تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر
طباعةحفظ


أميركا ... خطط للبقاء طويلاً في أفغانستان؟

شؤون سياسية
الخميس 5-4-2012
د. صياح عزام

في الزيارة الأخيرة التي قام بها وزير الدفاع الأميركي « بانيتا» لأفغانستان أكد أن القوات الأميركية ستبقى طويلاً هناك عندما قال: « إن الوجود العسكري الأميركي سيستمر طويلاً بعد الانسحاب الكامل في /2014/ رغم الصعوبات في قتال طالبان, وفي التعامل مع الشعب الأفغاني».

هذا القول يحدّد الصفة الاستعمارية البَشِعة والجَلفِة لبلاده في الوقت الذي جاءت زيارته هذه للتعزية , ومحاولة امتصاص النقمة التي عمّت البلاد على أثر قيام جندي الأميركي بقتل ستة عشر أفغانياً بالرصاص, دون أي اشتباكٍ, أو سبب واضح, علماً بأنَّ هذا الجندي تمَّ تهريبه إلى الكويت عمداً, على الرغم من المطالبات الشعبية الأفغانية وحتى الرسمية بمحاكمته, وإعدامه في مكان ارتكابه للجريمة.‏

الزيارة والموقف المتوتّر‏

لقد حملت زيارة « ليون بانيتا » ملامح الموقف المتوتّر في أفغانستان, وعلى سبيل المثال, فقد تعرض /بانيتا/ لحظة وصوله إلى قاعدة بريطانية في جنوب البلاد لمحاولة اغتيال مع القائد الأميركي الجديد للقوات الأميركية في أفغانستان الذي خرج لاستقباله بصحبة قائد المعسكر البريطاني, علماً بان الساعي للاغتيال هو مترجمٌ أفغاني في القاعدة, حيث بحكم عمله عَلِمَ بموعد الزيارة السرية, ولكن مركبته التي انطلقت بسرعة باتجاه المنصّة سقطت في حفرة , ما أدى إلى انفجار قارورة الغاز التي فخّخها, ولولا ذلك لحصل الاغتيال.‏

إذاً, هذا ما قصده /بانيتا/ عندما أشار إلى مسألة صعوبة التعامل مع الشعب الأفغاني, حتى أنّ/ بانيتا/ لم يعد يثق بجنوده أنفسهم لأسباب متعددة, إذ أنهم جُرِّدوا من أسلحتهم قبل دخولهم إلى القاعدة التي سيخاطبهم فيها الوزير, وهناك قال: « إنه يترتب على المرء مواجهة نفسه وسط جحيم كل حرب»,وكأنه يوحي إليهم بأنَّ جنون البعض منهم حالة طبيعية! هذا وكان جندي أميركي- كما أشرنا قبل قليل- قد قتل في الأسبوع الثالث من شهر آذار الماضي/2012/ /16/ جندياً بالرصاص, وذلك بدِمٍ بارد,ودون أي سبب واضح ومبرر, وقد عمد محاميه إلى محاولة أنسنة الجندي القاتل مرتكب الجريمة, مُدعياً أنه أبٌ لطفلين, وأنه جُرح في الرأس والقدمين أثناء وجوده في العراق, ووُعِد بأنه لن يُرسل إلى مناطق قتال أخرى خاصة لأنه خدم لفترة طويلة في العراق , كما أنه فَقَد أعصابه عندما رأى عشية ارتكابه الجريمة جندياً أميركياً صديقاً له يُصاب بجروح خطيرة... كل هذا جاء على لسان محاميه في سياق استعطاف الرأي العام ولتمرير الجريمة!.‏

وللعلم فإنَّ الجندي المذكور هو واحد من جيش العاطلين عن العمل من أبناء المناطق الصناعية السابقة في الولايات المتحدة التي أغلقت فيها المصانع, وسقط سكانها في حالة من العَوَز الشديد, وبالتالي فهم لا يجدون أمامهم من فرص معيشة سوى التطوع في الجيش الأميركي.‏

المجرم الأساسي‏

وهنا يبقى الأساس أنَّ المجرم الكبير هو من أشعل تلك الحرب وأرسل مثل هؤلاء الجنود الفقراء للقتال فيها, وبالتالي جعلهم يتحوّلون إلى قَتَلة مجانين يتمتعون بقتل شعب بأكمله, ولا بد من الإشارة في هذا السياق إلى الغارات الأميركية للطائرات من دون طيار على التجمعات المدنية مثل الأعراس لقتل النساء والأطفال, ثم الادعاء بعد ذلك بأن الأمر حصل بالخطأ!.تلك الطائرات التي شُبَّهت /بالذباب فوق قطعة الحلوى/.‏

هذا وبلغت درجة حقد الأميركيين حداً لم يرضَ فيه مرشحو الحزب الجمهوري عن اعتذار الرئيس / أوباما/ للمسلمين تجاه تلك الحادثة, بل رأوا فيه استهانة منه بما وصفوه بعَظمة الولايات المتحدة.... التي لا تعتذر بنظرهم تحت أي ظرف! هذا وما زالت الإدارة الأميركية تستخدم أسطورة/ بن لادن/ التي صنعتها حتى الآن رغم رحيله عن هذه الدنيا عبر اغتياله وتصفيته, فقد نُشرت في الأسابيع القليلة الماضية أنباء عن وثائق وُجدت في منزله حسب ادعاء- الأميركيين- تتضمن إعطاءه الأوامر باستهداف/ أوباما/ و/ بترايوس/ وتشرح الفوائد السياسية من ذلك؟!‏

وتقول مصادر البيت الأبيض الأميركي تعليقاً على هذه الوثائق المُفبركة أن مخططات / بن لادن/ لم تشكل خطراً جدياً , ولكن الرجل كان على الدوام يفكرّ بكيفية إرباك الولايات المتحدة, وهذه جريمة لا تُغتفر .‏

إضافة تعليق
الأسم :
البريد الإلكتروني :
نص التعليق:
 

 

E - mail: admin@thawra.sy

| الثورة | | الموقف الرياضي | | الجماهير | | الوحدة | | العروبة | | الفداء | | الصفحة الرئيسية | | الفرات |

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية