ولكن للأسف ... فقد بقي الكثير من تلك الأوراق وحيداً إلا من كتابات الطلاب وأخطائهم.
شهران مضيا على انتهاء الامتحان في كلية الآداب الثانية بطرطوس وطلابنا ينتظرون ... وينتظرون في حالة من القلق والترقب والكل يتساءل عن سبب التأخير.
لذلك توجهت إلى الطلاب لأقف على آرائهم في هذا الموضوع واسمع مايتوقعونه من أسباب أدت إلى هذا التأخير.
تقول رنيم طالبة لغة عربية سنة ثالثة: فعلاً لقد تأخر صدور النتائج الامتحانية كثيراً كنا نريد أن نعلم نتائج جميع المواد حتى إذا رسبنا في إحداها نبدأ بدراستها من جديد. لكن تأخر صدور هذه المواد وقف عائقاً أمامنا وتقول رنيم إن المسؤولية في هذا الأمر تقع على عاتق دكاترة الجامعة الذين لم يلتزموا بوقت معين لإنهاء تصحيح موادهم.
بينما تؤكد الطالبة صفاء من قسم اللغة العربية سنة ثالثة بأن أحد الدكاترة أعلمهم أنه انتهى من تصحيح مادته وقام بتسليمها ومع ذلك فنتائج المادة لم تعرف بعد.
وقد راعت الطالبة جينا وهي طالبة لغة انكليزية سنة ثالثة الوضع الراهن وقالت إن هناك بعض الدكاترة من مدينة حمص وهؤلاء نعذر لهم تأخيرهم ولكن ماذا عن باقي الدكاترة.
كما أشارت الطالبة إلى حالة التوتر والقلق التي تنتاب الطالب وهو ينتظر نتيجة امتحانه.
وتلك الحالة نفسها هي التي تحدث عنها حازم وهو طالب لغة يقف تخرجه على هذه مادة واحدة لم تظهر نتائجها بعد فقد أصبح همه الوحيد أن تصدر نتائج هذه المادة لتقرر مصيره.
وقد كان لنا لقاء مع الدكتور ماهر حبيب الوكيل الإداري في الكلية ودكتور في قسم اللغة العربية لنستمع إلى رأيه في هذا الموضوع.
وقد أكد لنا بأن وضع البلد كان له التأثير الأكبر على تأخر بعض المواد، فهناك عدد من دكاترة مدينة حمص لم يستطيعوا استلام موادهم وأكثرهم يدّرسون في قسمي اللغة الفرنسية والانكليزية، كما تعذر على بعضهم إرسال سلالم تصحيح المواد، فلو تم تكليف أحد من الجامعة بالتصحيح بدلاً من دكتور المادة فسيظلم الطالب حتماً.
ولكنه أكد أيضاً بأن هذا الموضوع سيتدارك في أقرب وقت ممكن، وقد تحدث الدكتور حبيب عن ضرورة مراعاة ظروف الدكتور لاسيما في هذا الوضع الذي يعيشه بلدنا، فكما تؤثر هذه الظروف على الطالب تؤثر أيضاً على الدكتور.
وفي لقاءٍ آخر مع المهندس شادي جريعة -رئيس قسم الامتحانات في الكلية أخبرنا أن هناك بعض المواد التي سُلمت فعلاً من قبل دكاترتها ولكنها تحتاج إلى التدقيق أكثر من مرة يقول: « قد يمضي أسبوع لا نستلم فيه أي مادة بينما نستلم في الأسبوع الذي يليه عدداً من المواد، وتدقيق هذه المواد يحتاج إلى بعض الوقت».
وأشار المهندس جريعة إلى وجود إشكالات في بعض المواد قائلاً: « لا نستطيع إصدار نتيجة أي مادة وهناك دفتر واحد فيه أي إشكال وهكذا انتهى لقاؤنا في هذه الكلية التي تعج بضجيج طلاب منتظرين متلهفين لحصاد ما زرعوه، منهم من يتأفف مشتكياً لائماً دكاترته ومنهم من يعترف بوجود ظروف تمنعهم من إتمام واجبهم مراعياً تلك الظروف.
ويتجلى للحق في هذا الموضوع طرفان، طرف الطلاب الذين يحق لهم أن يطالبوا بنتائج ما قدموه، وطرف الدكاترة وكادر الكلية الذين يتعبون ويدققون لتقديم أفضل النتائج عدا عن ظروف البلد الذي طغى تأثيرها على كل مواطن سوري علماً بأن الهيئة الإدارية في الجامعة حملت الكلية مسؤولية التأخير في إصدار نتائج المواد فغالبية المواد قام أعضاء الهيئة بنشرها ولولا ذلك لما استطاع الطلاب معرفة نتائج العديد من المواد حتى الآن.