مهما بلغت التضحيات إلا أن زمر اسطنبول ونظيراتها مازالت تصر على تحقير العقل السوري والعربي واستباحة ماتبقى من قدرة على الرؤية والمتابعة والسماع والإدراك والفهم.
كل ذلك من خلال الإحجام عن رؤية التآمر الإقليمي والدولي الذي تصل تردداته إلى المريخ ومنح صكوك البراءة لحكام قطر وتركيا و«الوديعين» الذين كان همهم ولايزال «تشجيع الانتقال إلى نظام ديمقراطي مزعوم في سورية» .
كما يتابعون تجاهل حقيقة أن الجوهري في مايحدث هو محاولة تصفية أو على الأقل تجاوز مرحلة كاملة هومن التاريخ العربي كان عنوانها التحرر الوطني والتوجه القومي والاستقلال السياسي وذلك بعد أن تم للولايات المتحدة وحلفائها تطويع معظم النظام العربي وزجه في معركة تحطيم ماتبقى من مواقع استقلالية مقاومة يشكل بقاؤها خطراً على الأنظمة والمشيخات والمحميات التابعة لأميركا.
ولهذا لانستغرب تبعية عرب أميركا النفطيين للولايات المتحدة لأن قرارهم ليس بيدهم ولاسيادة «دولهم» ولااقتصادهم ولانفطهم وبالتالي لاعجب في مواقفهم ولاملامة عليهم إن ساروا في مشاريع كما هي حال قطر العظمى اليوم وتخلوا عن «كرامتهم» العربية وعن القضية الأم في فلسطين والقدس والمسجد الأقصى ولو باعوا كل المقدسات وتنكروا لها بغية حماية رؤوسهم وعروشهم وكراسيهم وثرواتهم الفاحشة .. بل العجب كل العجب واللوم كل اللوم ، على أتباع (إن لم نقل عملاء) أميركا في لبنان وفلسطين وسورية ممن يصدقونها و«يؤمنون» حقاً بها وبـ «ديمقراطيتها» و«حريتها» و«عدالتها» و«دعمها» للحقوق العربية والفلسطينية واللبنانية وغيرها في الأرض والكرامة والحرية و السيادة ويريدون اقناع الناس بأن الولايات المتحدة تريد لأمتنا الخير والأمان والاستقرار في حين أن مؤامراتها علنية ومكشوفة ومصرح بها رسمياً !
إن أقل مايقال في مواقف هؤلاء «المتأمركين» أنهم ينتظمون في مواقع الخيانة لأوطانهم وأمتهم وأنهم يقفزون فوق المعادلة التي لاجدال في صحتها ومنطقها وسلامتها أن «صديق عدوي هو عدوي» وعليه الولايات المتحدة الأميركية عدوة أمتنا طالما هي صديقة إسرائيل ونقطة في آخر الكلام.