تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر
طباعةحفظ


الكابتن سانوكو .. أسباب الانقلاب ودوافعه

قاعدة الحدث
الخميس 5-4-2012
إعداد : فؤاد الوادي

يؤكد المتابعون للشأن المالي أن أسباب الانقلاب العسكري الذي حصل في جمهورية مالي في الثاني والعشرين من الشهر الفائت الذي قاده الضابط أمادو سانوكو قائد ( لجنة إعادة الديمقراطية واستعادة الدولة) الذي أطاح بموجبه بالحكومة المنتخبة ديمقراطيا بقيادة الرئيس أمادو توماني توري ..

هي أسباب قديمة جديدة وهي كانت على الدوام جمرا تحت الرماد حيث تعود جذورها الى مطلع الستينيات من القرن الماضي عندما بدأت قبائل الطوارق العربية تطالب بمزيد من التنمية والإصلاحات مالبثت أن تطورت الى احتجاجات وتمرد نتيجة سوء المعاملة والتهميش وتجاهل تلك المطالب من قبل الحكومة لتصل تلك الاحتجاجات في نهاية المطاف الى حد المطالبة بتقرير حق المصير والحصول على الاستقلال في الشمال ، وماساهم في تضخم أزمة الطوارق او بقية المشكلات الأخرى كانتشار الفساد والفقر وسوء التنمية هو وجود سلطة مركزية تتميز بالفساد الشديد وضعف الإدارة وعدم تلبية رغبات ومطالب المواطنين وتحديدا الطوارق الذين ينتشرون بين الجزائر وبوركينا فاسو وليبيا والنيجر ومالي يبلغ عددهم حوالي مليون ونصف المليون نسمة، يطالبون باستقلال منطقة أزواد الصحراوية التي تمتد من غرب مالي إلى شمالها التي تمثل نحو 60% من مساحة جمهورية مالي ، على اعتبار أنهم سكان البلاد الأصليون وأن توحيد قبائل هذه المنطقة تحت الحكم الذاتي هو حق أصيل على الحكومة في مالي وعلى حكومات الدول المجاورة الاعتراف به.‏

ومع تجاهل الجنرال موسي تراوري الذي حكم البلاد بانقلاب عسكري منذ عام 1968 وحتى 1991 لمطالب الطوارق لأكثر من عشرين عاما، عاد الطوارق الى التمرد من جديد في مطلع العقد الأخير من القرن الماضي في عهد الرئيس أمادو توماني توري الذي استولى على السلطة بعد الإطاحة بالجنرال موسي تراوري في العام 1991 ، ومطلع هذا القرن دخلت أسباب جديدة على مشكلة الطوارق هي استغلال حقول اليورانيوم في النيجر وهو الأمر الذي أدى الى تدمير الأراضي التي يرعى فيها الطوارق هذا بالإضافة الى عدم استفادتهم كمجموعات محلية من ثروة اليوارنيوم الضخمة.‏

كما أثرت الأحداث في النيجر بصورة مباشرة على الطوارق في مالي ففي عام 2007 شكل الطوارق في النيجر حركة العدالة النيجيرية التي حملت السلاح وأعلنت التمرد على حكومة النيجر. تبع ذلك وقوع بعض الهجمات على الجيش الحكومي والمنشآت في مالي. إلا أن التحول المهم جاء بعد ان شكل الطوارق في مالي بالعام 2010 (الجبهة القومية لتحرير إقليم ازواد ) التي تطالب بحق تقرير المصير والحصول على الاستقلال وعلى اثر ذلك قامت السلطات المالية باعتقال عدد من قادة الجبهة بعد اجتماعهم التأسيسي في ( تمبكتوا ) الأمر الذي دفع بالجبهة القومية لتحرير ازواد الى تكثيف هجماتها على الجيش الحكومي في الشمال الذي كان يتفوق عليها بالعدد والعتاد.‏

وبعد الحرب التي شنها الناتو على ليبيا وسقوط نظام العقيد معمر القذافي حدث تحول مهم في طبيعة الصراع بين الطوارق والحكومة المالية حيث عاد الكثير من أبناء الشمال الذين اشتركوا في القتال في صفوف القوات الليبية بالكثير من الأسلحة وانضموا لجبهة تحرير ازواد التي تمكنت من السيطرة على عدة مدن في الشمال حيث أدت الأحداث الى هروب الكثير من أفراد الجيش والمدنيين الى موريتانيا والجزائر والنيجر كما أصابت القدرات القتالية الكبيرة والتسليح الضخم لمقاتلي الجبهة الجيش الحكومي بالذعر .‏

ويشير بعض المحللين الى أن بداية أحداث الانقلاب الاخير تعود الى زيارة وزير الدفاع المالي لأحد الوحدات العسكرية خارج العاصمة باماكو حيث قام جنود بإطلاق النار انتشرت على إثرها حالة تمرد واســـعة بين الجنـــود سرعان ماتطورت الى هجوم من قبل المتمرديـــن على القـــصر الرئاسي حيث سيطروا عليه بشكل كامل .‏

وفي هذا السياق فقد كشفت بعض التسريبات الإعلامية ، أن الانقلاب الأخير دبره رئيس البرلمان المالي ( ديريكوندا طراوي ) بالتنسيق مع عدد من العسكريين وذلك لعدة أسباب أبرزها الفشل السياسي المتمثل في تأخير إجراء الانتخابات التي كانت مقررة في التاسع والعشرين من الشهر الجاري، وكذلك الفشل الأمني في القضاء على تنظيم القاعدة في الشمال وضعف قوات الجيش بسبب قلة عددها وسوء تدريبها ، كما تعاني البلاد أيضا من فقر وأزمة غذائية حادة تهدد حياة عدد كبير من الماليين ، وهي الأمور والأسباب التي دفعت قادة الانقلاب إلى القيام بتلك الخطوة .‏

إضافة تعليق
الأسم :
البريد الإلكتروني :
نص التعليق:
 

 

E - mail: admin@thawra.sy

| الثورة | | الموقف الرياضي | | الجماهير | | الوحدة | | العروبة | | الفداء | | الصفحة الرئيسية | | الفرات |

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية