|
أوباما على المحك حـــدث وتعــليـق تكون مختلفة كليا عن حقبة سلفه سيء الذكر جورج بوش الذي أغلق أبواب الحوار بعبارته الشهيرة( من ليس معنا فهو ضدنا)، وأطلق العنان للآلة العسكرية الغاشمة أن تفعل كل ما من شأنه اغتيال أي أمل بالسلام والأمن في المنطقة والعالم . فمن نافل القول ان ما تركه بوش خلفه من كوارث وأزمات بدءا بغزو العراق وانتهاء بالعدوان الاسرائيلي الهمجي الأخير ضد قطاع غزة وما ارتكب خلاله من جرائم وانتهاكات بدعم أميركي لا محدود، سيعقد كثيرا من مهمة أوباما إذا ما أراد الخوض في غمار أزمات المنطقة ومشكلاتها، فرغبته بفتح باب الحوار مع دول المنطقة ستبقى عاجزة عن بلوغ أي هدف ما لم تلتزم إدارته بقدر معقول من الحياد والنزاهة تجاه الأطراف كافة وتتخلى عن دعمها المطلق واللامحدود للعدوانية الاسرائيلية ضد منطقتنا. ومن هذا المنطلق فإن استمرار الالتزام الأميركي بأمن اسرائيل سيقف عائقا أمام أي مسعى باتجاه السلام، فقضايا مثل الانسحاب الاسرائيلي من الأراضي العربية المحتلة، وعودة اللاجئين الفلسطينيين إلى ديارهم بعد إقامة دولتهم المستقلة وعاصمتها القدس، كلها تعتبر في نظر حكام اسرائيل ومستوطنيها خطرا على أمنهم وأمن كيانهم المصطنع، وهي قضايا جوهرية بالنسبة للعرب لا يمكن أن يقبلوا بأقلها كحصاد لأي تسوية أو مفاوضات. وعود أوباما بالحوار تضعه على المحك ، ولكن عليه قبل كل شيء أن يطالب حكام اسرائيل بالتخلي عن سياسة العدوان والاحتلال، المسؤولة الاولى عن كل الكوارث التي لحقت بالمنطقة، وذلك قبل الاستغراق بتقديم التزامات واطلاق وعود يصعب تنفيذها.
|