|
بعد أن دمروا مدارسهم ...يقرؤون ولو بين الأنقاض !! مجتمع فهذه الفتاة التي دمرت قوى الاحتلال الغاشمة مدرستها لم تفقد علاقتها الحميمة مع كتابها ، ولا تبّت علاقتها مع مستقبلها فجلست تقرأ بين الأنقاض . ربما لتقول للعالم ببلاغة "المأساة " نحن في فلسطين نموت لنحيا ، ونتعلم بلا مدرسة أو معلم وامتحاننا الحقيقي الذي نجحنا فيه للتو هو امتحان - المقاومة - .. ومن تداعيات الحرب على غزة أن يبرز في استقراء حجم الدمار في البنى التحتية أن المدارس كانت هدفا استراتيجياً وحيوياً للعدو .. ولم يستثن منها حتى مدارس الأونروا التي ضربت لثلاث مرات متوالية بحجة أنها تؤوي جيوباً للمقاومة... وفي حقيقة الأمر ، لم يضرب العدو أية مدرسة عن خطأ أو عبث ... وإنما عن دراسة ووعي بأن كل مدرسة ستكون في المستقبل عواميد نور لجيل المقاومة .. فلتدك اذن ، بهدف التعتيم على هذا الجيل ،وحرمانه من حقه في التعليم بعد أن حرم للتو من حقه في الحياة .. وإعادة الاعمار لابد أن تأخذ وقتاً أطول بكثير من لحظات الهدم .. ولكن ماذا جنى المحتل بدك هذه المدارس ، وهل حرم الجيل القادم حقا من حقه في التّعلم ، وحجب عنه المستقبل ... إن الصورة المنشورة جانبا خير شاهد بأن هذا الجيل سيكون أكثر تمسكاً بكتابه ، وعندما لن يجد المدرسة لابأس ، سيقرأ بين الركام ... والمستقبل أمام إصراره عريض ...
|