والحماية الامنية لزمرة من الارهابيين الذين عسكروا في منطقة الحدود السورية - التركية تمهيدا لتسهيل دخولهم الى سورية لتطبيق ما دربتهم عليه جهات استخباراتية دولية من اعمال قتل وتفجير واغتيال وخطف وتعذيب بغية ضرب استقرار سورية وتمرير المشاريع الغربية المشبوهة فيها.
ندرة المعلومات الواردة من معسكرات استقبال الارهابيين في تركيا نتيجة الحظر الامني لم تمنع كشف حقيقة ما يجري في الخيم البيضاء التي هيئتها حكومة رجب طيب أردوغان بايعاز امريكي لاستقبال نوع خاص من اللاجئين بدت خصوصيته من خلال الاجراءات الامنية المشددة حوله والحرص التام على ابعاد وسائل الاعلام قدر الامكان عنه تجنبا لمرور أي معلومة تتعارض مع الغاية من هذه الخيم التي تخفي تحت قببها البيضاء نوعا جديدا من الميليشات المسلحة.
محترفو قتل واغتيال في خدمة الاجندة الغربية ربما تكون هذه التسمية الاقرب لحقيقة مصطلح الجيش الحر الذي يسوقه الاعلام الغربي والنفطي كعلامة تجارية تنضوي تحتها مجموعات من الميليشات لا يمكن تسميتها بالجيش حسب وصف السفير البريطاني السابق في دمشق بزيل ايستورود في تصريح صحفي.
ورغم انه لا يتعدى كونه صندوق كرتون مخروقا كما وصفته صحيفة التايم البريطانية إلا ان محاولة الوصول الى خيم هذه الميليشيا تستوجب الاعتقال من قبل الامن التركي الذي اعتقل مراسل بي بي سي الشهير جون سيمبسون وفريقه التقني حين حاول معرفة ما يجري داخل احد معسكراته ومع ذلك تجاهل الاعلام الغربي هذه القضية التي فضحت تفاصيلها صحيفتا الصباح و راديكال التركيتان للرأي العام التركي والعالمي.
وفي ظل ما كشفته موظفة مكتب التحقيقات الفيدرالي الاميركي السابقة سيبل ادموندز حول قيام الاستخبارات الاميركية والتركية بتدريب مسلحين سوريين في قاعدة انجرليك وفي معسكر جنوب غرب تركيا منذ أيار الماضي ونقل جنود أميركيين من العراق الى منطقة المفرق شمال الاردن ليشيدوا أبراج مراقبة وهوائيات للتجسس على شبكات الاتصال العسكرية السورية يتضح ان ما تشهده سورية من اعمال ارهابية على يد المجموعات المسلحة تجري ادارتها بعناية من قبل اجهزة استخبارات دولية.
ويعزز هذا التفسير للاحداث ما ذكره مركز ستراتفور للاستخبارات الدولية الاميركية في تقرير له اكد فيه ان هناك مدربين أميركيين وأتراكا وأردنيين يدربون مسلحين سوريين على عمليات الاغتيال والتخريب والتجسس وجمع المعلومات في مكان ما من الاراضي التركية بالقرب من الحدود السورية.
المنتجات الدموية والارهابية الممهورة بختم علامة ما يسمى الجيش الحر التجارية والتي يعرفها الشعب السوري جيدا وجدت طريقها الى تقارير منظمة هيومن رايتس ووتش التي تحدثت عن ارتكاب هذه الميليشيا اعمال خطف وقتل وتعذيب وابتزاز ذوي بعض المخطوفين بالفدية على طريقة عصابات المافيا لتؤكد حقيقتها الارهابية وتعري مسلحيها وداعميها ومموليها.
ويرى مراقبون ان الصمت الغربي وتحديدا الامريكي تجاه الدعوات العلنية لبعض شيوخ النفط في السعودية وقطر لتسليح هذه الميليشا وتخصيص رواتب مغرية لمن ينضم اليها رغم عشرات التقارير الاستخباراتية التي تؤكد علاقتها بتنظيم القاعدة واذرعه الاصولية يسقط ذريعة الحرب على الارهاب التي اخترعتها واشنطن للتدخل في شؤون البلدان المستقلة ويعري بوضوح التحالف الشيطاني بين مشيخات النفط والغرب الاستعماري والحركات الاصولية، القائم على محاربة القوى التقدمية والوطنية في المنطقة التي تتخذ من نهج المقاومة عنوانا بارزا لمجابهة المشروعات الامريكية.