وهــــي جماعة مســلحة يقودها إياد اغ غالي وتشكل عنصراً أساسياً في التمرد المسلح كمــــا أعلنت «حركة التوحيــد والجهاد في غرب إفريقيا» وهي فـــرع من تنظيـــم ما يعرف بالقاعـــدة في المغـــرب مشــــاركتها في القتـــال، علمــــاً أن هذه الحركـــة يديرهــا ماليون وموريتانيون ولكن من هم الطوارق وما وضعهم في جمهورية مالي؟
يؤكد الباحثون أن الطوارق جاؤوا من هجرة عرب المشرق غرباً ومن أحفاد طارق بن زياد فأطلق عليهم الطوارق وتسموا بالملثمين وبالرجال الزرق وهم يشكلون المجموعة الأمازيغية الأكثر توغلاً في جنوب الصحراء العربية بشطرها الإفريقي ويتوزعون على عدة مناطق ومنها جمهورية مالي وفي مدينة تمبكتو وفي أزواد وادغاغ جاو وهم يعيشون ضمن مجتمع قبلي تحكمه أعراف القبيلة ويطلق على الطوارق في جمهورية مالي «الأنصار» ويؤكد أحد العارفين بشؤونهم أنهم شديدو الالتصاق باللغة الفرنسية وعلومها.
ويقول أيضاً: «من النادر أن نجد طوارقياً لا يحفظ شيئاً من المعلقات وشعر المتنبي وأبي العلاء المعري والفرزدق وجرير» ويلبسون السروال والقميص تحت العباءة الواسعة المشهورة في ليبيا وموريتانيا، أما في العصر الحديث ومع الاحتلال الفرنسي ورفض أبناء الطوارق للهيمنة الاستعمارية بأشكالها كافة العسكرية والثقافية والسياسية والإدارية وتحول رفضهم للاستعمار إلى ثورات مسلحة ومتعاقبة ومع الاستقلال في عقد الستينيات من القرن العشرين لم ينتبه حكام مالي إلى خطاب السكان الطوارق فقاموا بثورتهم عام 1962 في شمال مالي وأعلنوا مدينة تمبكتو مدينة محررة آنذاك واتخذوها عاصمة لثورتهم وقد استعان رئيس مالي آنذاك موديبوكيتا بالقوات الفرنسية لإخماد تحركهم المســـلح كما اعتقل زعماءهم وهجر الآلاف منهم إلى مناطق نائية لكن هذا لم يمنعهم من المطالبة بحقوقهم في الحياة الكريمة بشتى الوسائل وفي مطلع تسعينيات القرن الماضي ثاروا من جديد وتدخلت الجزائر بطلب من مالي والنيجر وتم الإعلان عن وقف لإطلاق النار وعقدت مفاوضات انتهت باتفاقية سلام في كانون الثاني 1991 ولم تنفذ حكومة مالي بنود الاتفاق واستمر القتل والاضطهاد والتهجير القسري فنزح عدد كبير منهم إلى ليبيا وبوركينا فاسو والجزائر.. ويؤكد الباحثون أن شركات النفط العالمية العملاقة تسعى للاستحواذ على النفط ما شكل صراعاً حاداً بين الدول الكبرى ويبدو الطوارق في مالي كدمية في يد تلك القوى الكبرى المتصارعة لاستقلالهم في لعبة التوازنات النفطيـــة الاســـتعمارية ويرى مراقبون أن مطالبة المسلحين في شمال مالي وفي إقليم ازواد تحديداً بالاستقلال اليوم تهدد وحدة دول عديدة محيطة بمالي علماً أن عدة شركات عالمية بدأت تنقب عن النفط والمعادن الثمينة في شمال مالي.
إن ما يحدث اليوم في شمال مالي مؤشر خطير لمخطط استعماري خبيث يسعى لتفتيت المنطقة والاستحواذ على ثرواتها وهو جزء من المخطط الاستعماري الكبير الذي يستهدف الوطن العربي وباقي دول المنطقة عموماً.
وكان محمود آغ علي رئيس المكتب السياسي للحركة الوطنية لتحرير أزواد أعلن أن مسألة إعلان دولة في المناطق التي سيطرت عليها الحركة في الشمال هي مسألة وقت وكانت الحركة التي سيطرت على مدينة تمبكتو قد رفعت الأعلام الخاصة بإقليم أزواد فوق الدوائر الحكومية.