تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر
طباعةحفظ


هل انتهت صلاحية مجلس التعاون الخليجي ؟

شؤون سياسية
الخميس 5-4-2012
نبيل نوفل

بعد ظهور ما يسمى حرب الفتاوى بين قطر والسعودية أصبح هناك ما يبرر التساؤل لكل متابع ومحلل عن الدورالذي تلعبه مشيخات الخليج العربي وهل انتهى دورها وهل بدأ عقدها بالانفراط للبدء بالمرحلة الجديدة من المشروع الاستعماري الجديد ؟.

حيث بدأت حرب الفتاوى تعبر عن مظهر من مظاهر التنافس السياسي بين الدولتين. قطر والسعودية . الأولى تحتضن «القرضاوي » الذي قدم نفسه مرجعية دينية «لثورات المنطقة», والثانية, ترد بالسلاح الشرعي نفسه عبر مفتي عام السعودية عبد العزيز بن عبدالله آل الشيخ .‏

وباتت المزايدة في إصدار الفتاوى الممهورة بالخاتم الصهيوني لدب الفتنة بين أبناء الأمة الواحدة فالقرضاوي يفتي بضرب الأقباط في مصر , ثم يرد أل الشيخ بالدعوة إلى هدم الكنائس في الجزيرة العربية وخاصة الكنائس في الكويت والإمارات لأن بقاء هذه الكنائس على حد زعمه هو إقرار لدين غير الإسلام! ولم يكتف بذلك بل دعا المواطنين في الإمارات للانتفاضة على حكامهم ثم أعقب فتوى القرضاوي فتوى لأل الشيخ مزايداً فيها على القرضاوي وداعياً مواطني دولة الأمارات إلى هدم الكنائس الموجودة عندهم. ما دعا قائد شرطة دبي للرد القاسي على حكام السعودية بقوله إن الفكر الديني المتطرف هو من أكثر الأفكار الدينية تهديماً على وجه الأرض . هذا الواقع الجديد , رأت فيه الصهيونية والقوى الامبريالية تربة مناسبة للانتقال لتنفيذ المرحلة الأخرى من مشروع « الشرق الأوسط الجديد » بالانتقال للتحضير لتقسيم السعودية ودويلات الخليج العربي حيث سيتم كمقدمة أولى انقسام وفرط ما يسمى مجلس التعاون الخليجي وإثارة الصراعات الطائفية فيما بينها وداخلها, ومع محيطها لإعطاء المبرر لإقامة دويلات طائفية وحجة للدول الأخرى لاحتلال الخليج العربي بعد أن شعرت أن هؤلاء غير قادرين على إكمال المهمة , ولا يفوتنا التذكير بان كل ذلك لتسهيل مهمة الكيان الصهيوني في إقامة ما يسمى الدولة اليهودية على تراب فلسطين المغتصبة .‏

إن تاريخ القوى الاستعمارية يبين أن ليس هناك احترام من قبل المستعمرين لعملائهم فهم عندما ينتهون من تأدية أدوارهم وتنتهي مدة صلاحيتهم يخلعونهم كما يخلعون أحذيتهم بل إن بعضهم يحرقهم ويستكثر عليهم البقاء على قيد الحياة ولنا في التاريخ عبرة . وهذا ما سيحصل مع مشيخات وإمارات الخليج العربي وحكامه الذين لعبوا دور العمالة والسمسرة على القضايا العربية حيث بدأت مطابخ القوى الاستعمارية تعد« طبخة » جديدة للخليج العربي بالرغم من أنهم كانوا مخلصين في تنفيذ مهامهم, إلا أنها- لسوء حظهم - الطبيعة الاستعمارية لاتقدر الخونة ولا من يبيع شعبه , عندما يتعارض ذلك مع مصالحها وهي الحسنة الوحيدة التي تجبر المستعمرين على فعلها مكرهين, وهذا هو حال ومصير نواطير النفط العربي , الذين لم يأخذوا العبرة مما أصاب رئيسي مصر وتونس السابقين فهم قد خسروا أمتهم وخسروا أنفسهم , لأنهم لم يتعلموا من التاريخ .حيث بددوا ثروات الأمة , وفرطوا بحقوقها مقابل كروشهم وعروشهم الوهمية . هذا الواقع يحتم على أبناء الأمة توجيه سؤال لهؤلاء الذين يشحذون كل إمكاناتهم لقتل أبناء العرب ويدفنون رؤوسهم في التراب عندما يتعلق الأمر بأي مواجهة مع أعداء الأمة العربية ,مفاده هل تستطيعون أن تكونوا عرباً حقيقيين وقادة أحراراً وهل تستطيعون اتخاذ القرارات التي ترغبها الجماهير العربية والتي بات يعلمها القاصي والداني ويحفظها الطفل قبل الكهل , أم ما زلتم تحملون تحت إبطكم الزوًادة الأمريكية والصهيونية وتأخذون دور العبد المأمور وتحبذون لعب دور الكومبارس على المسرح الدولي ؟. هل حقاً تريدون إعادة الاعتبار للأمة وبناء مؤسسة عربية تليق بهذه الأمة ونتعلم فعلاً بناء مؤسسة للشعب والأمة .‏

إن شعبنا يريد قادة للعروبة , عاملين من أجل وحدة العرب لاتقسيمهم إلى دويلات كرمى لعيون شقراء البيت الأبيض ولا لغيرها وان تروا بعيون زرقاء اليمامة وليس بعيون رايس ولا كلينتون ولا تنفيذاً لقادة الاليزيه ولا البيت الأبيض ولا إرضاء لقادة الكيان الصهيوني لكي لا يسجل التاريخ أن جماعة من البشر تملك من الحضارة والتاريخ والعنفوان اغتصبت من قبل أعدائها بسبب تآمر حكامها الذين لعبوا دور السمسار على شعوبهم . ووضعوهم تحت سنابك خيول الغزاة‏

إن الشعب العربي لم يعد ينطلي عليه الكذب والخيانة والتضليل وقد امتلك الرؤية والبصيرة التي أصبح من خلالها يفرز الغث من السمين والصادق من الكاذب ويميز بين المتاجرين بحقوقه والعاملين والمناضلين من أجل حريته وكرامته واستعادة حقوقه , فهل يجرؤ حكام الخليج العربي بالخروج عن بيت الطاعة الأميركي , والعودة لأمتهم, ودفع «كفارة » ذنوبهم التي ارتكبوها بحق أنفسهم وحق أشقائهم, لأن الشعب هو الأنقى والأقوى والأبقى .‏

إضافة تعليق
الأسم :
البريد الإلكتروني :
نص التعليق:
 

 

E - mail: admin@thawra.sy

| الثورة | | الموقف الرياضي | | الجماهير | | الوحدة | | العروبة | | الفداء | | الصفحة الرئيسية | | الفرات |

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية