باقة جميلة من طلبة الجامعة في سنواتهم الأولى وباختصاصاتهم المختلفة اختاروا المسرح منبراً لهم لينشروا عبيرهم الطيب المشبع بالرؤى الإنسانية في التعبير عن هواجسهم وعوالمهم الداخلية الابداعية.
طلاب بإمكانات بسيطة وصلوا إلى طموحهم فأسسوا فرقة (النهوند) للفنون المسرحية.
وانطلقوا ليقولوا نحن منفصمون في ذواتنا ولكن قررنا تجسيد انفصامنا بحب ومسرح) فكانت (الشيزوفرينيا) أولى ابداعاتهم على خشبة مسرح ثقافي كفرسوسة على مدى ثلاثة أيام..
كانت وقفتنا الأولى مع مخرج ومؤلف العمل محمد الخليل (سنة ثانية علوم سياسية):
الفكرة الأساسية للنص ترتكز على منحنيين: منحى أولي ما يسمى بالانفصام (الشيزوفرينيا) يطال الحياة السياسية والاجتماعية وغيرها فيما تركز المنحى الثاني في الإشارة إلى الفساد وتعريته من خلال عدة نقاط .
والعمل هو جريمة قتل تدور حولها قضية فساد كبيرة لأحد الأشخاص المهمين والذي يمثل شخص الفساد حيث يخرج من القضية بريئاً بينما تقع الادانة على العامل الصغير.
شخصيات العرض هي ست شخصيات تنطلق من التاجر الجشع الذي بدأ حياته برأس مال بسيط وبدأ توسيع نشاطه عبر قنوات مخالفة للقوانين والأنظمة بطرح جريء من خلال الاتجار بالسلاح والمخدرات وذلك بمساعدة أشخاص متنفذين في السلطة ليصبح فيما بعد رمزاً من رموز الفساد.
إلى المحقق الغارق في تكريس الفوضى وسلب حقوق الأبرياء وعلاقاته المشبوهة لنصل إلى الضابط المتنفذ والعامل البسيط.
يضيف المخرج إلى أن غياب العنصر الأنثوي يعود إلى الظروف التي تمر بها بلادنا حيث كان من المقرر أن يشارك هذا العرض بمهرجان في الأردن الشقيق ونظراً لعدم تمكن العنصر النسائي المشارك في العرض من السفر ما اضطرنا لتحويل النص إلى نص ذكوري فقط ولكن سنتدارك هذا الأمر في العروض القادمة.
كما كانت لنا وقفة مع الفنان مهند دليقان (سنة ثانية هندسة زراعية) منفذ الاضاءة والمسؤول عن (السينوغرافيا) في العمل: نحن أصدقاء من المرحلة الاعدادية وكانت لنا أول تجربة مسرحية في المرحلة الثانية (صراخ القبور) للكاتب جبران خليل جبران برعاية شبيبة الثورة ، وكان حلمنا انشاء فرقة مسرحية بداية كانت فرقة مهد القمر ثم أصبحت (النهوند) ومن خلال الموهبة والاجتهاد وحب العمل أصبحنا نتواصل مع مختصين وأساتذة من المعهد العالي للفنون المسرحية للتعرف إلى الأسس الأكاديمية للعمل المسرحي من ضوء وصوت وفضاء مسرحي وغير ذلك.
أضاف دليقان: إننا بإمكانات بسيطة جداً نحاول الوصول إلى طموحنا حيث تم انشاء مركز صغير لتدريب الممثلين والبروفات الخاصة بالعرض المسرحي الأول للفرقة بتعاون الجهات الرسمية من وزارة الثقافة ومديرية
المسارح والمراكز الثقافية، وإننا نحاول الابتعاد عن الشللية والفرقة جاهزة لاستقبال المواهب كي نتعاون في انجاز شيء يفيد في تقدم مسيره الحياة التي نعيشها من خلال المثابرة والتدريب المستمر.
كما أن خطة العرض في المراكز الثقافية والمسارح في دمشق مبدئياً.
رامي عدره (سنة ثانية حقوق) ممثل يقوم بدور ضابط فاسد استخدم نفوذه في خدمة وتسيير تشاطاته المشبوهة لأصحاب رؤوس الأموال: أنا متحمس لهذه التجربة بالدرجة الأولى كونها مع أصدقاء منذ أيام الدراسة الاعدادية كما أريد اختبار موهبتي ومحاولة لاخراج قدراتي الكامنة.
يقول رامي: أود المساهمة بالإشارة إلى أماكن الفساد وتعريته والادلال عليه مما يخدم وطننا الغالي في مسيرة الاصلاح وأتمنى الرعاية من الجهات المعنية بالمسرح وشؤون الطلبة.
علي الراس (سنة ثانية كيمياء): أمثل دور رجل طماع رأسمالي انتهازي يحاول من خلال المال السيطرة والتحكم تربطني علاقة برجل متنفذ في الأمن يسهل نشاطي وتجارتي المشبوهة وعندما ينكشف أمري أحاول الهروب إلى خارج القطر ويتم القبض علي في المطار وهو أول عمل أشارك به ، مضيفاً: عانينا في الظروف الراهنة التي تمر بها بلادنا الكثير من الصعوبات ولاسيما بعد مكان السكن عن البروفات وخصوصاً التدريب أيام العطل ورغم ذلك ثابرنا بالحضور والتدريب بشكل دوري لتحقيق الفكرة التي نصبو لها وتقديم رسالة إلى أصدقائنا الطلبة.
ابراهيم حشيش( سنة أولى كلية الحقوق ) بحسب اختصاصي ومعرفتي السابقة بأمور التجارة مسؤول عن الدارة المالية للفرقة ننظم المبالغ المالية الداخلة والخارجة.
الفرقة لها تمويل ذاتي داخلي وهدفها انساني وليس ربحياً وتجدر الاشارة إلى أنها تتألف من 13 شخصاً بين فني وممثل وموسيقي.
تأسست الفرقة عام 2009 بجهود ذاتية و بإمكانات مادية متواضعة جداً من قبل الكادر المؤلفة منه.
ت: سليمان عباس