تألمت سورية احتشدوا للدفاع عنها، تسلل الغادرون إليها ودنسوها، سارعوا لتطهيرها، ليس جديداً عليهم، ليس جديداً على شعب أبى الذل والهوان عبر التاريخ وتهاوت عن عزيمته أحلام الغزاة، وليس جديداً على سورية هذه الآلام فكلمة الحق عند العرب، لها دوماً ضريبتها، كان الجديد عليها فقط!! ألمها من فلذات كبدها من أقرب الناس إليها، من أبنائها من أولئك القلة القليلة الذين يعاقبونها على حلم تأخرت عن تحقيقه لهم أو زهرة وعدتهم بقطافها ولم تستطع سورية، ببرها وبحرها وجبلها، تصرخ من أولئك القلة الذين ضاع بهم كل شيء وهي ما زالت تحاول استرجاعهم، وأبناؤها الشرفاء ينادونهم نحن ما زلنا ننتظر عودتكم سورية مهد الديانات، سيدة الحضارات، منبع الرجولة والرجال، أذهلت العالم بقوتها وتكسرت على أبوابها أطماع العدو، برهن شعبها على أنه شعب صنديد يرفض الموت فوق أرضها إلا دفاعاً، هذا الشعب الذي أذهل القريب قبل الغريب والصديق قبل العدو بجبروته وعنفوانه.
هذا الشعب الذي تسمرت أنظار العالم نحوه ودهشوا من حبه لأرضه ولقائده ذلك القائد الذي رفض احتلال العربي للعربي كما فعل أصحاب الشماغ منهم والحمامدة هو حاضن المقاومة وراعيها، هو من فتح قلبه وقلب سورية لكل عربي رغب بزيارتنا فدخل قلبنا دون تأشيرة دخول.
لم يعجبهم أصحاب القلوب السوداء قاطني البيوت البيضاء، فوظفوا الحمدين ليكونا حاملي بريد السلطان العثماني الجديد ووظفوا أصحاب العباءات ليكونوا الحاجب عند تمثال حريتهم شعب وقائد رفضوا أن يعودوا أحفاد السلطان العثماني وأبوا أن يكونوا إلا أحفاد سلطان باشا الأطرش، رفضوا أن يكونوا ملوكاً عند الجنرال الخشبي غورو وفضلوا أن يبقوا جنوداً عند صلاح الدين الأيوبي، لم يعجب ذلك مستكلبي الريالات فشنوا حربهم الإعلامية فوقفنا جميعاً دفاعاً عن أرضنا ناسين أولئك عن قصد تاريخنا العظيم فأصبحوا عرباً دون ذاكرة توجعنا نعم، فقدنا أعزاء، نعم، لكن عند الدفاع عن العرض والشرف والأرض يهون كل شيء فأصواتنا وأصوات الشرفاء تخترق عباب السماء، سوريتي حبيبتي لا تحزني فشعبك معك وأنت تستحقِ أن تتوجي برجال، لا تغضبي على القلة من أبنائك فأنت الحنونة ونحن الأوعى والأقوى دوماً بك، وبجيشنا الباسل، بصغارنا وكبارنا، بشيوخنا ونسائنا، بأسدنا أقوياء، فنحن من اخترناك، فتنكروا لنا لأننا اخترنا الوطنية ناسين أننا شعب يرفض الموت، وقائدنا أسد يأبى الركوع وفوق كل ذلك نحن نصلي لأجلك مع الأنبياء.