بتواطؤ أميركي عمد هذا الكيان العنصري للتنفيس عن حقده وكراهيته للبشرية جمعاء بإلقاء آلاف الأطنان من أشد الأسلحة فتكاً في العالم على الأبرياء في غزة غير مفرق بين طفل أو شيخ أو امرأة... فالكل أعداءفي نظره وعقيدته وفلسفته القائمة أصلاً على التمييز والتفريق وازدراء الآخر كائناً من كان!.
ويخطئ من يعتقد أو يحاول تضليل نفسه أن هذا الإجرام هو للدفاع عن النفس كما تحاول سلطات الاحتلال تصويره للعالم. فهذا الكيان الغريب عن جسم الأمة العربية قام أصلاً على الإجرام والقتل والإبادة، وما العدوان الحالي على شعب غزة الصامدة إلا حلقة متصلة ضمن سلسلة طويلة من الإجرام الصهيوني فكراً وممارسة!
فمنذ بدايات احتلال القرى الفلسطينية وصولاً إلى إعلان تشكيل الكيان الصهيوني عام 1948 قامت العصابات الصهيونية بارتكاب شتى أنواع الجرائم والمجازر بحق الفلسطينيين, السكان الحقيقيين بقصد تهجيرهم والاستيلاء على أراضيهم، ومارست أبشع أنواع القمع العنصري واستولت على ممتلكاتهم ودمرت منازلهم وبدأت بإقامة تجمعاتها الاستيطانية وبعد عدوان عام 1967 شرعت قوات الاحتلال على الفور باستكمال مخططها الإجرامي بحق الفلسطينيين ومدنهم وخاصة القدس بقصد تهويدها، ومحو الطابع العربي منها، فقامت بجرف حي باب المغاربة التاريخي بأكمله مزيلة مسجدين أحدهما مسجد البراق وأكثر من 135 منزلاً كانت تؤلف الحي المذكور وكانت الذريعة هي توسيع المكان لإظهار الأجزاء المخفية من حائط البراق الذي يسميه الصهاينة المبكى وهو الحائط الغربي للحرم القدسي الشريف، وقاموا بدفن الفلسطينيين أحياء تحت الأنقاض ، ولم تسلم أي مدينة فلسطينية من الجرائر الإسرائيلية الواحدة تلو الأخرى ومن أمثلة ذلك مدينة يافا التي كانت قبل احتلالها مركزاً اقتصادياً وثقافياً على مستوى المنطقة كلها ومنذ آلاف السنين، حيث قامت الميليشيات الصهيونية بمختلف أنواع القتل والتهجير والإبادة، وكانت المحصلة أن أصبح تعداد العرب فيها 4000 فلسطيني بعد أن كانوا أكثر من 120 ألفاً ولم يبق فيها سوى حي عربي صغير يتعرض لشتى أنواع الاضطهاد والتمييز شأنها شأن كل المدن الفلسطينية التي وقعت تحت الاحتلال، ولعل الهجمات العنصرية التي طالت السكان العرب تحت رعاية قيادة الاحتلال وتخطيطها المسبق لأوضح دليل على الاضطهاد والعنصرية بحق العرب سواء في ما يسمى أراضي عام 1948 أو سائر الأراضي الفلسطينية المحتلة.
ولا تزال الجرائم الإسرائيلية متواصلة بحق الشعب الفلسطيني وما العدوان الهمجي على قطاع غزة، إلا جزء من المخطط الصهيوني لكسر إرادة هذا الشعب ودفعه للتخلي عن حقوقه المشروعة التي لطالما ناضل في سبيل الحصول عليها، فبعد أن جرى القفز فوق القوانين والأعراف الدولية التي تضمنت حق العودة للاجئين الفلسطينيين والانسحاب الإسرائيلي إلى حدود عام 1967 يجري حالياً التخطيط برعاية أميركية للقضاء على بقية الحقوق الأخرى للشعب الفلسطيني ومنها إقامة دولته المستقلة وعاصمتها القدس الشريف.