|
أدب النصيحة.. الاعتداء ... العام! آراء فأنت إذن ضعيف وذلك من خلال قياس رد الفعل الطبيعي عندنا، ذلك أنه إذا صفعك شخص فإن رد الفعل الطبيعي أن تصفعه أولاً ثم بعد ذلك تنظر في أمره ومعرفة سبب ما فعل! هذه هي الصحة النفسية عند الإنسان الطبيعي الذي لا يعاني من اضطهاد في حياته، أو استلاب، أو تهميش أو أي ضعف آخر. وهكذا فإن المعتدي في حياتنا العامة، إذا نقلنا هذه القاعدة من الفردية إلى الجماعية، سيظل يعتدي عليك إذا لم تردعه وتصد الاعتداء عليك بالإيذاء أو الضرب أو التهديد أو القتل ودون أي سبب يبرر له ما يفعل، لأنه مريض النفس والقلب بالعدوانية، لدرجة أن فرح الآخرين قد يزعجه، ونجاح الآخرين مقيت بالنسبة له، إذن فنحن هنا نتحدث عن إنسان مريض بالعدوانية ويحتاج إلى عزل ومعالجة، وقد تنفع معه المعالجة وقد لا تنفع، ولا نتحدث عن إنسان عادي أو علاقات عامة عادية حدثت فيها مشادة أو خلافات أو ما شابه ذلك إنه تحديداً هذا الإنسان المريض بالعدوانية، سواء أكان فرداً أو جماعة أو شعباً. وإلى ذلك وهو الأهم والأكثر خطورة، وبيت القصيد فيما نقول إذا شئتم، فإن المريض بالعدوانية لا يعتدي مرة ويتوقف وينسى وينتهي الأمر، بل إنه سيظل مشغولاً مستمراً في المراقبة مع رجفة الروح العدوانية لديه حتى يعود ويتابع عدوانه لكي ترتاح نفسه المريضة العقربية الحاقدة الميتة إنسانياً، سواء كان فرداً أو جماعة أو شعباً، وإذا أنت نسيته أو خفت منه وهربت، فإنه سيجد في ذلك الفرصة لمتابعة الاعتداء عليك وبشراسة وشراهة وحيوانية أكثر، وإذا وجد منك الاستسلام للأمر الواقع، وهو في حقيقة الأمر استسلام للأمر الفاجع، فإنه سيتابع اعتداءه هذه المرة عليك وعلى غيرك أيضاً، ومتى أراد وشاء وتكون أنت وحدك الذي لم تصده وتردعه، السبب في ولادة مجرم عام وجريمة عامة مستمرة في حياتنا وحياة الآخرين. قد تقول لي أنا لم أستطع، أو لا أستطيع، وأقول لك أنت تستطيع، بل أنت لا تعرف أنك تستطيع وقادر على وضع الحد النهائي لهذا المعتدي وهنا النصيحة، ذلك أن الروح العدوانية لا تكون ضد شخص واحد ولا غير، بل هي في الأصل حقد على كل حق وعلى كل شرف وعلى كل بريء وعلى كل قانون ورجل قانون! وهذا هو بالضبط ما يجعلك قوياً وأقوى بكثير من العدوان والعدوانية إذا قررت المواجهة والصد والرد الحاسم وذلك لأن الاعتداء أي اعتداء كان، يحرك الجميع ضده وبواسطة هذه الفطرة البشرية عندنا، فكيف تسكت عن عدوان والجميع معك... وفي كل زمان ومكان وإعلام؟!.
|