وفي مقدمة حديث طلاب كلية الآداب نجد قصة التشاركية بين عدد من الأساتذة على تدريس مقرر واحد حيث يقسم المقرر أو الكتاب إلى ثلاثة أقسام وأحياناً أربعة ليقوم كل أستاذ جامعي بتدريس قسم أو جزء وهكذا تضيع الطاسة بالنسبة للطلاب بين أسلوب هذا الأستاذ وذاك الأستاذ وبين طرائق ووضع الأسئلة الامتحانية وأساليب التصحيح ووجهات النظر في الإجابات الحرفية أو التقريبية وتوزيع العلامات وغيرها من النقاط التي يجد الطالب فيها شيئاً من الظلم.
حول هذه المشكلة أفادنا عدد من رؤساء الأقسام في كلية الآداب في إشارة إلى حاجة القسم ومصلحته ومصلحة الطالب أيضاً.
فقد يتواجد في القسم أستاذان أو ثلاثة أساتذة من نفس الاختصاص وعلى سبيل المثال (يوجد ثلاثة أساتذة باختصاص علم السكان في قسم علم الاجتماع) ففي هذه الحالة توزع المادة على هؤلاء الأساتذة وفق عدد الساعات المخصصة لكل أستاذ إذ من الأفضل أن يدرس المادة الأساتذة المختصين بها.
في بعض الأقسام الأخرى مثل اللغة العربية يوجد تشعب كبير في بعض المواد وقد يدرس المادة خمسة أساتذة بحسب كل جزء من المقرر.
ومع ذلك يرى هؤلاء أنه لامشكلة في ذلك ولايوجد تضارب في الأسئلة التي يضعها الزملاء فكل أستاذ مسؤول عن قسمه فقط ويضع أسئلة وفق المحاضرات التي درسها وكذلك التصحيح وتوزيع العلامات.
ولعل السبب المباشر لوجود هذه المسألة في الكليات النظرية في جامعة دمشق يعود لتوفر أعداد كبيرة من الأساتذة والكادر التدريسي بينما لانجد ذلك في الجامعات المحدثة حيث كل مادة يعطيها أستاذ واحد وهذا يعود لعدم توفر كادر تدريسي كبير.
النقاط الأخرى التي تحدث عنها الطلاب تتعلق بطرائق وضع الأسئلة الامتحانية لدى بعض الدكاترة ويبدو أنها لاتخضع لأي نوع من الرقابة فقد يضع أستاذ المادة جميع الأسئلة من جزء صغير من المقرر أو جزء مخفي ومهمل هو نفسه لايعيره الاهتمام أثناء المحاضرات ويضع على هذه الأسئلة علامات كبيرة.. وهذا بحد ذاته ضربة لعدد كبير من الطلاب وتدنٍ في نسبة النجاح.
ويشير هؤلاء إلى عدم تمكنهم من متابعة جميع المواد التي ينجحون بها بسبب السرعة في تغيير النتائج على اللوحات الاعلانية في الكلية..
وعندما يتقدم الطالب بكشف علامات أو كشف مواد لمعرفة المواد التي ترفع أو نجح بها لابد أن يدفع مبلغاً من المال وعلى الأغلب لايقبل طلبه إلا إذا كان يحمل كتاباً من جهة رسمية أخرى تطالب بهذا الكشف والكثير من الطلاب يعتقدون أنهم ترفعوا إلى سنة جديدة بحسب متابعتهم لنتائجهم ولكنهم يفاجؤون بأنهم يحملون مادة أو مادتين من سنوات سابقة.. لتأتي إجابات الموظف في التسجيل وإن وضعك غير معروف وعليك التقدم لشؤون الطلاب لبيان الوضع.
وهنا يشير الطلبة إلى مسألة أخرى تواجههم وهي التزاحم اليومي لدى موظفي الشؤون الطلابية والامتحانات حيث يكون الموظف غير قادر على الاستماع لمشكلة الطالب أو تلبية حاجته إلا بتكرار الطلب والعودة أكثر من مرة والانتظار الطويل وعلى الأغلب يوجد موظف واحد على الكوة التي يتزاحم أمامها عشرات الطلاب.
ويسأل هؤلاء: أن تعلق أوضاع الطلاب على لوحات الاعلانات بعد كل فصل دراسي على شكل نشرات توضح أسماء الطلاب الراسبين والناجحين والمنقولين والمترفعين.
ويتمنى هؤلاء أيضاً أن تخصص نافذة واحدة تضم الامتحانات والتسجيل وشؤون الطلاب والصندوق بدلاً من التنقل من مكان إلى آخر بحيث ينهي الطالب أموره بشكل أسرع وأسهل وكذلك أسرع وأسهل على الموظفين.
أما المقترح المطروح من قبل بعض الطلاب ويجد فيه آخرون أنه فكرة جيدة تساعد على التواصل المباشر بين الطلبة وإدارة الجامعة.. هو تخصيص لقاء طلابي إداري ولو بشكل فصلي يجمع بين طلاب كل قسم أو كلية بحسب الضغط الطلابي لديها ولمن يرغب، تستمع فيه الإدارة إلى حاجات الطلبة ويستمع الطلاب إلى خطط عمل وبرامج الإدارة والقرارات الجديدة التي تصدر بشكل واضح لايكون فيه مجال للاحتمالات والشائعات.
وحول هذه النقاط توضح مصادر مسؤولة في كلية الآداب والتربية أن هناك خصوصية لهذه الكليات من حيث أعداد الطلاب الكبير جداً وأعداد مقررات كبيرة جداً أيضاً ففي كلية الآداب 850 مقرراً ويوجد 15 قسماً هذه مسألة ليست سهلة وفي كلية التربية يوجد 9 أقسام ومئات المقررات وبالتالي من المنطقي أن توضع نتائج جميع هؤلاء الطلاب مع بيان وضع كل طالب على لوحات الاعلانات.
وقد يكون هناك بعض الأخطاء بسبب اهمال موظف أو ضغط العمل لكنها تعالج بشكل انفرادي ويأخذ الطالب حقه.
وبخصوص الكوة الواحدة فإن الكليات تسعى إلى تحقيق ذلك إلا أن الأمر مرتبط بتوافر الأبنية والأمكنة الكافية .. إضافة إلى رئاسة الجامعة لاتقصر حالياً برفد الكليات بالموظفين التي تحتاجها.