|
|
السكري والصيام طب حيث يمتنع الانسان عن الطعام والشرابات لساعات طويلة قد تصل الى خمس عشرة ساعة ويحدث تناول لكمية كبيرة منه خلال الساعات الباقية, بالاضافة الى نقص النشاط الحركي اجمالا لذا يجب على المريض واهله ان يكونوا بصورة التعامل مع هذا المرض في هذا الشهر لمعرفة امكانية الصيام والوقاية من حدوث مضاعفات غير مرغوب بها اثناءه والتي قد تكون شديدة مهددة للحياة او تحدث السبات مثل نقص خطير في سكر الدم او ارتفاع شديد او حدوث الحماض السكري ..الخ بشكل عام لايمكننا هنا بهذه السطور ان نطلق احكاما محددة اونعطي رأيا طبيا ملزماعن موضوع واسع كهذا, فله اعتبارات طبية عديدة ووجهات نظر فقهية تختلف باختلاف المريض وحالة السكري لديه. لذلك لانستطيع بشكل قاطع ان نجيز بالصيام او ان نعفي منه بل نلقي الضوء على تأثير الصيام بشكل عام على مرض السكري وكيفية التعامل معه بشكل عام, لافتين الانتباه بأنه على المريض ومع اقتراب شهر رمضان بفترة معقولة ان يعلم طبيبه المختص والمدرك لاهمية الصيام بالنسبة للمريض كواجب شرعي, فيقوم الطبيب بدراسة وضع مريضه بشكل دقيق وينظرفي عمر المريض ونوع مرض السكري لديه وحالة ضبط السكر في الشهر السابق لرمضان ونوع علاجه ودوائه والامراض المرافقة للسكري ومضاعفاته. وبعد دراسةوضع مريضه يقرر الطبيب الحكيم امكانية صيام مريضه ام لا. عندما يقرر الطبيب امكانية صيام المريض يضع خطة علاجية تناسبه اثناء الصوم, فيعدل فيها العلاج ويغير توقيتاته وينصح بحمية مناسبة وبنشاط حركي مناسب اثناءه. وسنذكر لمحة عامة حول امكانية صيام بعض فئات مرضى السكر في رمضان: > مريض السكري المنضبط بالحمية فقط وبدون دواء (وهو من النمط الثاني) فإن الصوم مفيد له ولايسبب له بالعادة اي تأثيرات جانبية. > المريض المعالج بالحبوب (وهومن النمط الثاني) فيمكن للطبيب بعد الاطلاع على وضعه من السماح له بالصيام مع تعديل جرع الادوية وتوقيتاتها اي جعلها مع الافطار والسحور مثلا. > اما المرضى المعالجون بالانسولين هم (اما من النمط الاول اوالثاني) فوضعهم حساس بشكل كبير: الكهول المتقدمون بالعمر وصغار العمر حيث يشكل الصيام خطرا على صحتهم, فهم لايدركون حدوث نقص او زيادة شديدة بسكر الدم تضر بصحتهم. أما الباقي منهم فيعتمد قرار السماح لهم بالصيام بناء على حالتهم الصحية والضبط السابق للسكر لديهم وعدد جرعات الأنسولين ونوعه والتي يتناولونها, فإذا كانت أكثر من اثنتين فلا يتناسب ذلك مع الصيام, وخاصة النوع الأول من السكري أو الشبابي فهو يحتاج الى متابعة حثيثة ووعي من المريض بشكل كبير. أما الحامل السكرية: فإذا كانت مضبوطة على الحمية فقط بدون أنسولين فيمكنها الصيام. أما إذا كانت تحتاج الأنسولين فيعتمد الأمر على حالة ضبط السكر السابق لديها وعدد جرع الأنسولين باليوم للسماح لها بالصيام من عدمه, هذا طبعا بعد أن يسمح طبيب التوليد أساسا بالصيام. هذا ويجب على المريض الالتزام بالنصائح العامة التالية: > الالتزام بالحمية وعدم الإفراط بتناول الطعام بشكل عام وبوجبة الفطور بالذات. > تقسيم الطعام على وجبات متعددة خلال الفترة ما بين الفطور والسحور. > تأخير وجبة السحور > الإكثار من تناول السوائل. > عدم القيام بأي جهد مفرط غير معتاد أثناء النهار وخاصة فترة ما بعد الظهيرة. > الالتزام بفحص مستوى السكر عدة مرات كما ينصح بها الطبيب. > تأكد من طبيبك حول تعليمات الصيام, فيعلمك متى يجب عليك قطع صومك والإفطار مباشرة عند حدوث أي مضاعفات, مثلا عند الشعور بأي أعراض نقص, في السكر مثل دوخة, خفقان بالقلب, تعرق, رجفان باليدين فيجب هنا تناول عصير محلى مثلا وفحص السكر مباشرة ومراجعة الطبيب, أو حدوث أعراض ارتفاع السكر الشديد أو الحماض السكري فيحتاج هؤلاء المرضى الى رعاية طبية فورية. بالنهاية فمن المفيد القول إنه عند اقتراب الشهر المبارك يجب على المريض مراجعة طبيبه المختص الحكيم حول امكانية الصيام, والتعاون معه على ضبط السكر قبل بدء الصيام (إذا نصح به) والالتزام بالتعديل على نمط الغذاء وتعديل الدواء الذي يصفه الطبيب, ومراجعته أثناء الشهر للوصول الى مستوى سكر منضبط أثناءه والالتزام بتعليمات قطع الصوم, كل ذلك يقينا من مضاعفات غير مرغوب بها ويعطينا خير هذا الشهر المبارك وكل عام وأنتم بخير . الاختصاصي بأمراض الغدد الصم والسكري- طرطوس
|
||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||
