تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر
طباعةحفظ


مأمون علواني في معرضه .. بنيــة لونيــة ذات دلالــة خاصــة مســـتمدة

ثقافـــــــة
الخميس 5-4-2012
تجاوز الفنان مأمون علواني في معرضه /11/ الذي افتتحه في صالة تجليات بدمشق مفهوم اللوحة نحو تكوينات تشكيلية تموضعت في الفراغ منوعاً على قطع اللوحة وموضوعاتها التي اعتمدت في توازناتها البصرية على تدرجات اللون الرمادي مبتعدة عن الألوان الحارة والباردة معاً للخلاص إلى صيغة فنية عالية في مخاطبة المتلقي ومحاورته دون اللجوء إلى أسلوب تقليدي في تقديم الموضوعات الجديدة.

واستطاع علواني تكريس فهم خاص عن دور الفن التشكيلي في محايثة الواقع ونقله إلى اللوحة الفنية معتمداً في ذلك على خبرته الطويلة في تقديم بنية لونية ذات دلالة خاصة استمدها من إحساسه الداخلي بالواجب نحو الجمهور واحترام الذائقة الشعبية دون الإسفاف بها أو التعالي عليها بل اقتراح محترف تشكيلي جديد بعيداً عن أخلاق السوق وما تمليه على الفنان من مقاييس تحد من إبداعه وقوة خلقه وابتكاره.‏‏‏‏

وقال الفنان علواني في لقاء مع وكالة سانا: تختلف تجربتي في هذا المعرض عما قدمته في التجارب السابقة حيث يتألف المعرض من 11 عملاً استقيت موضوعاتها من الأزمة التي مرت بها سورية عام 2011 ليأتي ذلك بعد الاكتشاف العظيم الذي أثبته علماء الفيزياء أن للكون أحد عشر بعداً.‏‏‏‏

وأضاف في حديث خاص لسانا: حاولت من خلال هذا المعرض نقل الإحساس من الفكر إلى اللوحة التي ينعدم فيها اللون مثلما ينعدم فيها الواقع كدقة في التصوير الزيتي خالقاً بعداً ثالثاً لتشكل الإضاءة من أمام وخلف اللوحة وتشقق القماش تعبيراً عن التمزق الذي أعيشه إزاء ما يجري اليوم.‏‏‏‏

وعن عدم خوفه من الوقوع في المباشرة قال الفنان السوري: في النهاية يبقى العمل التشكيلي تعبيراً عن فكرة فالفن جاء بعد الفلسفة متولداً منها إلا أنه ليس عيباً أن نقدم أعمالاً فيها نوع من المباشرة للجمهور بل يمكن دائماً شرح الفكرة للمتلقي من خلال ما يقدمه الفنان الذي غالباً ما يكون أسرع في إبداع أعماله للتعبير عن الواقع المحيط به.‏‏‏‏

وأوضح علواني أن الحداثة في الفن السوري المعاصر متوقفة بسبب طفرة البيع التي شهدتها صالات العرض للوحة السورية ليكون مزاج أغلب الفنانين مرتبطاً ببورصة هذا البيع ومزاداته العلنية حيث توقف التفكير باللوحة عند أعمال فاتح المدرس وهذا لا يلغي أن هناك عباقرة في الرسم والتصوير لكن الفنان الباحث نادر الوجود اليوم وهذا النوع من الفنانين يعد على أصابع اليد الواحدة في سورية.‏‏‏‏

وبين الفنان أن معظم الأعمال الفنية الجديدة ترتكز على مدارس الرمزية والتعبيرية والتكعيبية والسريالية حيث استهلكت هذه القوالب الفنية منذ ما ينوف على مئة عام حتى مدرسة البوب آرت التي راجت في سبعينيات القرن الفائت بقيت على حالها منذ ذلك الزمان لافتاً إلى أنه لا يرى حلاً للخروج من هذا التنميط إلا من خلال الابتعاد عن رسم ما يفهم والدأب لصناعة نقاد حقيقيين لا مجرد بيع للكلمات وذلك وفق متطلبات صحافة فنية جادة.‏‏‏‏

وأوضح علواني أن تمزق اللوحة في هذا المعرض يرمز إلى تمزقه الداخلي معتبراً نفسه بمثابة الريشة واللوحة للوصول إلى ما يشبه وثيقة عن موقف الفن مما يحدث اليوم في عالم فقد صوابه يقول الفنان.. استخدمت في أعمالي بعضاً من الأدوات الطبية التي تستخدم في العمليات الجراحية كالضماد والخيوط الطبية لأعبر فيها عن جرحي الشخصي من هول العبث الذي يسود حياتنا.‏‏‏‏

وكشف علواني أن معرضه القادم سيكون عن الأبعاد الاحد عشر للكون أو ما سماه بالأوتار الفائقة مصنفاً عمل الفنان بأنه يشبه عمل الباحث الفيزيائي حيث يعيش الفنان التشكيلي في رحلة بحث دائمة من خلال خبرته ونظرته الخاصة حتى يصل إلى نقطة مختلفة عما رآه في الماضي منطلقاً إلى الأمام بعيداً عن أي تصنيف مهني فالفنان ليس تقنياً أو حرفياً إنه العارف الذي يدأب دوماً من أجل اكتشاف العالم من حوله.‏‏‏‏

إضافة تعليق
الأسم :
البريد الإلكتروني :
نص التعليق:
 

 

E - mail: admin@thawra.sy

| الثورة | | الموقف الرياضي | | الجماهير | | الوحدة | | العروبة | | الفداء | | الصفحة الرئيسية | | الفرات |

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية