تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر
طباعةحفظ


أوباما على المحك

حـــدث وتعــليـق
الإثنين 26-1-2009م
عبد الحليم سعود

في ضوء الوعود التي اطلقها الرئيس الأميركي الجديد باراك أوباما تتطلع شعوب منطقتنا على وجه الخصوص الى مرحلة جديدة من السياسة الاميركية الخارجية

تكون مختلفة كليا عن حقبة سلفه سيء الذكر جورج بوش الذي أغلق أبواب الحوار بعبارته الشهيرة( من ليس معنا فهو ضدنا)، وأطلق العنان للآلة العسكرية الغاشمة أن تفعل كل ما من شأنه اغتيال أي أمل بالسلام والأمن في المنطقة والعالم .‏

فمن نافل القول ان ما تركه بوش خلفه من كوارث وأزمات بدءا بغزو العراق وانتهاء بالعدوان الاسرائيلي الهمجي الأخير ضد قطاع غزة وما ارتكب خلاله من جرائم وانتهاكات بدعم أميركي لا محدود، سيعقد كثيرا من مهمة أوباما إذا ما أراد الخوض في غمار أزمات المنطقة ومشكلاتها، فرغبته بفتح باب الحوار مع دول المنطقة ستبقى عاجزة عن بلوغ أي هدف ما لم تلتزم إدارته بقدر معقول من الحياد والنزاهة تجاه الأطراف كافة وتتخلى عن دعمها المطلق واللامحدود للعدوانية الاسرائيلية ضد منطقتنا.‏

ومن هذا المنطلق فإن استمرار الالتزام الأميركي بأمن اسرائيل سيقف عائقا أمام أي مسعى باتجاه السلام، فقضايا مثل الانسحاب الاسرائيلي من الأراضي العربية المحتلة، وعودة اللاجئين الفلسطينيين إلى ديارهم بعد إقامة دولتهم المستقلة وعاصمتها القدس، كلها تعتبر في نظر حكام اسرائيل ومستوطنيها خطرا على أمنهم وأمن كيانهم المصطنع، وهي قضايا جوهرية بالنسبة للعرب لا يمكن أن يقبلوا بأقلها كحصاد لأي تسوية أو مفاوضات.‏

وعود أوباما بالحوار تضعه على المحك ، ولكن عليه قبل كل شيء أن يطالب حكام اسرائيل بالتخلي عن سياسة العدوان والاحتلال، المسؤولة الاولى عن كل الكوارث التي لحقت بالمنطقة، وذلك قبل الاستغراق بتقديم التزامات واطلاق وعود يصعب تنفيذها.‏

تعليقات الزوار

أيمن الدالاتي - الوطن العربي |  dalatione@hotmail.com | 26/01/2009 00:58

فقط إسرائيل وعصابة الجمهوريين من اليمين المسيحي -الصهيوني هما من سيضع أوباما على المحك, وأتوقع مستقبلا أن تفشلانه. إنما يكفينا من أوباما نحن عرب الممانعة والمقاومة أن يوقف أوباما التسلط الأمريكي العسكري في منطقتنا, وأن يقيم حوارا مع سورية وإيران ولو من غير نتيجة على الأرض.إذ أن السلام مازال وهما وليس له من مقومات حقيقية على الأرض.

إضافة تعليق
الأسم :
البريد الإلكتروني :
نص التعليق:
 

 

E - mail: admin@thawra.sy

| الثورة | | الموقف الرياضي | | الجماهير | | الوحدة | | العروبة | | الفداء | | الصفحة الرئيسية | | الفرات |

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية