تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر
طباعةحفظ


إبداعات شبابية.. ومواهب واعدة .. ووطن يتربع على عرش القلوب

ثقافة
الأربعاء 27-5-2015
فاتن دعبول

حملت كتاباتهم الكثير من حاضر دام، واستشراف لمستقبل أجمل عبر حلم عبروا من خلاله عن حبهم للوطن، فكان الشعر والقصة مرآة لقضايا لامست همومهم وهموم الوطن وما أفرزته تلك الأزمة السوداء على بلادهم.

وانطلاقا من شعورهم واحساسهم بالمسؤولية اتجاه وطنهم وتجسيدا لقيم الانتماء لتراب هذا الوطن العزيز كان ابداعهم وكان عهدهم أن يكونوا دوما في خندق الوطن ليبقى عزيزا شامخا خافقة راياته بالعزة والكرم والنصر.‏

في فعاليات المهرجان الأدبي النقدي الشبابي «أدب، وطن، نقد» التي أقيمت في فرع دمشق لاتحاد الكتاب العرب، صدح صوت الوطن عاليا فكان بطل الأمسية دون منازع، بمشاركة مجموعة من الأدباء الشباب (غدير اسماعيل، ميرنا محمد حسن، علي الدندح، سلام تركماني، زياد سودة، عبير عطوة، يوسف قائد، جمال طنوس، اسلام فواز، محمد رضا الرفاعي، سوزان الصعبي، ديمة داوودي، حازم برنية، أسيل الأزعط، حسن الراعي، رانيا حمدوني، ريم بدر الدين بزال، فراس ديوب، رزان عويرة، أمير مصطفى، عزيز طه، رنا الابراهيم) وكان ضيف المهرجان الشاعر الشاب ايهم الحوري الذي قدم قصائد للوطن، للحب، للإنسان.‏

أما النقاد والأدباء الذين قاموا بتقييم الأعمال الشبابية المشاركة فهم خالد أبوخالد، محمود حامد، أيمن الحسن، أحمد علي هلال، عماد فياض.‏

هذا المهرجان هو الخامس في مجال الأدب الشبابي، والنشاط الثالث بعنوان أدب، وطن، نقد حسب محمد الحوراني مسؤول النشاط الثقافي في فرع دمشق لاتحاد الكتاب العرب ويقول:‏

هذا المهرجان هورسالة ليكون للشباب دور وحضور في المشهد الثقافي والأدبي في اتحاد الكتاب العرب وعلى مستوى القطر بشكل عام، وهونشاط شبابي بامتياز.‏

فرصة ذهبية‏

لقد شكل هذا المهرجان فرصة هامة لهؤلاء الشباب الذين اتجهوا وبحس وطني عال إلى الابداع شعرا وقصة ليلحقوا بركب الأدباء ممن استطاعوا أن يتركوا بصمة في عالم الكتابة والتأليف والشعر، يقول زياد سودة: المهرجان فرصة يقدمها فرع اتحاد الكتاب العرب للأقلام الشابة لإظهار ما لديهم من موهبة قد لا تبصر النور ما لم تقدم لها الفرصة المناسبة، وهوبعد ذلك فرصة للقاء بين الأجيال لصقل موهبتهم وتطويرها، يقول:‏

سأنهض من تحت الركام..‏

سأكون شراعا يحميك من غضب الموج الجارح..‏

أيتها المزروعة في روحك السنبلة..‏

كما تجد عبير عطوة في هذا المهرجان ملاذا ومنبرا تنطلق منه خارج حدود المساحات الضيقة لتعبر عن انتمائها لهذا الوطن الجريح، وأن وجود النقاد وما يقدمونه من توجيهات وملاحظات يغني معرفتهم ويضع لبنة جديدة في طريق ابداعهم تقول:‏

لا سماء تكفر عن خطيئة الرحيل..‏

ونحن قد ولدنا في عربات الهجرة..‏

نستعمل الماضي عزاء في أغانينا..‏

وتشل في المضارع مفردات العروبة..‏

أما غدير اسماعيل فقد قدم قصيدة وجدانية تعالج الأزمة الداخلية والنفسية التي تنتاب النساء وكانت بعنوان «ضفاف» يقول:‏

بحر المرافئ غير بحر العاشقين..‏

لا يذكر الصفصاف شيئا..‏

كان مشغولا بنقل الريح من بحر إلى بحر..‏

لا يعلم الصفصاف شيئا ان تسله..‏

كيف يعلوالموج.. كيف تفجر الصغيرة بالبكاء..‏

وفاء للوطن‏

أما الشابة زينب الشيخ حسين فترى أن هذا المهرجان هونافذة يطل منها الأدباء ليرسموا دربا جديدا في عالم الثقافة والابداع وفاء لوطنهم وترابه الممزوج بعطر الشهداء تقول:‏

تراقصني على أوتار الخرافة..‏

ترميني على دوائر احتراقي وترحل بي إلى طاولة النبيذ..‏

تطفئ كأسا..‏

وكأسا علق بأصبعها..‏

تناديها شموعي..‏

أدس لفافة غربتي في زيت المساء..‏

وعن الأزمة وما أفرزته من مآس من جراء اعمال الإرهاب وثقافة التكفير وانعكاس ذلك على الشارع قدمت ريم بدر الدين بزال قصة بعنوان «تلك الرائحة» تقول:‏

غمز أحدهم وقال لوالدي، نريدهن جميعا، ليلة احتفالية اقتادنا والدي إليهم، جردونا جميعا من ملابسنا، شعرت بالخزي والعار... نظرت إلى اختي ووالدتي، رأيت أن هن يتصرفن بشكل طبيعي رغم وجود عدد من الرجال الغرباء ووالدي في الغرفة وهن عاريات تماما.‏

مواهب على طريق الإبداع‏

اتفق النقاد على أن هناك مواهب شعرية وقصصية متألقة جديرة بالتقدير، و هناك أقلام واعدة تحتاج إلى رعاية وصقل ومطالعة، وأكدوا أن التجربة الابداعية هي تجربة تراكمية تحتاج إلى بناء واطلاع ومتابعة ومثابرة وتقبل النقد البناء، وقد بين خالد أبوخالد أن المهرجان ظاهرة صحية تدل على توجه تنموي صحيح وأننا نهتم بالأجيال، والمشاركون قدموا سوية عالية تتجاوز 70% على صعيد القصة والشعر.‏

وفي رسالته للشباب «اقرؤوا، اقرؤوا وعيشوا الحياة فالركيزة الأولى هي القراءة والركيزة الثانية هي الحياة وبدونهما لاابداع»، وما قدم من ملاحظات للشباب إن هوإلا انطباع آني وليس نقداً موضوعياً.‏

أما أيمن الحسن فتمنى ان يكون هذا المهرجان دوريا ليتاح لهؤلاء الشباب فرصة الحوار مع النقاد للارتقاء بتجربتهم من جهة ومن جهة أخرى لنثبت للعالم بأن سورية بلد الحضارة والأدب والعطاء الحقيقي، وأن هذا الوطن خصب ولديه الكثير من الابداعات التي يمكن أن تثمر كتابا كبارا نفخر بهم.‏

وأكد احمد هلال أن هذا المهرجان استطاع أن يبرز تجارب ممتلكة لأدواتها وأخرى تحتاج من النقاد إلى المتابعة الحقيقية لارفض التجربة ومصادرتها، لأن لا تجربة تنمودون ضوء، وعلى المشاركين أن ينتبهوا إلى ماذا يقرؤون وكيف يقرؤون مع الأخذ بعين الاعتبار تعدد القراءات.‏

الوطن.. بطل المهرجان بامتياز‏

احتل الهم الوطني والانساني حيزا كبيرا من النصوص الابداعية التي قدمها الأدباء الشباب الذين عبروا كل على طريقته، عن حبهم الكبير لسورية الأم التي احتضنتهم وقدمت لهم الكثير.‏

ورغم تباين سوية النصوص المقدمة بين جيدة ومتوسطة ومقبولة يبقى هذا المهرجان فرصة استثنائية يقدمها اتحاد الكتاب العرب لكل اديب شاب، آخذاً بعين الاعتبار أن الشباب هم ثروة هذا الوطن وأمله المنتظر وعليه رعايتهم والأخذ بيدهم في الاتجاه الصحيح، إضافة إلى استقطاب الشباب المثقف الواعي والاهتمام به ووضعه على الطريق السليم، طريق الابداع والفن والحضارة وخصوصا في ظل تسلل الفكر الظلامي إلى بعض المجتمعات السورية التي ترفض بالأساس العنف والتكفير وتميل بفطرتها السليمة إلى الحياة والحب والسلام.‏

وهذا ما أوضحه الشاعر محمود حامد بأن على الشباب المبدع دور كبير ومسؤولية في الوقوف في وجه كل الدعوات التكفيرية الظلامية وضد الارهاب وذلك من خلال تضامنهم مع فئات شعبهم واظهار الحقيقة والتأكيد على الحضارة العريقة التي ينتمون اليها، حضارة الحب والسلام والتآخي الذي نباهي بها الأمم.‏

إضافة تعليق
الأسم :
البريد الإلكتروني :
نص التعليق:
 

 

E - mail: admin@thawra.sy

| الثورة | | الموقف الرياضي | | الجماهير | | الوحدة | | العروبة | | الفداء | | الصفحة الرئيسية | | الفرات |

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية