تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر
طباعةحفظ


مع طبيب.. التدابير العلاجية للإغماء

طب
الأثنين 26-1-2009م
لقاء: أحمد مجد

يتعرض الكثير من الناس خلال مراحل العمر المختلفة، لحالات متباينة من فقدان الوعي والإدراك - الإغماء- ويعبرون عن تلك الحالات،

التي يتعرضون لها، كقول أحدهم: شعرت فجأة بغيبوبة عن الدنيا لفترة زمنية، ولم أعد أعرف أو أشعر بما يدور حولي، وبعد زوال تلك الحالة العابرة من فقدان الوعي والإدراك، وجدت نفسي مستلقياً على الأرض، والناس ينظرون لشخصي كأنني عائد من الموت.‏

حول التعريف الطبي لظاهرة الإغماء وما تستوجبه من تدابير تشخيصية وعلاجية، كان لنا الحوار التالي مع الدكتور بدر علي سلوم الاختصاصي في الأمراض القلبية والأوعية الدموية والقثطرة في مركز الباسل لأمراض وجراحة القلب:‏

 ماذا عن التعريف الطبي لظاهرة الإغماء؟‏

  الإغماء هو عبارة عن الفقدان المفاجئ والعابر للوعي، أو الوجود المترافق مع فقدان القدرة العضلية، والسقوط في حال الإغماء والمريض واقف، وأيضاً الأعضاء المسؤولة عن الحياة، مثل القلب والتنفس تكون مصابة إصابة عابرة، وقصيرة جداً، وهنالك حالات مشابهة للإغماء، تكون أخف حدة وأقل خطورة مثل الغشي الذي يتمثل بحدوث نقص شديد في الوعي دون السقوط أو الفقدان الكلي للوعي، حيث يشعر المريض بما يجري حوله دون القدرة على فعل أي شيء.‏

 ما آلية الإغماء؟‏

  تختلف من شخص إلى آخر، ولكنها تتشارك في كونها تصل بالمصاب إلى اضطرابات في الاستقلاب الدماغي العابر، والذي يتلخص بعدم المقدرة على وصول الأكسجين والسكريات إلى الخلايا العصبية الدماغية، بغض النظر عن الحالة الوظيفية للدماغ وفي غياب القدرة الاحتياطية والتي تتجلى بنقص تدفق الدم عبر الشرايين إلى الدماغ، أو نقص شديد في تركيز الأكسجين والسكريات الواردة إلى الدماغ، حيث جميع هذه العوامل تؤدي إلى فقدان الوعي، أو الغياب اللحظي عن الوعي، وتوجد أسباب كثيرة تعود لحدوث الإغماء، يتمثل بعضها بالإغماءات الاستقلابية الناجمة عن نقص الأكسجين والإغماءات الناجمة عن الحالات العصبية، كنقص التروية الدماغي، وفقدان الوعي الصرعي والصداع النصفي، وهنالك أيضاً الإغماءات القلبية الوعائية الناجمة عن هبوط الضغط الانتصابي، واضطرابات النظم القلبية من رجفان بطيني، وتسرع القلب الاشتدادي وحاصرات القلب المتنوعة، وإن جميع هذه الآليات وأسبابها تجعل المصاب في حالة فقدان الوعي أو غيابه غير قادر على إنقاذ نفسه وأغلب هذه الحالات تعد بدون تداخل طبي، وإن لم تعد بسرعة تكون كارثية أو تبقي على أذيات عصبية شديدة.‏

 ماذا عن التدابير التشخيصية والعلاجية للإغماء وعقابيله؟‏

  التدابير التشخيصية تتمثل بمقاربة المريض مع القصة السريرية والكشف عن وجود نقص التروية ومعرفة الأسباب إن كانت قلبية أو غيرها، والقصة السريرية يجب أن تحدد عدد الحوادث وزمنها، والعناصر التي تعود إلى حدوث الإغماء والعودة منه، والعناصر المرضية السابقة، وأخذ القصة من الناس المحيطة بالمريض أثناء حدوث الإغماء والتقصي عن وجود أو عدم وجود اختلاجات عصبية، كفقدان السيطرة على المصرات والعض على اللسان، فحدوث الإغماء أثناء تناول الطعام يدل على حدوث اختناق عن طريق جسم غريب يؤدي إلى نقص الأكسجين، وظهور الإغماء أثناء دوران العنق المفاجئ جراء حلاقة الذقن يدل على نقص تروية دماغية وإن التدابير العلاجية تشمل المسببات المرضية، وليس للإغماء علاج موحد، ولذا يستدعي التداخل الطبي، وخاصة في الحالات العصبية عن طريق طبيب العصبية، والحالات القلبية الوعائية عن طريق طبيب القلبية حيث خطا العلم خطوة كبيرة في هذا المجال إذ أصبح يركب في الحالات القلبية، جهازاً دائماً يقوم بإرسال الصدمة الكهربائية التي تعيد الحالات القلبية الناجمة عن اضطرابات النظم القلبية والمسببة للإغماء إلى الحالة الطبيعية.‏

إضافة تعليق
الأسم :
البريد الإلكتروني :
نص التعليق:
 

 

E - mail: admin@thawra.sy

| الثورة | | الموقف الرياضي | | الجماهير | | الوحدة | | العروبة | | الفداء | | الصفحة الرئيسية | | الفرات |

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية