تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر
طباعةحفظ


الرواية المفقودة

مساحة ود
الخميس 5-4-2012
ثورة زينية

لقد اعتقدت المرأة منذ وقت طويل أن تحررها يمر بردم الهوة أو الفارق المعبر عن الدونية التي وضعها فيها الرجل.. ولقد كان التأكيد على خصوصية الرواية النسائية مرحلة من مراحل التحرر بالنسبة للمرأة.. ولكن هل يمكن الفصل نوعياً بين مايكتبه الرجال وما تكتبه النساء؟ وماالذي يدعم خصوصية الروايات التي تكتبها المرأة؟

يرى الكثيرون أن ما يدعم خصوصية هذه الروايات هو الأنا المتفجرة في نصوصها حيث إنه غالباً ما تأخذ ذات الكاتبة دور البطولة المفترض في الرواية، كما أن أسلوب الكتابة بالنسبة للمرأة غالباً ما هو وثيق الصلة بصوت الأم وبالتقليد الشفهي الأمر الذي يمنح النص النسائي المكتوب كثيراً من حيوية الكلام المحكي..‏

ولكن هل حققت الرواية النسائية الخصوصية المطلوبة بأسلوب المرأة؟ وهل استطاعت المرأة حقاً أن تكتب روايتها الخاصة بها؟‏

يقال إنه ليس هناك بعد رواية نسائية بل كتابات نساء، والرواية النسائية لم تحقق خصوصيتها المفترضة والتشابه الكبير مع الروايات التي يكتبها الرجل لايزال قائماً بل غالباً ما يتعداه إلى التقليد، ومعظم الروايات النسائية اليوم لا تخرج عن اطار الجسد فمازالت كتابات الروائيات تتأرجح بين رواية المواجهة التي تقاضي الرجل على أزمنة من الظلم والقهر ورواية التمرد على الكبت الذي زرعه الرجل في حياة المرأة.. كتابات تحاول أن تصور عصور التحول من العبودية إلى التحرر في حياة المرأة..‏

ربما هذا بالنهاية يعود إلى أن الرجل قد استطاع أن يخلق الرواية على صورته ووضع لها من القواعد والأسس مايوافق تفكيره وميوله.. فالرواية اليوم هي رواية تصور ما يريده وتنسف ما يريده وتعكس طبيعته وطبعه وتشي بقناعاته وأوهامه.‏

فنحن لانزال ننتظر من المرأة رواية على صورتها تعكس وجهها الحر لا المتحرر، ومن وجهة نظر شخصية أرى أن الرواية النسائية الحقيقية ستولد حين تختم المرأة صراعها مع الرجل وترسخ وجودها في المجتمع ككائن مساو للرجل في الجوهر وتؤمن بقدرتها على الابداع وتصور عوالم نابعة من داخلها من أنوثتها من نظرتها الخاصة إلى المرئيات والغيبيات.‏

إضافة تعليق
الأسم :
البريد الإلكتروني :
نص التعليق:
 

 

E - mail: admin@thawra.sy

| الثورة | | الموقف الرياضي | | الجماهير | | الوحدة | | العروبة | | الفداء | | الصفحة الرئيسية | | الفرات |

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية