ولا سيما في مباريات الفرق الكبيرة المعروفة بجماهيريتها كالاتحاد والوحدة والكرامة وتشرين والطليعة، بل إن فرقاً أخرى استطاعت أن تجذب حضوراً أكبر رغم الفوارق والبعد عن المقدمة كالجزيرة.
وفي عدد اليوم سنكون مع موضع آخر هو من حصاد الذهاب، وهذا الموضوع يحمل عنوان (تراجع المستوى الفني)، حيث ظهرت الفرق في نصف الدوري الأول بمستوى غير مقنع، وخاصة الفرق المرشحة للمنافسة والتي من المفروض أن تقدم الأفضل قياساً على إمكاناتها وسمعتها، وما قدمته (وقد كان مفاجئاً) فتح الباب على تساؤلات مختلفة، هذه التساؤلات وإجاباتها ربما أوصلتنا إلى أسباب هذا التراجع وإن كان مبرراً أم لا؟!
تحضير غير مناسب
لعل من أهم الأسباب التي أثرت في المستوى العام للفرق وانعكس على مبارياتها، إنما هو سوء التحضير الذي كان قاسماً مشتركاً بين معظم الفرق، فالأندية كانت مشغولة بالانتخابات والتحضير لها، ومنها ما كان تحت إدارة لجان مؤقتة لم تستطع أن تحافظ على تماسك الأندية وقوتها، وخاصة أنها لم تكن تملك ما يمكنها من ذلك ونقصد الصلاحيات والمال والوقت.
كما أن حل اتحاد كرة القدم والفوضى الإدارية التي عاشتها اللعبة ما بين لجان مؤقتة شرعية وغير شرعية، ثم كان انتظار نتائج التحقيق في الفساد والتي أرقت الأندية والمدربين واللاعبين والحكام، وبعد ذلك كان دوري البقاء والهبوط بين أربعة فرق، مما جعل المسابقة تتأخر والتحضير يرتبك.
ولا نستثني من ضعف التحضير إلا فرق الجيش والكرامة والطليعة والشرطة والمجد بينما كان الاستقرار عاملاً إيجابياً بالنسبة لفريق الوثبة، وعوّض ما كان من تقصير وضعف.
ضغط مزعج
ومن أسباب هبوط المستوى تكثيف المباريات وضغط المراحل، حيث عملت اللجنة المؤقتة على إقامة عدة مراحل وسط الأسبوع لإتاحة الفرصة أمام المنتخب ليستعد للتصفيات الآسيوية، هذا الضغط أثر على أداء اللاعبين عموماً، فالفرق كانت تلعب أحياناً حوالي ست مباريات خلال أسبوعين، وهذا يتطلب جهداً كبيراً جداً من اللاعبين، ويؤثر حتماً على عطائهم الذي سينخفض ما بين مباراة وأخرى. كما أن هذا أدى إلى كثرة الإصابات والغيابات التي أربكت المدربين وخاصة أن لاعبينا ليسوا مؤهلين للعب هذا الكم من المباريات خلال مدة قصيرة.
تغيير المدربين
ومن الطبيعي أن يكون التغيير الكثير للمدربين مؤثراً في الأداء، فما بين مدرب وآخر سيكون هناك حالة من الخلل وعدم الاستقرار، وهذا حتماً سيؤثر في المستوى، مع التذكير هنا بأن ثمانية أندية قامت بتغيير مدربيها، ومنها من غير مدربه أكثر من مرة، وفي هذه الحالة يمكن أن نتصور مدى الإرباك، علماً أن البدائل قد لا توفق دائماً حتى ولو كانت جيدة وعلى درجة من الكفاءة، وقد يحالفها الحظ إذا ما كانت الظروف مساعدة، ونشير إلى أن أندية الوحدة والشرطة والاتحاد الطليعة والنواعير والجزيرة وجبلة وعفرين قد غيّرت مدربيها.
أسباب أخرى
من الأسباب الأخرى التي تركت أثرها في المستوى تأجيل عدد من المباريات لفريق الكرامة بسبب مشاركاته الخارجية، وأثر هذا ظهر في أداء الكرامة وهو الفريق البطل والمنافس الدائم على الألقاب، وقد لاحظنا كيف أن أداء الكرامة لم يقنع في كثير من مبارياته، وهذا ما اعترف به مدربه القدير محمد قويض، فقد أراد أن يعمل في هذه المرحلة على جمع النقاط، في ظل كثافة المباريات داخلياً وخارجياً، وبصراحة معه حقّ، فاللاعب يصبح مشتتاً ومرهقاً ومن الصعب مطالبته بأكثر من طاقته وهو اللاعب المحترف بالاسم فقط.
أمنيات الإياب
وبعد فإننا نتمنى أن تكون مباريات مرحلة الذهاب غير مضغوطة، بما يتيح للفرق اللعب دون مشقة، وبالتالي تقديم ما يرضي ويجذب الجماهير، ونؤكد هذا لأن قناة الجزيرة الفضائية الرياضية ستنقل هذه المباريات ومن المهم أن تكون صورة الكرة السورية في الأندية صورة مشرفة وجيدة، ولا بد أيضاً من أن يأخذ اتحاد اللعبة من خلال قيادته المؤقتة مشاركة ثلاثة أندية في البطولات الآسيوية، وهذا يعني وضع البرنامج وفق هذا ولكن دون تأجيل إذا لم يكن هناك مبرر للتأجيل كما حدث مع الكرامة ذهاباً.