوحيدة التي يفهمها.‏

وقال: ان الاحتلال يحاول اختراق نهج المقاومة والدول الممانعة عبر ادواته المتمثلة في وسائل الاعلام المأجورة التي حولت قضية فلسطين الى شأن هامشي وسخرت اخبارها لتشويه الحقائق وبث الفرقة.‏

واضاف: ان اقسى ما يمر على امتنا من المحيط الى الخليج التي تعيش الفوضى والاضطراب هو الاختلافات التي تستند الى غطاء شرعي عبر فتاوى التكفير التي تفوح منها رائحة الدماء لافتا الى ان اهم مهمات العلماء تصب في توحيد الامة ولم شملها وجمع كلمتها وان اول خطوة في هذا المجال تأتي في توحيد العلماء واتفاقهم وتحديد الاولويات.‏

المشاركون للثورة: سورية إحدى حواضن بيت المقدس .. وستبقى بلد الأمان والاستقرار‏

وفي لقاءات أجرتها الثورة أكد المشاركون في المؤتمر على أن سورية احدى حواضن بيت المقدس واكتاف بيت المقدس، مشيرين الى ان انعقاد هذا المؤتمر في دمشق حاضنة المقاومة ياتي لتنشيط ذاكرة العرب الذين نسوا القضية الفلسطينية ان سورية ورغم ما تتعرض لها من عدوان لم تنسى ان توجه انظار العرب والمسلمين الى مسرى النبي ومهد السيد المسيح عليهما السلام.‏

الشيخ ملص: صرخة مدوية في وجدان الأمة‏

بدوره قال الشيخ مصطفى ملص عضو مجلس تجمع العلماء المسلمين في لبنان انه بعد ان انشغل العرب والمسلمون في الكثير من القضايا الجانبية، وبعد أن اخذ التدخل الاميركي في شؤون المنطقة يدفع بأمتنا نحو مسار تصالحي مع العدو الصهيوني في مقابل مسار تصادمي معها بين العرب والمسلمين، وما ادى اليه ذلك من جعل القضية الفلسطينية في المرتبة الثانوية من مراتب الاهتمامات العربية والاسلامية، جاء هذا المؤتمر على ارض دمشق الفيحاء ليكون اسماً على مسمى، مؤتمر علماء بلاد الشام في لبنان وسورية والاردن وفلسطين، يعلنون من خلاله الصرخة المدوية في وجدان هذه الامة كي تنتبه الى مسارها وتعرف اين تضع اقدامها في الوقت الذي يقوم فيه العدو الصهيوني بكافة الاجراءات التي تكفل الوصول الى تهويد المدينة المقدسة وتحويل دولة فلسطين الى اليهودية بالكامل.‏

واوضح الشيخ ملص ان اسرائيل تعمل للوصول الى هذه الغاية على طرد العرب والمسلمين وبالتالي افراغ فلسطين من كل وجود واثر عربيين، مما سيؤدي في النهاية الى جعل هذا الامر، امراً واقعاً يفرض على العرب والمجتمع الدولي بشكل عام.‏

الشيخ غبريس: نبذ الفتنة‏

بدوره اكد الشيخ حسين غبريس من تجمع العلماء المسلمين في لبنان ان الفكرة التي دعت لعقد هذا المؤتمر هو مدينة القدس المحتلة والمخاطر التي تتهددها هذه الايام، وكذلك بسبب الهجمة الكونية التي تتعرض لها سورية منذ عام تقريباً.‏

واشار الشيخ غبريس الى ان احتضان سورية لهذا المؤتمر يظهر للعالم اجمع ان الموقف الشرعي لعلماء الدين ليس كما تروج له بعض الفضائيات العربية التي حولت منابرها للاسف الى ابواق فتنة تضخ السموم ليل نهار بالاكاذيب والاضاليل بغية صرف الانظار عن فلسطين والاقصى.‏

الشيخ الحراش: المعركة مستمرة لاسترجاع الحقوق المغتصبة‏

من جانبه اكد الشيخ عبد السلام الحراش منسق ندوة العلماء المسلمين في عكار وشمال لبنان ان اهمية هذا المؤتمر تنبع من كونه يعقد في دمشق حاضة المقاومة الشريفة في المنطقة، ويأتي لتنشيط ذاكرة العرب الذين نسوا القضية الفلسطينية ان سورية ورغم ما تتعرض له من عدوان دولي غير مسبوق فهي لم تنسى ان توجه انظار العرب والمسلمين الى مسرى النبي ومهد السيد المسيح عليهما السلام.‏

وشدد الشيخ الحراش على ان المعركة مستمرة والاتجاه واحد لتحقيق الاهداف المرجوة لاستعادة كل فلسطين والجولان، وان الارهاب الدولي المنظم الذي تقوده اميركا انما هو لثني سورية عن مواقفها الوطنية والقومية الثابتة، ومنها هذا الحراك الايجابي اليوم لتكون البوصلة باتجاه مدينة القدس.‏

الشيخ الشمساوي: وحدة الكلمة والصف لتحرير القدس‏

بدوره قال الشيخ حسين الشمساوي ان اهمية المؤتمر تأتي من تأكيده على الوحدة الدينية ووحدة الكلمة ووحدة الصف في سبيل تخليص القدس من الايدي الآثمة التي تعيث فيها فساداً لردح من الزمن، فالعدو الصهيوني يرتكب ابشع الجرائم بحق الشعب الفلسطيني على مرأى ومسمع من العالم دون ان يحرك ساكناً، كما يواصل هذا العدو الغاشم فرض المزيد من اجراءاته العنصرية لتهويد مدينة القدس وطمس معالمها وهويتها الحضارية الاسلامية والعربية.‏

الشيخ اسماعيل: إسرائيل عدونا الأول‏

أما الشيخ احمد اسماعيل من علماء لبنان فقال ان هذا المؤتمر يأتي في وقت مهم تتعرض فيه سورية لمؤامرة دنيئة بهدف اضعافها وكي تغير مواقفها الوطنية والقومية الثابتة، مشيراً الى ان اسرائيل هي العدو الاول للأمة العربية وكذلك اميركا التي تريد الهيمنة على المنطقة والعالم.‏

واكد الشيخ اسماعيل ان القدس والقضية الفلسطينية برمتها مغيبة الآن عن العالم العربي والاسلامي، وان هناك كثيراً من الدول وعلى رأسها قطر تتحدث باسم الاسلام والعرب تضع نفسها في الخندق الصهيوني وتتشدق بأنها تريد تحرير الاقصى فالتستر باسم الدين وعباءة العروبة والاسلام لا يجوز، وعلى الانسان ان يكون لديه الوعي الكافي لتحديد المخاطر وتوجيه البوصلة بالاتجاه الصحيح، فالمسلم ليس عدواً لأخيه المسلم، لأن العدو هو واحد لكل العرب والمسلمين وهو اسرائيل واميركا.‏

الشيخ كتمتو: رفض مشاريع التسوية والأمركة‏

من جهته قال الشيخ عبد الله كتمتو من علماء فلسطين ان انعقاد هذا المؤتمر في دمشق انما هو في المكان الطبيعي الحاضن والداعم للمقاومة والمساند للقضية الفلسطينية، مشيراً الى ان سورية هي الوحيدة التي بقيت على مواقفها ولم تتغير في الماضي والحاضر.‏

واوضح الشيخ كتمتو ان سورية هي احدى حواضن بيت المقدس، واكتاف بيت المقدس، وحضور هؤلاء العلماء من بلاد الشام الذين كانوا على مر التاريخ مرجعاً لكل الباحثين عن احكام الشرعية والعقائدية في المجتمع الاسلامي، فاليوم يقومون بدورهم الطبيعي في تجلية حقيقة الموقف من القضية الفلسطينية خاصة والقضايا العربية بشكل عام.‏

واكد الشيخ كتمتو ان قرار علماء بلاد الشام هو الرفض لكل مشاريع التسوية والامركة والصهينة، ومشروعهم الحقيقي هو المشروع الاسلامي الحضاري الانساني الذي يحقق للانسان العربي المسلم كرامته وانسانيته وحريته بأن يكون سيد نفسه، لا أن يكون عبداً لأي كان سواء سياسياً ام اقتصادياً او اجتماعياً.‏

الشيخ الخطيب: استنفار طاقات الأمة لنصرة فلسطين‏

من ناحيته قال الشيخ أدهم الخطيب استاذ في معهد الشام العالي ان اهمية هذا المؤتمر تنبع من كونه ينعقد في وقت يتناسى فيه الكثير من العرب مسؤوليتهم في نصرة اهلنا في فلسطين الذين يعانون الظلم والاضطهاد الذي يطاول البشر والحجر، خصوصاً وان هناك حملة صهيونية منظمة لتهويد القدس الشريف، ما يفرض على جميع المسلمين ولاسيما العلماء رجال الدين استنفار كل طاقات الامة من اجل القيام بمسؤوليتها تجاه نصرة اهلنا في فلسطين المحتلة.‏

واضاف الشيخ الخطيب ان هذا المؤتمر ينعقد الآن في سورية الصامدة التي تدفع ثمن صمودها في وجه الصهاينة من خلال المؤامرة التي تتعرض لها بمشاركة بعض الاعراب الذين باعوا ضمائرهم وتحولوا من خندق الاهل الى خندق الاعداء واصبحوا اداة بيد الصهاينة يحققون لهم ما عجزوا عن تحقيقه بأنفسهم.‏

الشيخ النفاخ: صيحة من القلوب‏

من جهته قال الشيخ بشار النفاخ وهو خطيب مسجد في دمشق ان المسجد الاقصى هو القضية الاولى كونه اولى القبلتين، وثالث الحرمين الشريفين، وكونه يتوسط الارض المباركة التي جعل الله منها مولد السيد المسيح عليه السلام ومعراج النبي محمد صلى الله عليه وسلم وملتقى الانبياء في ليلة الاسراء والمعراج.‏

واضاف ان انعقاد هذا المؤتمر في هذه الظروف العصيبة والجراح التي تمر بها سورية يعتبر صيحة من القلوب لكل انسان حر يؤمن بحق العرب والمسلمين، وواجبهم تجاه مقدساتهم الاسلامية والمسيحية، مع تناسيهم لجميع خلافاتهم وارائهم المختلفة في سبيل توحيد الجهود لنصرة القضية الفلسطينية العربية الاسلامية والمسيحية على جميع الاصعدة مشيراً الى ان اسرائيل المفتعلة في هذه الارض ترى الآن فرصتها الذهبية في اقتناص الوقت لتحقيق مآربها، وهذا ظاهر من بعض القنوات التي جعلت قضية فلسطين آخر قضاياها، وانشغلت باشعال نيران الفتن المذهبية والطائفية التي يسعد بها الكيان الصهيوني واعداء الامة.‏

السيد مرتضى: بوحدتنا نفشل مخططات الأعداء‏

بدوره السيد علي الهادي قاسم مرتضى في لبنان قال ان محاولات الاستعمار الفكري الحديث تسعى للهيمنة على فكر ووعي وثقافة الامة العربية والاسلامية، وان قيام هذا المؤتمر يأتي لمواجهة هذه المحاولات الاستعمارية الهادفة لتفتيت الامة وتشرذمها ودحضها، وليؤكد ان هذه الامة لن تغيب ابداً ولن تنسى قضاياها الحقيقية الكبرى وفي المقدمة قضية القدس الشريف.‏

واضاف ان وحدة علماء بلاد الشام حول هذه القضية دليل واضح على الأهمية الكبيرة للمكانة التي تحتلها القدس مهد الانبياء ومسرى النبي الخاتم وقبلة المسلمين الاولى، في قلوبنا جميعاً مؤكداً ان عقد هذا المؤتمر في هذا المكان بالذات نظراً لأن هذه المنطقة هي مهد الحضارة الاسلامية في بلاد الشام الواسعة.‏

واشار مرتضى الى ان من يدعي بأنه رجل دين ويدعو للقتل والتفرقة ونشر حالة الضياع والتشرذم، ان الدين منه براء لأنه من اتباع الشيطان ودوله التي تريد استعمارنا فكرياً وعقائدياً، وان الله قال بحقهم «ولا تركنوا للذين ظلموا فتمسسكم النار».‏

وأضاف اننا بوحدتنا نسد الطريق امامهم، ونفشل خططهم، ونحمي امتنا العربية والاسلامية، كما دعا مجتمعاتنا الى الحذر والحيطة من اولئك الذين يريدون جر امتنا نحو الهاوية، والى التعقل والتفكر، والعمل لمجابهة التحديات التي تواجهها الامة.‏

الشيخ الحناوي: مكانة القدس في قلوب أهل الأرض جميعاً‏

من جهته الشيخ حمود يحيى الحناوي شيخ عقل المسلمين الموحدين في سورية قال ان الصراع على المنطقة العربية قديم قدم التاريخ وخاصة بعد نزول الوحي على رسول الله محمد صلى الله عليه وسلم وانتشرت رسالة الاسلام وتركز الصراع بشكل متكرر على المقدسات الدينية وخاصة القدس الشريف ونظراً لأهمية موقع بلاد الشام في قلب العالم القديم ومن خلال هذا الموقع الاستراتيجي تسلطت الانظار على بلادنا بشكل عام وعلى فلسطين العربية بشكل خاص وحاضرتها القدس الشريف، مؤكداً ان مكانة القدس معلقة في قلوب اهل الارض جميعاً فهي دار الانبياء ومدينة الاسراء ومهبط الرسالات عدت عليها العوادي وجاءتها مواكب التحرير وتخلصت من الآثمين فالقدس كالمدينة المنورة فهي وعاء نظيف طاهر ومقام التجليات ومهد عيسى ودعاء موسى ومقام شعيب وفيها الآن المسجد الأقصى يتعرض للاعتداء، واضاف هذا المؤتمر جاء تلبية لإغاثة المسجد لأن القدس ثالث الحرمين الشريفين واولى القبلتين اليها تشد الرحال وتطيب الزيارة فمن واجبنا جميعاً ان نهب لنصرة القضية الفلسطينية عامة والقدس الشريف خاصة ولنعمل جاهدين من اجل خلاصها من هذا المخاض الذي جثم على قلوبنا منذ سنين لذلك ندعو لوقفة واحدة بيقين ثابت وايمان كبير جميعاً دون استثناء ادياناً ومذاهب لكي نعيدها الى ما قدر الله لها من مكانة مقدسة شريفة.‏

الشيخ شعيب: انعقاد المؤتمر من‏

سورية له دلالات كثيرة جداً‏

من جانبه قال الشيخ حسام شعيب كاتب وباحث في الشؤون الاسلامية والسياسية ان اهمية المؤتمر وانعقاده الآن في سورية له دلالات كثيرة جداً اهمها انه رغم كل ما تعانيه سورية من حرب كونية بالمعنى الكامل، ما زالت مصرة على نهجها وخياراتها، وعلى رأس تلك الخيارات تمسكها بالمقاومة وتحديداً المقاومة التي تساهم في استعادة الحقوق المغتصبة وخصوصاً فلسطين الحبيبة.‏

واضاف انه رغم المؤامرة ورغم انشغال القيادة السورية بهذه الازمة التي تمر بها البلاد على الصعيد الداخلي او الخارجي، إلا أنها اثبتت انها متابعة للشأن العربي عموماً، وما جرى ويجري في فلسطين على وجه الخصوص سواء مع الاسرى الفلسطينيين او التوسع في بناء المستوطنات او هدم منازل الفلسطينيين، او تغيير معالم القدس الشريف، في وقت ينشغل فيه الساسة والاعلام في العالم العربي بنقل الاكاذيب المتلاحقة وفي التآمر على سورية متناسين القضية الفلسطينية بعد ان غيبوها تماماً.‏

واشار شعيب الى ان القيادة في سورية كانت ولا تزال الحاضن للمقاومة والحاضن دوماً في نصرة القضايا القومية وخاصة القضية الفلسطينية .‏

إضافة تعليق
الأسم :
البريد الإلكتروني :
نص التعليق:
 

 

E - mail: admin@thawra.sy

| الثورة | | الموقف الرياضي | | الجماهير | | الوحدة | | العروبة | | الفداء | | الصفحة الرئيسية | | الفرات |

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية